اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، روسيا بمحاولة تسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا، وحذرت من أن بلادها لن تتسامح مع هذه المحاولة لقتل مدنيين أبرياء على أرضها. وقالت ماي أمام مجلس العموم: إن الأدلة أظهرت أن سكريبال تم استهدافه بنوع من غاز الأعصاب طوره العسكريون الروس، وأثارت هذه التصريحات غضب موسكو. وقررت بريطانيا التصعيد بطردها 23 دبلوماسيا روسيا، وتعليق جميع الاتصالات الثنائية وحتى رفض مشاركة أي فرد من العائلة المالكة او أي مسؤول بريطاني في احتفال كأس العالم 2018. وأضافت ماي: إن وزير الخارجية بوريس جونسون، استدعى السفير الروسي لمقر وزارة الخارجية وطلب منه تفسيرا، ووصفت الحادث بأنه عمل عشوائي وبلا رحمة. ولم يتأخر المسؤولون الروس في الرد، ووصفت ماريا زاخاروفا المتحدث باسم الخارجية الروسية تصريحات ماي بأنها استفزاز، وقالت: «إن ما يحدث فى البرلمان البريطاني هو عرض للسيرك»، واستدعت الخارجية الروسية السفير البريطاني وأبلغته رفضها للاتهامات. ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير قول عضو البرلمان الروسي، اندريه لوجوفوي؛ المتهم بقتل عميل روسيا السابق الكسندر ليتفينينكو: «إن قرار ماي بتوجيه أصابع الاتهام إلى موسكو بهذه السرعة غير مسؤول». وقد خاطبت ماي النواب بعد ترؤس اجتماع لمجلس الأمن القومي، حيث تم إبلاغ الوزراء بأن غاز الأعصاب المستخدم في محاولة قتل سكريبال يعرف باسم (نوفيشوك) وحسب خبراء (بروتون داون) فإن روسيا قادرة على إنتاج هذا النوع، وأضافت: إن هناك سجلا لموسكو في عمليات اغتيال المنشقين الذين تعتبرهم أهدافا مشروعة. وبحسب الصحيفة البريطانية، قالت ماي: «إن ما حدث في سالزبري قد يكون من تدبير مباشر من روسيا ضد بلدنا، وأنها فقدت السيطرة على هذا السلاح المدمر ما سمح بوصوله لأيدي الآخرين»، وأوضحت أن هناك نمطا راسخا لعدوان روسيا، بداية من ضم شبه جزيرة القرم وانتهاك المجال الجوي لدول أوروبية؛ وحملاتها المستمرة للتجسس الاليكتروني، واختراق وزارة الدفاع الدانماركية وال«بوندستاج» الألماني. وشددت ماي على أن حكومتها ستدرس ردا مناسبا على روسيا، وما لم يكن هناك رد موثوق به فسوف نعتبر أن هذا الإجراء يرقى للاستخدام غير القانوني للقوة ضد المملكة المتحدة من جانبهم، وتعهدت بالرد باتخاذ مجموعة من التدابير المناسبة. من جهتها، قالت موسكو: «إنها لن ترد على طلبات لندن وطالبت بإجراء تحقيق مشترك وبالتزام بريطانيا بمعاهدة حظر السلاح الكيماوي». وتقول الصحيفة: «إن بيان ماي الصعب يعني أن الخلاف الدبلوماسي الكبير بين موسكوولندن يلوح في الأفق، ولا مفر من الطرد المتبادل للسفراء، وقد تطرد بريطانيا سفير روسيا المتشدد الكسندر ياكوفينكو». وفي عام 2007 طرد رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون، أربعة دبلوماسيين روس احتجاجا على رفض بوتين تسليم لوغوفوي وديمتري كوفتون المتهمين بقتل الكسندر ليتفينينكو عندما وضعا له البلونيوم في الشاي، وردت روسيا بطرد أربعة بريطانيين. وخلصت الصحيفة إلى أن محاولة قتل سكريبال جاءت قبل الانتخابات الرئاسية الروسية المزمع إجراؤها الأحد القادم، وقد تحفز قضية سكريبال قاعدة بوتين وسط المحافظين وتعزز الأصوات التي من المتوقع أن يحصل عليها.