المتأمل في إستراتيجيات النهضة السعودية المعاصرة يلاحظ العديد من التطورات الإيجابية التي ركزت على الإنسان كطاقة واعية وحضور قادر على تحقيق التقدم المرجو، وهي المخططات التي أرادتها المملكة وحملتها للعالم، ففي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا كانت صورة المملكة تحمل الإشراق والرقي المعهود والثقة الدائمة في الخوض في كل المجالات بثقة واعتزاز بالانتماء وبالهوية السعودية الثقافية. حيث ركزت الزيارات على نشر ثقافة الفنون البصرية المعاصرة والتراث والأداء والسينما والمسرح الذي عكس درجة كبرى من النضج الفكري والتعبيري، والتي تدعم رؤية 2030 التي تخوضها المملكة بالاعتماد على الطاقات البشرية؛ لتحقيق ما يُبنى بالتعاون وفسح المجال أمام الحوار مع الشعوب والانفتاح على العالم واستيعاب كل جديد يتناسب مع الخصوصية الثقافية للمملكة وتبادل الخبرات الفكرية والفنية والتعريف بالتراث والهوية؛ للوصول للبناء الشمولي في التعليم والعلم والمعارف والإحاطة بكل جديد ومواكبة كل تطور تقني وفني. فسحت الزيارات المجال لاكتساب الخبرات المعاصرة في التعامل الرقمي والعلمي والبحثي المجدد من خلال هيئات وجمعيات ثقافية سعودية عرضت خبرات فنية وثقافية وبرمجت عروضا للفنون والتراث والأداء، نذكر الهيئة العامة للثقافة ومعهد مسك للفنون ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، حيث أتاحت الفرصة للتعاون والتبادل مع جامعات ومعاهد الفنون والمتاحف المعاصرة بنيويورك وواشنطن؛ وذلك لتكوين تعاون أكاديمي من شأنه أن يساعد على خلق الرؤى التجديدية في فكرة التعامل مع الفنون الحديثة في السعودية وصقل التجارب وتدعيمها برؤى جدية التوجه والجمع بين العلم والفن، وخاصة الفنون البصرية التي أصبح مجال التعاون فيها يعني الخوض في العلم والتكنولوجيا وفهم كل الوسائل الرقمية وحسن توظيفها خدمة للفنون وعمق المحتوى الذي يعكس التراث والهوية، فالتعاون مع دول لها تجارب هامة في الفنون البصرية مثل بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية يفسح المجال أمام الشباب السعودي للاطلاع على التجارب العالمية والاستفادة من الخبرات، إضافة إلى التواصل الحقيقي مع العالم والانفتاح معه؛ ما يحقق التوعية ويوسع سبل التواصل مع الآخرين. إن كل شراكة سعودية عميقة البحث والأهداف من شأنها الارتقاء بدرجة الوعي في المجتمع السعودي وتحقيق ثقافة لا تنفصل عن الهوية، فالمرحلة الجديدة نحمل مسؤولياتها في الحضور الاجتماعي والثقافي بما يتناسب مع طبيعة المملكة وعاداتها وهويتها ومواكبتها لكل جديد يبني بإيجابية كل الأسس الحداثية للوطن والوطنية الخلاقة بسواعد وأفكار كل فئاته؛ تحقيقا للوعي وانتصارا للوطن ورقيه بين الأمم. * كاتب في الفنون البصرية