سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليامي: أمسيات اليوم تذكرني بقصص «المتسلقين» أيام المنتدى الشعبي لشعراء الشرقية! لا تعتقدوا أن كل ما تشاهدونه في القنوات الفضائية يمت للشعر أو المبادئ الجميلة بشيء
د الأسماء التي خدمت الساحة الشعبية من خلال رئاسته المنتدى الشعبي لشعراء المنطقة الشرقية في سنوات سابقة أو عمله الصحفي من خلال إشرافه على صفحات شعر شعبي قدّم خلالها عملًا مميزًا.. «في وهجير» بحثت عن اليامي، وخرجت بهذا الحوار بعد غياب حول رأيه في وضع الساحة الشعبية حاليًّا. * نرحب بك عبر «في وهجير». * أبقاكم الله. * اتجهت إلى تويتر.. حالك حال كثير من الشعراء.. ترى ما السبب، وهل نعتبر ذلك بديلًا بالنسبة لك عن الإعلام؟ * كونه يعتبر بديلًا في الوقت الحالي، فلا أعتقد ذلك، وإنما قد يُعتبر محطة تكميلية.. وأنا شخصيًّا تربطني بالصحافة علاقة ود كبيرة لا يمحوها رضاي عن الوسائل الأخرى. * بشكل عام.. هل ساهم تويتر في التأثير سلبًا على الشعراء من خلال اختزال القصيدة في بيتين فقط من أجل تغريدة؟ * ليس إلى ذلك الحد.. فباستطاعة الشاعر كتابة قصيدته كاملة في تغريدة واحدة أو بتجزئتها حسب المستطاع في تغريدات عدة، وذلك قد يكون عاملًا من عوامل اتجاه بعض الشعراء إلى تويتر، ولكنه ليس السبب الوحيد أو العامل الأهم. * بعد سنوات من ظهور الفضائيات الشعرية.. كيف تقيّم تجربتها؟ * للأسف.. الكثير منها قضت على الذائقة وأذكت روح القبلية والتخلف لدى الكثير من المتلقين للأسف الشديد، وهذا لا يعني اجتهاد البعض القليل بل النادر من تلك القنوات، مثل قناة الساحة التي على الأقل تحاول إرضاء جميع لا أقول الأذواق وإنما العقول، وتحتفظ بحظها في السوق القائم للأسف على عبثيات القنوات المتخلفة والغوغائية. * هل تراها مغرية للشاعر الشعبي للمشاركة؟ * مغرية جدًّا لأولئك الباحثين عن الظهور (بأي حاجة في أي مكان)، أما الشعراء المحترمون فإنهم ينأون بأنفسهم عندما يرون ذلك الغثاء والزبَد (بفتح الباء) الذي افسد وللأسف ذائقة المتلقي، خاصة النشء الذي فتح عينيه على ذلك، أو البسطاء الذين يتأثرون ببساطة بما يرونه خارجًا عن المألوف أو مخالفًا للعقلانية والاتزان. * لماذا اختفت الأمسيات الشعرية؟ وماذا نحتاج لتعود؟ * لأنه حدث لها كما حدث لتلك القنوات التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة، فأصبحت بدلًا عن نثر الإبداع ساحة كساحة بسطات المنتجات الرديئة ليتكسب منها ذوو الأهواء والعلاقات الخاصة المبنية على تبادل المنفعة، فأصبح يُدعى لها مَن لا يتعدى رصيده الشعري خمس أو سبع قصائد يراها هو ومَن يدعوه من (الجدلانيات) نسبة إلى سعد بن جدلان «رحمه الله»، بينما هي على النقيض تمامًا.. وجماهيريتها وجماهيرية شاعرها خليط ما بين جمهور الفزعة أو السذّج الذين يستهويهم (التصفير) والزعيق أثناء إلقائه المنسوخ عن (الحراج وحلبات المصارعة). أما كيف تعود بوهجها السابق، فليس لذلك سوى أن يقوم بتنظيمها والإشراف التام عليها ذوو الشأن والاختصاص من الشعراء الذين يتبوّأ الأدب لديهم ليس المرتبة الأولى فقط، بل تكاد تكون الوحيدة من الاحترام والغيرة الأدبية وإلغاء الذات و(الواسطة) والمجاملات.. بالإضافة الى عدم توجّه القائمين على الأمسيات إلى فكر الربح والخسارة المالية، فمتى دخل ذلك التفكير إليها أفسد الاختيار، وكانت السطوة ضد الشعر والأدب بشكل عام. أتذكر أن المنتدى الشعبي فقد الكثير من أصحاب تبادل المنفعة من ذوي تقديم العلاقة على الأدب وتجمهر ضده بعض المنتفعين من مراسلي الصحف والمستشعرين الذين اعتادوا على مساومة منظمي الأمسيات أن يختاروا شعراءهم حتى وإن كانوا من فئة (شعبولا) والا سيتجاهلونهم إعلاميًّا فيخضع للأسف أولئك المنظمون الذين لا يشكل لهم الشعر أي شيء غير الضجيج الإعلامي الذي يعِدهم به أولئك المتسلقون. وعندما وقف المنتدى الشعبي أمامهم بالتزامه الأدبي وتمسّكه بالمبادئ العظيمة تجاه الشعر والأدب بشكل عام، أسقط في أيدي المتسلقين، فلم يكتفوا بالتجاهل الذي كانوا يبتزون الآخرين به، فأخذوا بمحاولاتهم اليائسة لتصيّد أي خطأ ليهاجموا به المنتدى، فكان انعكاس ذلك بالتركيز على أمسياته التي أجبرتهم على الانزواء أمام النجاحات المبهرة التي لم تكن لتأتي لولا التضحيات الكبيرة احترامًا لهذا الأدب العظيم. * تتردد في الكشف عن ميولك الرياضية.. هل تخشى خسارة جمهور الفرق المنافسة؟ * لكل شخص ميول وذلك لا يعني أن يكون ضد ميول الآخرين، كما يحصل عند البعض وأنا حقيقة كنت (هلاليًّا) عندما كنتُ في سن الرياضة حينما كان للرياضة روّادها المتعقلون أمثال صالح النعيمة، وماجد عبدالله، وأحمد الصغير (يرحمه الله)، وبقيت على ذلك (الإرث). ولذلك فإنني من أولئك الذين يقولون وبكل فخر إن ماجد عبدالله هو أسطورة الكرة السعودية الذي نتمنى تكراره في جميع أندية المملكة دون استثناء؛ لما في ذلك من فخر ويعود على رياضة الوطن بالخير ولهذا فإنني اؤكد لك انني الآن (منتخباوي) بعيدا عن التعصب الرياضي الذي لا يأتي إلا بالنتائج السلبية بوجه عام، ولا أقول ذلك تزلفًا للجماهير وإنما هي حقيقتي الرياضية، فأنا الآن لا أتابع الكرة بشكل جيد وإنما عندما أجد الوقت لذلك فإنني أحب وأشجّع وأحترم اللعب النظيف، ومَن يلعب بفن ينال إعجابي من جميع أندية الوطن، أما المنتخب فإنني أجد نفسي تلقائيًّا معه بكل جوارحي. وهذا الشعور يشاركني فيه الجميع. * ما رأيك في توجّه بعض الشعراء للكتابة في الأندية الرياضية؟ * الكتابة شعرًا أو نثرًا نوع من التشجيع، وهذا حق من حقوق الشاعر متى ابتعد عن التعصب الرياضي المقيت الذي تحدثت عنه آنفا، والشاعر الجميل هو الذي يكتب قصيدته للنجاح حيثما أو أينما كان. * هل أنت مع مقولة «شاعر النادي» كما يحدث مع بعض الشعراء حاليًّا؟ * شاعر النادي أي الدائرة الضيقة، مهما كانت جماهيرية ذلك النادي، فقد يحب الشاعر أو يتعاطف مع ناد معيّن ولكن أن يحصر نفسه في إطار هذا المسمى فتلك هي حدوده وحدود ثقافته. أما رأيي فلا أؤيد ذلك بل أزدريه خاصة عندما يحاول التقليل من شأن أي ناد آخر مهما كان حبه وميوله لناديه. * بالنسبة للدواوين الصوتية.. هل تفضّل الصوتي أم المقروء، ولماذا؟ * أفضّل الجيد والمفيد بأي صورة أتى.. وانا على الرغم من سهولة الاقتناء والاطلاع على الديوان الصوتي إلا أنني أحب اقتناء الدواوين المطبوعة، وذلك ربما لحبي للقراءة. * ما رأيك في ظاهرة الشلات؟ * الشلات بدأت بشكل جميل عندما كان يؤديها المتمكنون أمثال هادي الرزقي كمثال. ولكن للأسف طرأ عليها ما طرأ على القنوات الفضائية. مما أفقد الشلات رونقها ووهجها فأصبحت أشعر بالصداع عند سماع الكثير ممن تسللوا إلى الفن عن طريق ميكروفونات حراج السيارات. * يشتكي بعض الشعراء بأن أصحاب الشلات لا يستأذنون قبل أداء القصيدة؟ هل حدث معك هذا؟ * حدث فعلًا ولكن بصورة أخرى، حيث إنني كتبت قصيدة وطنية في الحد الجنوبي وأُعجب بها الشاعر هادي الرزقي واتصل بي مستأذنا لتسجيلها كإحدى شلاته وفي غضون الاستعداد لذلك تفاجأنا بها تؤدى بكلمات وقوافٍ مشابهة ومطابقة من قبل أحد الأصوات التي ذكرنا (فتم إلغاء الطلب) ومثل ذلك لا يستغرب في هذا الزمن. * كلمة أخيرة؟ * بعد الشكر والتقدير لشخصك الكريم على محافظتك على وهج وتميز (في وهجير) في هذا الوقت الذي فقدت الصحافة الورقية فيه الكثير من القراء والمتابعين، إلا أنه لا يزال هناك الكثير ممن يبحث عن جريدة (اليوم) كل يوم سبت؛ لكيلا يفقد الاطلاع على ملف (في وهجير)، وذلك لعمري نتيجة عملكم الدؤوب المخلص المتميز، فلك وزملائك كل المحبة والامتنان. كما أود توجيه نصيحة الى النشء والشباب: لا تعتقدوا ان كل ما تشاهدونه في القنوات الفضائية يمت للشعر أو المبادئ الجميلة بشيء فلا تغرنكم تلك الأصوات الباحثة عن الشهرة بأي وسيلة بالإضافة إلى بعض المشرفين والمعدّين لتلك البرامج ممن قد يفهمون كثيرًا في التسويق وأساليبه.. وأمور كثيرة أخرى إلا الشعر.. فالشعر ليس كل ما تسمعون والشعراء ليس كل مَن ترون في تلك القنوات الغوغائية. فارس اليامي