المدن كما الإنسان تنمو وتمرض ومن أمراضها التضخم الذي يولد مشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية وهنا تبرز أهمية وجود قاعدة معلومات شاملة أساسية عن المدينة ومواردها ومقوماتها والفرص التنموية والفرص الوظيفية والاستثمارية والمعوقات والنسب للأمراض والتلوث وارتفاع الأسعار والفقر والبطالة والجريمة. وسياسات تخطيط المدن المبنية على المعلومة الصحيحة تساهم في إنجاح سياسات وخطط وبرامج القطاعات المختلفة المشاركة بمراحل التنمية، وتعد من الآليات المهمة التى يتم من خلالها ترجمة متطلبات التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية. عندما يرتكز التخطيط للمدن على النواحي الاقتصادية ويفتقر للنواحي الاجتماعية والترفيهية والأمنية والصحية تصبح المدن مساهمة في توليد الأمراض المعيقة للتطوير.النتائج الأولية للدراسة التي قام بها فريق الحملة الوطنية لمكافحة السمنة بكرسي الشيخ علي بن سليمان الشهري للسمنة بجامعة الملك سعود أظهرت ارتفاع نسبة السمنة بالمملكة، حيث بلغت 68 بالمائة بين الإناث و71 بالمائة في الرجال، وذلك في الدراسة المسحية الأولية التي أجريت في المنطقة الوسطي فقد تم فحص وتقييم ما يقارب 20000 شخص في المنطقة الوسطى والشرقية والغربية، ولم تختلف النسب كثيرا بالمناطق الأخرى بالمملكة حيث بلغت نسبة السمنة بين النساء 61 بالمائة و65 بالمائة بالمنطقتين الغربية والشرقية على التوالي. وقال رئيس كرسي أبحاث السمنة بالجامعة الدكتور عائض القحطاني على الرغم من ان الدراسة مازالت في بدايتها، إلا ان الأرقام الأولية تؤكد اننا نواجه مرضا خطيرا ووصفه ب (وباء العصر). إضافة إلى ذلك أكد الأمين العام للجمعية السعودية لجراحة المناظير واستشاري ورئيس قسم جراحات السمنة والمناظير بمستشفى سعد التخصصي الدكتور أحمد القرزعي ان نسبة المصابين بالسمنة في المجتمع السعودي تجاوزت ال 30 بالمائة من المواطنين والمقيمين. ودعا لتضافر كافة الجهود الطبية والاجتماعية والتربوية لعلاج هذه المشكلة، التي تؤدي إلى الإصابة بأكثر من 23 مرضًا. للسمنة أسباب ومنها تخطيط المدن والأحياء والذي يفترض ان يركز بشمولية على جميع الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وعدم التركيز على الابعاد الاقتصادية فقط حتى تصبح مخططات المدن والأحياء صالحة للعيش تساهم في مواجهة المتغيرات السريعة المستمرة. وعندما تصبح الأرض بالمدن والقرى سلعة للمتاجرة وليست مورداً للتخطيط لتحقيق أهداف التنمية المتوازنة والمستدامة، وعندما تفتقر الأرض بالمدن للتخطيط الذي يحوي معايير التنمية المستدامة، وعندما يرتكز التخطيط للمدن على النواحي الاقتصادية ويفتقر للنواحي الاجتماعية والترفيهية والأمنية والصحية تصبح المدن مساهمة في توليد الأمراض المعيقة للتطوير. ان نمو المدن المستمر والزيادة السكانية المتسارعة تتطلب سياسات تخطيط مدن وأحياء تلبي الحاجات للسكان ومنها الحدائق ومناطق للمشاة والترفيه الكافية لمواجهة الأمراض ومنها السمنة التى تتسبب في مزيد من الأمراض التي تعيق الإنسان من المشاركة بمراحل التنمية بفعالية. وأخيراً وليس آخراً هناك جهود واضحة بإيجاد المزيد من الحدائق ببعض المدن ومناطق للمشاة ببعض المواقع. وهنا تبرز اسئلة مهمة منها هل هي كافية؟ وهل هي في المواقع الصحيحة؟ وما هي علاقتها بباقي الخدمات التى يحتاجها السكان وتحافظ على صحتهم التى بها يستطيعون ان يساهموا في تطوير مدنهم وعلاج أمراضها. [email protected]