ليس ثمة أقسى من الظلم وليس ثمة أقسى من ظلم القوي للضعيف ولا أشد قسوة من ظلم الغني للفقير,والمحتاج ليس فقط لإعالة نفسه واعفافها ولكن لإعالة أسرة هو المسؤول عنها أولا وأخيرا وهو عائلها الوحيد. والبطالة صوت الظلم في بلد العدل والإنصاف والتي من العار وجودها في بلد متخم بالخيرات كالمملكة العربية السعودية والتي يتفيأ ظلال خيراتها المقيم قبل الوافد من شتى بقاع الأرض ,فكيف تضيق عن المواطن وبالأخص الشاب.وقد قال تعالى (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين)وانما وضعت القوانين والأنظمة لضبط الأمن ولعدم العدوان والظلم على أحد من مواطني البلد نفسه. ولاننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار , لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .) وكلنا تقريبا قرأ قصة عبدالرحمن بن عوف وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار فكانت أخوته مع سعد بن الربيع الذي قال له لك نصف مالي وأطلق لك إحدى زوجاتي فما كان من ابن عوف رضي الله عنه إلا أن قال كلمته المشهورة,والمأثورة بارك الله لك في مالك وأزواجك ولكن(دلني على السوق)فدله على السوق وليس معه مال فعمل وباع وأشترى وتاجر وبارك الله له بجده واجتهاده وصبره وقناعته,حتى صار من كبار التجار وجهز ذات زمان جيش العسرة بمابلغ من تجارته رضوان الله عليه. علينا توفير ساحات لسوق حرة يجد فيها الفقير مبتغاه من حيث السعر المناسب,والعاطل ضالته من حيث توفير عمل يكفيه هو وأسرته ومن غير رسوم من أي نوع,إلا مايكفي لنظافة المكان وشرعية بضائعه وصحتها,ولامضايقات إلا مالزم لضبط الأمن فقطمن هنا من هذا المنطلق وجب علينا توفير ساحات لسوق حرة يجد فيها الفقير مبتغاه من حيث السعر المناسب,والعاطل ضالته من حيث توفير عمل يكفيه هو وأسرته ومن غير رسوم من أي نوع,إلا مايكفي لنظافة المكان وشرعية بضائعه وصحتها,ولامضايقات إلا مالزم لضبط الأمن فقط. وهنا يشترط أن يكون البائع سعودي الجنسية وليس مقيما أو وافدا تحت كفالة مواطن,فقد أوجدت الساحة لحفظ ماء وجه المواطن,وأما غيره فهم قدموا بعقود عمل لدى مؤسسات حكومية او أهلية , فإما أن يوفر لهم الكفيل عملا كما هو العقد وإما - ولا ظلم ابدا في هذا - تتكفل بهم حكومات بلادهم وتوفر لهم أعمالا في أوطانهم,فليس ثمة أقسى من الغربة,إذ لولا الحاجة,أوالخوف,اوالظلم,ماتغرب أحد من الناس عن وطنه.