يعيش ساكنو إحدى الأحياء القديمة في مدينة المبرز وبالتحديد (حي السياسب) حالة مزرية وموجعة للغاية، فمن يمر على هذا الحي يعتقد أنه يعيش في منطقة مهجورة من السكان، المباني آيلة للسقوط في أي وقت، فهي لا تنتظر سوى عاصفة قوية لتسقطها على الأرض، الأوساخ متراكمة منذ سنوات طويلة تقتات منها الكلاب الضالة والفئران بشكل يومي، يعتبر البعض هذا الحي بيئة لتفريخ الأمراض، من أحد البيوت من السهل عليك أن تجر سلكاً من منزل خرب وتوصله إلى آخر أقل خراباً لتعيش فيه ما شئت، في تلك البيوت قد تمارس أعمال مشينة وغير أخلاقية من قبل ضعاف النفوس من الصغار أو الكبار، وإلى جانب تلك البيوت شوارع ضيقة بالكاد تمر من خلالها سيارة إطفاء متجهة إلى حريق مشتعل في منزل مجاور، عشرات المخاطر ففي أحد الأزقة وبالتحديد بالقرب من مسجد الجعفري التقينا محمد السليم أحد المواطنين في هذا الحي والذي أشار على ما يعانيه سكان هذا الحي قائلاً:» إن هناك الكثير من المنازل هجرها أصحابها منذ سنوات طويلة، بعضهم لا نعرفهم ولم نرهم وقد تركوا المكان للحيوانات الضالة والجرذان.. ويضيف: هل يمكن لك أن تتصور حجم الأوساخ والقاذورات الموجودة داخل تلك المنازل، والتي يمكن أن تنشر المرض والوباء بين السكان لو تم جمعها لوجد أنها تغطي الحي بأكمله .وبالقرب من المباني الآيلة للسقوط يعيش أحد العمال ويدعى محمد علي يقول:» إنه وبالرغم من أنه يعيش بالقرب من احد المباني والتي سقطت إلا أن المنزل الذي يسكن فيه يعتبر جيدا ولا يشكل خطرا عليه غير أنه يعاني من الخطر الذي يأتي من أحد الأسلاك التي لا يعرف من أين تأتي داخل منزله ... ويقول محمد هذا السلك هاتف وقد تم تسليكه حديثا لمنزله وبشكل رسمي مبينا أنه يسكن معه في المنزل سبعة أشخاص وكلهم معرضون للخطر». في الوقت نفس أكد فهد السريع أحد السكان في المنطقة انه ليس مسرورا بوضع تلك المنازل فهي تثير مخاوفه، خصوصاً حين يحل الظلام الدامس، فتنتشر الروائح الكريهة بشكل غريب ، ويقول:» أعتقد أن هناك حيوانات تموت داخل تلك المنازل، وتتعفن جثثها وتتحلل، فتنتشر الرائحة الكريهة في الحي بأكمله وطالب السريع بتحرك الجهات المعنية قبل وقوع الفأس في الرأس، فصحة وأمن وسلامة الجيران أهم من رغبات شخص بعينه، كما طالب بتكوين لجنة لإزالة هذه المنازل القديمة، وفرض غرامة مالية على كل من يمتلكها»، كما تتعجب من تلك الأحياء بكيفية دخول السيارة إليها وبالتالي يجب أن تترجل على قدميك حتى تصل إلى المكان الذي تريده، من جانبه يقول المواطن احمد المهنا:» أن الطرق ضيقة للغاية هنا، علاوة على أنها خطرة، فقد يسقط جدار احد المنازل على سيارتك أو يحدث حريق يصعب التعامل معه من قبل رجال الدفاع المدني لا -قدر الله- ،وبالتالي تكون الخسائر في الممتلكات والأرواح كبيرة ومميتة ، فيجب أن تكون هناك دراسة حقيقة لوضع المباني الآيلة للسقوط»، هذا ويؤكد عدد من المواطنين بوجود الكثير من المخالفات من قبل العمالة في هذا الحي ، وطالب العديد منهم بتحرك الأمانة ممثلة في بلدية المبرز والدفاع المدني بمحافظة الأحساء لإزالة البيوت الآيلة للسقوط قبل موجة الأمطار والتي قد تعصف بالمحافظة برمتها، مشيرين أنه وفي العام الماضي شهد الحي سقوط أحد المباني بدون وقوع أضرار للأهالي والحمد لله، وأن هذه المباني أصبحت مصدر تهديد لهم، بالإضافة إلى أنها تشوه المظهر العام للمحافظة، حيث يقوم عدد كبير من العمالة الوافدة باستخدام هذه المباني في أغراضهم الشخصية. أمين الأحساء المهندس فهد الجبير تحدث حول محور الموضوع فقال:» إن هناك عملية إزالة واسعة للمباني الآيلة للسقوط بمشاركة عدد من الدوائر الحكومية في عدد مدن الأحساء تأتي جميعها في إطار برنامج يستهدف الحفاظ على التراث وتفادي الأخطار، وأضاف الجبير: أن الأمانة ماضية في تفعيل دورها في إزالة المباني بالمحافظة لجعل الأحساء نظيفة دائما وجميلة. وأوضح أن لجنة حصر المباني الآيلة للسقوط في البلدية بدأت عملها الفعلي في إزالة عدد من المباني الآيلة للسقوط والمهجورة في مدن وقرى المحافظة بعد تلقيها عددا من البلاغات من المواطنين ومن جهات حكومية أكدوا خلالها أن تلك المباني أصبحت مصدرا للكثير من المشاكل، لدرجة أن من الصعب الوصول إليها إلا في الصباح، وأنها تحولت إلى مأوى للعمالة الهاربة، إضافة لما تمثله من خطورة على المناطق المجاورة المؤهلة لنشوب حريق بداخلها إضافة لتحول بعض المنازل إلى حاويات للقمامة مما يسبب أضرارا صحية خطيرة للجميع . وأن اللجنة ضمن آلية عملها وبعد الإبلاغ عن خطر سقوط أحد المنازل تقوم بكتابة تقرير وعمل إشعار بعملية الهدم بمشاركة محافظة الأحساء والدفاع المدني والأمانة . يعتبر البعض هذا الحي بيئة لتفريخ الأمراض