في سياق التقسيم والتغيير الديمغرافي الذي انتهجه نظام الأسد من قبل في حلب، عزلت قواته السبت، مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية المحاصرة اثر تقدم جديد حققه على حساب المعارضة، بجانب تطويق حرستا، فيما شددت الأممالمتحدة على أن الوقت حان لإنهاء الصراع المدمر في سوريا. عزل دوما وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن عزل دوما، أبرز مدن الغوطة، يأتي بعد سيطرة النظام على الطريق التي تربطها بحرستا غربا ومدينة مسرابا إلى الجنوب، وأضاف: «إن جيش النظام طوق فعليا مدينتي دوما وحرستا بالغوطة بتقدمه في مناطق بينهما وبين بقية أجزاء الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة». وأشار إلى أن «قوات النظام تمكنت السبت، من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالا، حرستا غربا، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب»، وقال: «ان تقدم جيش الأسد، يضمن السيطرة على مدينة مسرابا عند نقطة ضيقة تربط شمال الجيب بجنوبه». إنهاء الصراع من جهته، قال مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غرادي: «إن الوقت حان لإنهاء الصراع المدمر في سوريا»، مشيرا إلى أن خيارات المدنيين بما فيها الفرار من مناطق الصراعللحصول على الأمان بدأت تتضاءل. وأكّد غرادي على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية والسماح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات، وتجنب استهداف البنى التحتية. وأوضح المسؤول الأممي أن مجلس الأمن فشل في مساعدة المدنيين السوريين خلال السنوات السبع الأخيرة. يأتي هذا، فيما أفاد الصليب الأحمر في سوريا بأن قافلة المساعدات قد غادرت الغوطة بعد إفراغ كل حمولتها. وكانت الأممالمتحدة قد قالت الجمعة: إن القصف الجوي على مناطق دوما يعرض قافلة المساعدات للخطر، ودعت إلى وقف القصف على الغوطة لإيصال القوافل الإغاثية إلى المنطقة. قافلة المساعدات وصرّحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن قافلة مساعدات إغاثية قد دخلت الغوطة الشرقية المحاصرة. وأشار الصليب الأحمر في سوريا إلى أن قافلة المساعدات عبرت خط الجبهة ودخلت الغوطة الشرقية وفي طريقها إلى مدينة دوما. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن غارات جوية استهدفت مدينة دوما في الغوطة الشرقية بالتزامن مع دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش التركي، السبت، تحييد 3195 إرهابيا منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» ضد التنظيمات «الإرهابية» بمنطقة «عفرين» شمالي سوريا. حسب بيان رئاسة أركان الجيش. عملية «عفرين» وأوضح الجيش التركي، أن قوات «غصن الزيتون» تواصل عملياتها البرية والجوية ضد ما تصفه بتنظيمات حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) ووحدات حماية الشعب الكردية (بي واي جي) وحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) و«داعش»الإرهابيين في عفرين. كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال الجمعة: «نحن اليوم في عفرين، وغدا سنكون في منبج، وبعد غد سنطّهر شرقى نهر الفرات حتى الحدود مع العراق من الإرهابيين». وباتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها أمس، على بعد أربعة كيلومترات من مدينة عفرين وسط استمرار للمعارك العنيفة مع المقاتلين الأكراد. ويأتي ذلك غداة تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه: إن قواته تستطيع أن تدخل في أي لحظة مدينة عفرين، في اطار الهجوم الذي تشنه أنقرة وفصائل موالية لها منذ نحو شهرين ضد المنطقة ذات الغالبية الكردية.