في رمضان يكون الانسان في حالة بين حالتين فهو إما أن تحتوشه الشياطين سواء شياطين الإنس او الجن والعياذ بالله من كل شيطان مريد (وتلخبط حساباته) وبالشعبي (تلعب بحسبته) وتعيشه في هم وغم وتعاسة ما بعدها تعاسة إلا تعاسة الجحيم نعوذ بالله منه. أو يكون في حالة من الهدوء والاستقرار النفسي الذي يضفي على ملامحه الكثير من علامات الرضا لشعوره العميق بقربه في هذا الشهر من الفقراء والمساكين ولعميق احساسه بقربه أكثر من رب العالمين ورضاه عنه وذلك لشعوره بأنه أهل للخير وأينما توجه وجد خيرا. وأنت حيثما وجهت وجهك تلقاء المجتمعات فإنك ترى الناس وتشاهد تصرفاتهم وتعجب أيما عجب من أن البعض يثور لأسباب تافهة ويكاد يحطم نفسه ومن حوله وليس ثمة سبب يستدعي ثورته بهذا القدر إلا أنه سلم نفسه لهواها واستسلم تماما لما تحب وتشتهي, وأسلم زمام أمره للشيطان يقوده حيث شاء , يأمره فيطيعه بلا تأن ولا تفكير بالعاقبة وهل تصرفه يرضي الله ام يغضبه عليه, كل هذا لا يهمه ولا يهتم له ولا يعيره أدنى اهتمام لأنه تابع لهواه ! وفي الجانب الآخر المضيئ ترى البعض أيضا ممن يخشون الله ويستشعرون فريضة الصوم وأنها تهذيب وتأديب للنفس قبل الجسد وراحة لهما من كل شر تسببه البطنة التخمة وأن خير الصوم يعود بالدرجة الأولى للإنسان نفسه وراحة يستشعرها في روحه قبل أن يكون الصيام حرمانا من أجل الحرمان فقط لذلك فغير المؤمن لا يستشعر للصيام معنى إلا الجوع. في رمضان يفيض الخير من بعض النفوس ممن رضي الله عنهم فيسرهم للخير , ويشح في بعضها لدرجة العجب منها فكيف لمن أنعم الله عليه أن يبخل بفضل الله ولا يتوقع الحرمان في يوم ما طال مدى هذا اليوم او قصر؟!وفي رمضان يحرص الشيطان على اشعال نار العداوة والبغضاء بين الأقارب فتراهم وهم لا يرون من أقاربهم إلا التصرفات الحمقاء المعوجة , واما التصرفات الجيدة والمحببة للنفوس فلا يرونها لشديد الأسف ولو كانت اوضح من الشمس في نهار الصيف فالتي تعمى البصائر وليست الأبصار لأنك تلاحظ بعض الناس صحيحا من كل مرض ظاهر للعيان ولكنه عليل في نفسه ومن داخله. وفي رمضان نلاحظ تأجيل أغلب أموال الزكاة والصدقات أيضا إلى العشر الأواخر منه رغبة من المزكين والمتصدقين بأن هذا هو الرأي والفعل الصحيح وفي الحقيقة أن هذا لا اساس له نصيب من العقل وظلم شنيع في حق الفريضة خاصة الزكاة وفي حق الفقراء بالتأكيد , فمتى حال الحول على المال يخرج ومتى وجد المحتاج يعطى منها لحاجته وليس (يموت صبرا) حتى العشر الأواخر من رمضان ؟! وفي رمضان يفيض الخير من بعض النفوس ممن رضي الله عنهم فيسرهم للخير , ويشح في بعضها لدرجة العجب منها فكيف لمن أنعم الله عليه أن يبخل بفضل الله ولا يتوقع الحرمان في يوم ما طال مدى هذا اليوم او قصر؟! فاللهم يسر الخير والعمل به لكل مؤمن بك حقيقة, وحريص على أن يلقاك وأنت راض عنه. [email protected]