ضيفنا اليوم شاعر جميل ظهر من خلال المنتديات الأدبية على الانترنت، قبل أن يشارك في برنامج شاعر المليون، له قناعاته الخاصة بكل ما يدور في ساحة الشعر الشعبي ، استضفناه في هذا الحوار وتحدث عن كثير من الأمور .. ضيفنا الشاعر مستور الذويبي: نرحب بك عبر في وهجير -الله يبقيك أخي الغالي عبدالله وأنا سعيد بتواجدي عبر صفحات في وهجير. اتجهت الى تويتر حالك حال كثير من الشعراء .. ترى ما السبب؟ وهل نعتبر ذلك بديلا بالنسبة لك عن الإعلام؟ -لم يكن الاتجاه بمعناه الحقيقي، لكن تسجيل للتواجد في وسيلة تواصل اجتماعية تزامناً مع التقنية وتواصلاً مع الجمهور وهذا من حق متابعي الشاعر عليه. وتويتر أوصل الكثير من الشعراء الذين لم يكونوا معروفين لدى المتلقي خدم الكثير وكشف الكثير ومن وجهة نظري أرى أن تويتر قضى عند كثير من الشعراء على روح النص ووحدته، وأصبح الشعراء يعتمدون على وحدة البيت أكثر من اعتمادهم على وحدة النص. أنت أحد الشعراء الذين كان لهم حضور كبير عبر المنتديات الأدبية على الانترنت واشتهرت من خلالها؟ كيف تقيم تلك الفترة؟ * زمن المنتديات الأدبية أقل ما يقال عنه: إنه (الزمن الجميل) كان الشعر فيه حاضرا بكل قواه العقلية والعاطفية هي فترة توهج لكثير من الشعراء حققت انتشارا واسعا لكثير من الشعراء في ظل تجاهل الإعلام لهم. وأتمنى أن تعود تلك الفترة بكل ما فيها من روعة وجمال اكسبتنا الكثير من الأصدقاء الشعراء وغير الشعراء، واستطعنا من خلالها توثيق بعض تجاربنا. بعد سنوات من ظهور الفضائيات الشعرية كيف تقيم تجربتها؟ * ظهور القنوات الشعرية من أسباب انتكاسة الشعر وانحداره للهاوية بسبب ضعف ثقافة القائمين عليه، فإذا أوكل الأمر لغير أهله فهو بداية الفشل. الفضائيات لم تقدم للشعر شيئاً بقدر ما أساءت له وأصبح المتلقي مشبعاً بنصوص شعرية متهالكة ضحلة الفكر ركيكة البناء دفع الكثير لحذفها من قائمة المتابعة ناهيك عن تحولها من خدمة الشعر للركض خلف المادة ما أفقدها هدفها الحقيقي لخدمة الشعر بكل أنواعه. هل تراها مغرية للشاعر الشعبي للمشاركة؟ * تكون مغرية للشاعر إذا كان القائمون عليها يحسنون الانتقاء في إبراز المواهب الشعرية والتجارب الشعرية المفيدة، لكن ما يحدث الآن عبث إعلامي يصيب الشاعر بالإحباط مادة مكررة .. شعراء لا ينتمون للشعر لا من قريب ولا من بعيد، والمحزن بالأمر أنهم يدعون ويتشدقون بخدمتهم للموروث. لماذا اختفت الأمسيات الشعرية؟ وماذا نحتاج لتعود؟ * اختفاء الأمسيات له عدة أسباب من أهمها طغيان المادة على الشعر فأصبح الشعراء يطلبون مبالغ مالية هائلة لإقامة أمسية، والمنظمون لا يملكون قدرة الانتقاء لمن يشارك بالأمسية ففقدوا ثقة المتلقي. اضافة الى ان الشعر أصبح في كل مكان بالبيت والشارع والسيارة والسوبر ماركت والحدائق العامة حتى أصبح المتلقي يعاني من تشبع بدرجة كبيرة. هل تتردد في الكشف عن ميولك الرياضية؟ أم تخشى خسارة الجمهور الفرق المنافسة؟ ولماذا؟ * ولماذا أتردد؟! أنا أهلاوي الميول .. ومن يتابعني لأجل ميولي أو يحذفني لأجله فخسارته مكسب ، واختلاف الميول لايفسد للإعجاب قضيه، يجب أن نرتقي بانتماءنا لهذه الأندية ونتعامل بوعي مع التشجيع ولاننقاد مع المراهقين وصغار العقول وهم كثر للأسف. ما رأيك في توجه بعض الشعراء للكتابة في الأندية الرياضية ؟ * هي طريقة لكسب أكبر عدد من المتابعين، يعتمد عليها الشعراء الذين لا يثقون فيما يقدمون من شعر، فيبحث عن طرق أخرى لزيادة المتابعين. هل أنت مع مقولة "شاعر النادي" كما يحدث مع بعض الشعراء حاليا؟ * لم أستسغ التسمية إطلاقاً فكيف أكون معها؟ بالنسبة للدواوين الصوتية هل تفضل الصوتي أم المقروء؟ ولماذا؟ * نحن مجتمع لا يقرأ .. وبيننا وبين الكتاب عداوة متأصلة ساهمت التقنية الحديثة في زيادتها وابتعدنا عن الكتاب بشكل كبير، والديوان الصوتي أسهل كثيرا في الوصول للمتلقي يدعمه ما لدى الشاعر من قدرات الإلقاء، لكنها كثرت مثلها مثل القنوات الشعرية، وأصبحت الدواوين الصوتية تباع على الأرصفة وهذا استهجان للشعر. ناهيك عن خروج أشباه الشعراء الأثرياء الذين يستطيعون طباعة ديوان صوتي كل شهر يستعرضون فيه بصورهم المعالجة فالفوتوشوب دون أن تجد مادة شعرية مقنعة للمتلقي، وهذا أيضاً انحدار آخر للشعر. ما رأيك في ظاهرة الشلات؟ * هي بالفعل أصبحت ظاهرة طغت على الساحة بشكل لافت للنظر سحقت ما بقي للشعر من بصيص أمل للعودة للحياة. الشعر أصبح يحتضر تحت أصوات المنشدين الذين أصبحوا أكثر من الشعراء، وشيئاً فشيئاً أصبحت أغاني، والشعر يعاني وسيظل يعاني. يشتكي بعض الشعراء من أن أصحاب الشلات لا يستأذنون قبل أداء القصيدة، هل حدث معك هذا؟ * لم يحدث مع ذلك .. ولن أسمح لأي منشد بأخذ قصيدتي دون إذني وهذا حق مشروع لي . كلمة اخيرة؟ * كل الشكر والتقدير لصفحة "في وهجير" ولك شخصياً أخي عبدالله على هذه الالتفاتة منك بهذا اللقاء .. وكل الشكر على ما قدمته لي أثناء مشاركتي بشاعر المليون، وسأظل مديناً لك بهذا الوفا ول (في وهجير).