في هذا الأسبوع غيب الموت الأستاذ والمربي الفاضل إبراهيم بن محمد الحسيني، رحمه الله وألهم أهله الصبر والسلون. والحديث عن هذا المربي الفاضل لن تكفيه سطور متواضعة ولكن خبر وفاته أرجع لي وللكثير ذكريات الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في الأحساء عندما كان مدير التعليم بالأحساء. وأول تلك الذكريات كانت فرحتي بالسلام عليه مع زملائي «حسين المرزوق - محمد العمران - عبدالعزيز الماجد - عبدالله القويزاني» واستلام جائزة الفوز عندما كان ضيف الشرف في حفل مباراة ثقافية بين مدرستنا «الهفوف النموذجية» ومتوسطة أخرى من مدينة المبرز، والتي أقيمت على مسرح ثانوية الهفوف كجزء من النشاط الذي لم يكن يتوقف في مدارس الأحساء. ففي الوقت الذي كان فيه الأستاذ إبراهيم الحسيني مديرا للتعليم بالأحساء كانت المدارس بجميع مراحلها مليئة بالأنشطة اللامنهجية بعد ساعات الدوام الرسمي. فقد كانت الفرق الكشفية تخرج من المدارس لتطوف الشوارع. وكانت كل مدرسة تتكفل بإقامة معرض يعرض المواهب الطلابية. وهناك أنشطة رياضية ومنافسات بين المدراس ومنافسات بين الصفوف في كل مدرسة عبر ما يسمى بدوري السداسيات. في ذلك الوقت كان المقصف المدرسي جزءا من حياة الطالب. فقد كان الطالب هو من يدير المقصف ويبيع فيه لزملائه. وكان الطالب هو المحرك المالي لميزانية المقصف عبر مساهمة بريالات معدودة وليفرح الطالب الصغير في نهاية العام بعد أن تحقق ريالاته القليلة أرباحا مضاعفة. وفي ذلك الوقت كان يقام مهرجان سنوي يعكس النشاط والروح الجميلة لكل المدارس بالأحساء. وكان الطالب يتواجد في المدرسة قبل بدء الحصص بوقت طويل يتم قبله الاستمتاع بأنشطة متفرقة منها الإذاعة الصباحية. فبكل أمانة ولسبب لا أعرفه فقد كنت ولا أزال أحس أن التعليم في ذلك الوقت كان أجمل، وكان الأستاذ إبراهيم مدير تعليم ولكنه كان معلما، وكان إداريا في التعليم ولكنه كان مديرا لكل مدرسة. والجميل في الأمر هو أن الأستاذ إبراهيم الحسيني على علاقة وطيدة بكل مدرسة وبيت، وله احترام كبير في المجتمع لتواضعه وحسن إدارته. إبراهيم الحسيني عندما كان مديرا للتعليم كان الكل يبتسم. كان المدير والمدرس والطالب وولي أمر الطالب وكأنهم أصدقاء، والأستاذ إبراهيم رحمه الله كان صديقا للجميع.