عزيزي رئيس التحرير قرأت كتاب المربي الفاضل الاستاذ حمد احمد البو علي (حنين الذكريات) فأعجبني في حقيقة الامر ما قرأت حين انطلق من تجربته التعليمية والادارية، واشار الى لمحات تاريخية عن التعليم في الاحساء قديما وحديثا، فتناول في نقاشه ذكريات عن المعلم والمعلمة ومديري ومديرات المدارس، ومديري التعليم للبنين والبنات ثم عرج على النشاطات المدرسية حينما كان بمعهد المعلمين الابتدائي وفي ادارة مدرسة الجفر المتوسطة ومدرسة الهفوف الثانوية التي خرجت الكثيرين من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية وهي التي قال عنها الدكتور محمد الملحم احد طلابها انها (اشبه بالجامعة) وكم سرني ان اتشرف بهذه التسمية لاني من الذين تخرجوا فيها، وهي بالفعل جمعت علماء واساتذة كبارا مخلصين وطلابا اوفياء قادوا مسيرة التعليم وشغلوا المناصب العالية في الدولة والشركات.. الخ. ولقد كان الاستاذ البوعلي حريصا على تدوين كل شيء يوضح هذه المعالم المشرفة، وان انشطته الصفية واللاصفية متتابعة تتميز باكتشاف الشخصيات المثالية، والعناية بالناحية الكشفية والرياضية والمتاحف الاثرية، كما كان كتابه مليئا بمعلومات قيمة عن المبادئ الاساسية التربوية في محيط الشريعة الاسلامية، ومقومات التربية الحديثة، وامور الامن والسلامة، ودور الاسرة ومجالس الآباء والمعلمين، وكذلك القيمة الحسية والمعنوية لجائزة سمو الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التي تحث على التسابق العلمي والتفوق، واشار الى القاعدة الاولى لمعلمي المرحلة الابتدائية والاهتمام الكبير باللغة العربية، واستشهد بقول الشاعر حافظ ابراهيم:==1== وسعت كتاب الله لفظا وغاية==0== ==0==وما ضقت عن آي به وعظات==2== ومن ثم اشار لبعض المواقف الطريفة، والحلول التربوية الفورية التي لا تتطلب التأجيل مع حسن التصرف خلال اعمال الامتحانات. كما اشاد بذكر سمو امير الاحساء محمد بن فهد بن جلوي رحمه الله ومساهماته التعاونية في كل ما فيه رفع العملية التعليمية والبيئة الاجتماعية. ثم تحدث عن الرحلات المدرسية في ربوع مناطق المملكة بما فيها الاماكن المقدسة، والرحلات الخارجية للدول المجاورة ثم سرد معلومات عن سيرته الذاتية ومراحله الدراسية، والمناصب التي شغلها، وحفلات التكريم عند تقاعده بالصور الملونة. وفي الختام: ان الاستاذ حمد البوعلي تربوي متحاور واداري ناجح ادى دوره التعليمي بقيادة سليمة، لانه استفاد وافاد، وقدم للاجيال التي درسها جهودا خيرة وخبرات ممتازة، وختمها بالمسك الذي يتمثل في كتابه (حنين الذكريات) الذي رصد فيه الكثير من تجاربه التي كان لها الذكر الحسن والصدى الطيب، والكتاب في الوقت نفسه كان سفرا موثقا بالكلمة والصورة، واضافة جيدة للمكتبة العربية، واكبر دليل على هذا التقديم الذي سطره معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد احمد الرشيد، فقال واصفا الكتاب بأنه (كتاب أدب، وعلم، وتربية) وفي الحقيقة انه يضم بين دفتيه رحلة سعيدة، وثمارا يانعة في مجال التربية والادب والثقافة، فتحية للاستاذ البوعلي وشكرا له على جهوده الطيبة. @@ عبداللطيف سعد العقيل