كشف وأوضحوا خلال حديثهم ل «اليوم» أن الفرص الاستثمارية بالسعودية في مجال النقل البحري والبري والسكك الحديدية والنقل بالقطارات، وعملية توطينها في المملكة ستكون مطروحة في الاجتماعات والنقاشات. وأبانوا أن ندوة اقتصادية ستنظم خلال اليومين القادمين بفندق «الريتز كارلتون» في موسكو، سيتحدث فيها وزير التجارة ماجد القصبي والسيد نوفاك وزير الطاقة الروسي والمهندس إبراهيم العمر محافظ هيئة الاستثمار، والسيد ديمترييف رئيس صندوق الاستثمارات الروسية المباشرة والمهندس أحمد الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية تتناول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة وروسيا. فرص استثمارية وأوضح الدكتور رميح الرميح رئيس هيئة النقل العام والمشارك في ندوة الاستثمار الروسي، أنه سوف يطرح أمام مجلس الأعمال الروسي خلال ندوة الاستثمار الفرص الاستثمارية بالسعودية في مجال النقل البحري والبري والسكك الحديدية والنقل بالقطارات، بالإضافة لإمكانية توطين هذه الفرص الاستثمارية في المملكة من خلال عمليات التصنيع الروسي في مجال السكك الحديدية ومعدات الشحن البري والبحري. مشيرا إلى أن روسيا من البلدان المتقدمة في هذه المجالات، والمملكة تعتبر من الدول التي تسعى لتوطين مثل هذه الصناعات وما يتعلق بعمليات النقل والمعدات والشاحنات وغيرها، بما في ذلك السكك الحديدية التي بدأت المملكة في عملية تنفيذ شبكة كبيرة منها على امتداد المملكة. إزالة عوائق من ناحيته قال د. فؤاد بوقري عضو مجلس الأعمال السعودي الروسي: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لروسيا تعتبر مهمة في مجال التعاون المشترك بين البلدين، وستعمل على إزالة الكثير من العوائق التي كانت تواجه التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. ويستطرد د. فؤاد: في عام 2005 لم يتجاوز حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين المملكة وروسيا اكثر من 235 مليون دولار وفي عام 2008 م تجاوز حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين 450 مليون دولار، ومن المعروف ان المملكة العربية السعودية وروسيا من البلدان المصدرة للبترول وهناك اتفاقيات وتعاون في عملية خفض الاسعار للمحافظة على اسعار البترول، فالمملكة تستورد من روسيا الحديد والأنابيب والشعير وتصدر لها الأصباغ والأدوات الصحية والتمور. ##شركات روسية وتوقع د.فؤاد أن ينتج عن الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات المختلفة ورفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين ودخول للشركات الروسية السوق السعودية مستقبلا. مشيرا إلى ان صندوق الاستثمارات العامة خصص ما يقارب 750 مليونا في إقامة مجمع صناعي في روسيا، وسوف يكون لمثل هذا الاستثمار السعودي استثمار روسي مقابل له في المملكة، خاصة ان الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة الروسية لديها الرغبة في دخول السوق السعودي للاستثمار ونتطلع إلى دخول الشركات الكبيرة الروسية إلى السوق السعودية. مضيفا: إن هناك مباحثات بشأن 25 مشروعا استثماريا مشتركا تزيد على عشرة مليارات دولار، مؤكدا أن هذا التعاون يحقق أهدافا مشتركة بين البلدين، متوقعا أن تشهد الزيارة اتفاقية بين المملكة وروسيا بشأن رحلات مباشرة مما سوف يسهل عملية الشحن التجاري. واشار إلى أن المتابع للشأنين السياسي والاقتصادي يدرك أهمية التنسيق بين البلدين منذ تولي الملك سلمان زمام أمور الحكم. ويدرك المتابع للصحافة الروسية حجم التغطية الاعلامية لهذه الزيارة والتي تركز على الجانب التاريخي بين البلدين، إضافة إلى جدول الاعمال الذي سوف يركز على توثيق العلاقة ونقاط القوة لكل بلد، باعتبار أن الدولتين يعدان من أكبر البلدان المصدرة للنفط، حيث من المتوقع ان يتم الاتفاق على حصص الانتاج لكل بلد وكل البلدان المصدرة للبترول، إضافة إلى المجالات الاقتصادية الاخرى واهمها الصناعات ومشروع المطاط الصناعي المقام مناصفة بين ارامكو وشركة البترول الروسية ومشروع الاستكشاف للبترول والغاز في المملكة، فهذه الزيارة التي تعتبر الأولى لملك سعودي يقوم بها إلى روسيا سيكون لها مردود ايجابي على البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، بالإضافة للتنسيق والتوافق بشأن القضايا الإقليمية التي تشغل الساحة العالمية. زيارة مهمة وفي السياق، قال أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. حبيب الله تركستاني: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لروسيا تعتبر مهمة في حل الكثير من العوائق بين البلدين فيما يتعلق بالتبادل التجاري والاستثماري. مؤكدا أن الاسواق الروسية بحاجة إلى المنتجات السعودية والخليجية، ودول الخليج بحاجة إلى توسيع التبادل التجاري مع روسيا، فهذه الزيارة سوف ينتج عنها التوازن في الميزان التجاري بين البلدين بما يحقق رؤية المملكة 2030 في عملية جذب الاستثمار إلى المملكة، خاصة أن أسواق المملكة جاذبة للاستثمار الاجنبي لما تتمتع به المملكة من استقرار أمني وسياسي، بالإضافة لموقعها المهم جدا بين القارات والذي يسهم في عملية جذب الاستثمار من الشركات الكبيرة. ويضيف: الزيارة سوف تحل أي معوقات اقتصادية بين البلدين، وترفع من معدل التبادل التجاري والاستثماري، خاصة أن السوق السعودية سوف تدعم السوق الروسية بالمواد الاستهلاكية التي سوف تصدرها المملكة إلى الأسواق الروسية. دور السياسة وأبان د. حبيب الله تركستاني: من المعروف أن أي منتج يتم تصديره إلى أي بلد يواجه صعوبات ومعوقات عديدة، ومثل هذه المعوقات يتم حلها عن طريق استخدام السياسة الاقتصادية فالجانب السياسي يحل أية معوقات تجارية.