الشاعر والاعلامي نايف المطيري يرى ان الشعراء سابقاً كانوا حساسين بشكل عام وبعضهم يرى النقد لنصه انتقادا لشخصه، وأن وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت منبرا إعلاميا ولكن يبقى للاعلام مكانته الخاصة التي لا غنى عنها، المطيري تحدث عن كثير من الأمور في هذا الحوار.. نرحب بك عبر «في وهجير». وأنا أبادلكم الترحيب وأشكر لكم الاستضافة. كيف تصف تجربتك الإعلامية؟ وهل تعتقد انها أخذتك من كتابة الشعر؟ المنطق يقول ان المتلقي هو من يقيم ويصف تجربتي او تجربة غيري، ولكن بما انك طلبت رأيي فأعتقد ان تجربتي الإعلامية مرضية لي بشكل كبير، واعتقد انها مرضية لمن عملت معهم والدليل تدرجي في المناصب ما بين الإشراف والإدارة والرئاسة وهذا يعتبر مقياسا منطقيا لنجاح اي إعلامي. اما فيما يخص الشق الثاني من سؤالك هل أخذتني الصحافة من الشعر فهذا صحيح فقد غيبتني بعض الشيء عن التواجد كشاعر من خلال النشر ولكن لم تغيبني عن كتابة القصيدة فهي جزء مني لا يتجزأ. كون لك تجربة في الاعلام الشعبي، كيف تقيم طريقة تعامل الشعراء مع الاعلام؟ وهل تغيرت بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي؟ الشعراء سابقاً كانوا حساسين بشكل عام وبعضهم يرى النقد لنصه انتقادا لشخصه والبعض يزعل منك كمسئول مطبوعة مجرد ان يتم انتقاده فيها بالرغم من أن المهنية تقول ان له حق الرد وبنفس المساحة. ولكن مع تقدم الاعلام وانتشاره بدأ البعض يتفهم ذلك خصوصاً مع انتشار المنتديات الأدبية واحتكاك الشاعر مع الجمهور بشكل مباشر وهذا ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مثل فيس بوك وتويتر وغيرهما حيث اصبح الشاعر هو الناشر لنفسه والجمهور الحكم بدون وساطة. اتجهت الى «تويتر» حالك حال كثير من الشعراء، ترى ما السبب؟ وهل نعتبر ذلك بديلا بالنسبة لك عن الاعلام؟ تويتر وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي اصبح في متناول الجميع سواء الشاعر او اللاعب او الإعلامي او الفنان وهو بالفعل اصبح منبرا إعلاميا لصاحبه ولكن انا من وجهة نظري ان الاعلام يبقى له مملكته الخاصة التي لا غنى عنها. بعد سنوات من ظهور الفضائيات الشعرية كيف تقيم تجربتها؟ * القنوات الفضائية رغم سلبياتها وإيجابياتها الا انها عملت نقلة للشعر والشعراء وسلطت الضوء بشكل كبير على تجارب الشعراء وكشفت ثقافة البعض والعكس صحيح ولها دور ملموس في تسويق الشعر والشاعر في آن واحد، ويؤخذ على بعضها عدم الانتقائية. هل تراها مغرية للشاعر الشعبي للمشاركة؟ * بدون شك فقد أغرت الشعراء وبالذات الشعراء الذين لم يجدوا فرصتهم في الصحف والمطبوعات المهتمة بالشعر لأن الصحافة لها أسسها وقواعدها التي تقيم من خلالها الشاعر ونصه كونها ترضخ لمقص الرقيب وذائقة المعد. لماذا اختفت الأمسيات الشعرية؟ وماذا نحتاج لتعود؟ اختفت الأمسيات لتشبع الناس من الشعر بسبب انتشار الشعراء وقصائدهم من خلال الفضائيات واليوتيوب والانستغرام فلم يعد هناك ما يحمس على إقامة الأمسيات وتبنيها والصرف عليها. نحتاج الى فلترة الشعراء والتجارب الشعرية ووضع مغريات جديدة للشعراء الاجدر حتى يعود وهج الأمسيات ولكن في ظل ما يحيط بالشعر حالياً لا أعتقد عودة توهجها. من هو الشاعر الذي تمنيت أن تشاركه في اُمسية شعرية؟ تمنيت مشاركة فهد عافت، نايف صقر، عناد المطيري، حتى في أمسيات الجنادرية اختلفت مشاركتي عن مشاركاتهم. لا تتردد في الكشف عن ميولك الرياضية ألا تخشى خسارة جماهير الفرق المنافسة؟ ولماذا؟ الميول ليس عيباً حتى يخفيه الشخص سواء كان مشهورا او خلافه ولا اعتقد ان الجمهور المحب لشاعرية نايف المطيري او غيره من الشعراء لن يخسره كونه يختلف معه في الميول وانا احب الامير الشاعر عبدالعزيز بن سعود (السامر) والامير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد والحميدي الحربي ومحمد سعد الهجلة وغيرهم من الشعراء رغم هلاليتهم وهم كذلك يحبون نايف كرجل وشاعر رغم نصراويته. ما رأيك في توجه بعض الشعراء للكتابة في الأندية الرياضية؟ انا ارى البعض اخذه من باب البحث عن مزيد من الضوء والبعض الاخر اخذه من باب البرستيج والبعض كعاشق وتبقى هذه الممارسات حرية شخصية وحقا مشروعا يجب ان نتقبله ولو اختلفنا حوله. هل انت مع مقولة "شاعر النادي" كما يحدث مع بعض الشعراء حاليا؟ انا احب أن يكون الشاعر مستقلا يحلق في كل الفضاءات وأن لا ينحصر في حيّز معين مثل شاعر النادي وشاعر القبيلة وخلافه فجمال الشعر أن يكون نبضه مستمدا من الكل ويلامس الكل. بالنسبة للدواوين الصوتية هل تفضل الصوتي ام المقروء؟ ولماذا؟ الدواوين الصوتية ظاهرة العصر والكل الان اصبح يحب ان يسمع اكثر مما يقرأ ولكن يعاب على الديوان الصوتي انه وقتي اما الديوان المكتوب فهو توثيق لتجربة الشاعر يحفظها حتى بعد مماته وانا لي تجربة في الدواوين الصوتية من خلال ديوان (رسالة لا تحتمل التأجيل) وديوان (حديث الارصفة) والآن في صدد إصدار ديوان مطبوع يشتمل على تجربتي الشعرية من ألفها الى يائها. ما رأيك بظاهرة الشلات؟ ظاهرة الشلات لم تعد ظاهر ة فقد أصبحت واقعا ومن وجهة نظر شخصية انها خدمت النص والمنشد اكثر من خدمتها للشاعر كما كان يحدث للشعراء اثناء غناء قصائدهم. يشتكي بعض الشعراء ان اصحاب الشلات لا يستأذنون قبل اداء القصيدة؟ هل حدث معك هذا؟ نعم حدث معي مرة او مرتين وفي كلتا الحالتين اتصلت بالمنشد وشكرته وأعطيته الضوء الاخضر. كلمة اخيرة؟ اشكرك استاذ عبدالله على الاستضافة وأشكر في وهجير وأمل ان أضيف لكم وللمتلقي ما يفيدكم ويفيده.