بين العديد من الطلبة المتفوقين في مدارس الاحساء أن أسابيع الاختبارات أظهرت لهم الكثير من الصداقات الهشة والتي أطلقوا عليها «صداقات بيوت العنكبوت» وكانت هذه الصداقات قد بدأت في الأيام الأخيرة من العام الدراسي وقبل الاختبارات ، وسببت لهم الكثير من المضايقات والإزعاجات من خلال التواصل المستمر معهم عن طريق الجوالات أو الزيارات المفاجئة لهم في المنزل بحثا عن مصالحهم الخاصة والمعلومة الجاهزة. وأضاف عدد من المتفوقين أن أيام الاختبارات تكثر فيها علاقات الصداقة الهشة والتي تكون في غالب الأمر علاقات وقتية, مبنية على المنفعة والمصلحة تنعكس على الكثير من المتفوقين حتى تجعلهم ينعزلون عن زملائهم في فترة الاختبارات بسبب هذه الصداقات التي تنهال عليهم. صداقات المصالح أيام الاختبارات في البداية تحدث الطالب عبدالرحمن المالكي في الصف الثالث الثانوي فقال انه فوجئ بالعديد من زملائه في المدرسة ينهالون عليه في الأيام الأخيرة قبل الاختبارات, ويسألونه كثيراُ عن بعض المواد ويطلبون منه تصوير بعض دفاتر المواد .. فلم استسغ قربهم مني وتواصلهم معي رغم أنهم معي في الفصل الا أنهم طلبة سيئون لا يحترمون أي معلم ولا يأبهون بالتعليم ، ولا شك أن صداقتهم هذه هي صداقة مصلحة أنا لا أريدها ، ومع ذلك فقد قاموا بالإلحاح علي حتى أنني قمت بتصوير دفاتري ووضعها لهم في احد مراكز التصوير حتى ابعدهم عني ولكن دون فائدة. أما زميله سالم السبيعي فيقول ان هناك تنوعا في الصداقات داخل المدرسة, وأكثر ما يزعجني صداقات «بيوت العنكبوت» والتي لا تظهر إلا في أوقات المصالح ، فهناك الكثير من طلبة المدرسة لا تعرفهم إلا في فترة الاختبارات ويسببون لك الكثير من الإزعاجات والمضايقات وهؤلاء في بعض الأحيان أساعدهم، وأحياناً أخرى أتجاهلهم, لأني في الحقيقة أشعر بأن صداقتهم غير حقيقية ومبنية على المصلحة، وقد يوجهون لي اتهامات، ولكن عندما أتجاهلهم فيحاولون الوصول إلى رقم جوالي أو عنوان منزلي لكي يحرجوني أكثر لكي أساعدهم. في حين رفض عبدالعزيز العلي ثاني علوم طبيعية تلبية أي نداء أو طلب للصداقة في أيام الاختبارات أو قبلها ، مبينا أنه في فترة الامتحانات يعتزل الجميع ويبتعد عن الجوال والانترنت وكل ما يشغله عن المذاكرة بكل دقة ، وفي حال تواجدي في المدرسة ، لا اتواصل كثيراً إلا مع عدد من الطلبة المقربين مني والمتميزين دراسيا وذلك للتشاور في بعض النقاط التي قد يبدو فيها غموض ، ولا أجيب على أي طلب للشرح أو غيره قبل دخولي اللجنة حتى لا اشعر بالتشتت والارتباك، وبالتالي لكي ابتعد عن كل ما يثير هدوئي وأعصابي أثناء الاختبارات. فهد المطيري يقول انه يعتزل جميع زملائه فترة الاختبارات ، ويقضي معظم وقته في الدراسة ، ويرفض أي صداقات تأتيه في هذه الفترة رغم كثرة الطلاب الذين يحاولون التعرف عليه والتقرب منه . ويشير المطيري الى أن كثرة أسئلة زملائه له بصفته من الطلبة المتفوقين تشعره بعدم استعداده الجيد لأداء الاختبار حيث ان هناك أسئلة تطرح كأني أول مرة اعرفها مع أني اعرف اجابتها جيدا، وهذا ما يجعلني اعتذر عن الإجابة لضيق الوقت وعدم إتمامي للمراجعة. المتفوقون غنيمة في الوقت الضيق هذا وقد أكد العديد من أصحاب صداقات المصالح والهشة أن الظفر بصداقة مع احد المتفوقين هي غنيمة وخاصة في الأوقات الضيقة أيام الاختبارات ، حيث ان هؤلاء المتفوقين هم غنيمة علمية يمكن أن يستفاد منها ولذلك فنحن نلعب ونستهتر طول العام الدراسي ونستهزئ بهم ، وعندما نحتاج شيئا نلجأ اليهم. وهذا ما أكده الطالب حيدر الهاشم ثالث ثانوي والذي قال : انه لا يلجأ للمتفوقين إلا في فترة الامتحانات، والذي يضيف أن زملائي جميعهم بمستواي الدراسي الضعيف ، ولا يفهمون من الدروس شيئا ، ولذلك نضطر إلى تكوين صداقات مع المتفوقين ونغري بعضهم بالفزعة والمال والحماية ونجد من بعضهم التعاون والموافقة ونجد من البعض الرفض وطلب الابتعاد. مجموعة في البلاك بيري لتجنب أصدقاء المصلحة أما سلمى البدي ونورة الحمد ولمى الدوسري فقد قمن بإنشاء مجموعة على «البلاك بيري» وذلك لكي يتواصلوا مع بعضهم ومع من يرغب من زميلاتهن المزعجات وصاحبات المصلحة في عملية مراجعة بعض الدروس ووضع الحلول لبعض الأسئلة، وكذلك الشرح للطالبات اللاتي يجدن صعوبة في فهم بعض الدروس من المهملات طوال العام الدراسي. ويؤكدن أنهن استفدن كثيراً في تخفيف الضغط النفسي عنهن واستطعن كذلك أن يتخلصن من التواصل غير المرغوب فيه وكسب هؤلاء الطالبات بطريقة دبلوماسية. الذكاء الاجتماعي يدفع لمساعدة الآخرين في حين بين الأخصائي النفسي الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الراجح أن هناك اختلافا في أنواع الصدقات في أوساط الطلاب في المدارس, وتتعدد هذه العلاقات بين الأصدقاء، منها العلاقة المبنية على منفعة، وقد يكون الطرف الآخر على وعي أن الآخر يطلب منه الصداقة في فترة الامتحانات لهدف ما وبالتالي يكون لديه سعة صدر ولا يبخل بالمساعدة، وفي المقابل هناك آخرون يرفضون هذه النوعية من الصداقات، لاعتقادهم أنه من المفترض أن يطلب الآخرون الصداقة لشخصه وليس لطلب المنفعة، وأن يكونوا متكافئين بالآراء والأفكار، ولكن بعض الطلاب لديهم نوع من الذكاء الاجتماعي والوجداني ويساعد الآخر بإعطائه الأوراق وبعض الملاحظات وليس كل ما يملك من معلومات . ويضيف الراجح : هناك نوع من الطلبة لا يرغبون في التشويش والانشغال بأي مؤثرات خارجية، وبالتالي ينعزلون عن الآخرين، ولكن المفترض أن يكون لدى الطلبة الوعي بأهمية التواصل مع الآخر، والتعرف إلى جوانب الضعف والقوة لديه في الدراسة وذلك من خلال التواصل مع الآخر بحدود بحيث لا يؤثر على وقته الخاص للدراسة . ويلفت إلى أن صداقة المصلحة وقتية، وقد يكتشف الطرف الآخر الذي يطلب المصلحة أهمية الصداقة الدائمة وتمتد العلاقة . ويؤكد الراجح أن الطلاب الذين يطلبون الصداقة لهدف ما، أحياناً يكون لديهم مستوى ذكاء عال ولكن يريدون اختصار الوقت والوصول للمعلومة بطريقة سريعة، ويعتبرونها من التفوق أنهم حصلوا على المعلومة بسرعة من زميلهم المتفوق .