أكد رجال اعمال واعضاء في مجلس الاعمال السعودي الروسي في مجلس الغرف السعودية عمق العلاقات التاريخية الاقتصادية بين المملكة وروسيا، حيث عرف التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا وتطورا ملموسا على جميع الأصعدة وبخاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري. وأوضحوا خلال حديثهم ل»اليوم» أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والسعودية يعد ضئيلاً جداً، ولا يتجاوز حاجز مليار دولار، ويتوقع ان يرتفع هذا العائد حتى 2025م الى 10 مليارات دولار، وان كل ذلك يشير الى ان التبادل التجاري ما زال دون الطموحات وبالإمكان تفعيله وزيادته بما فيه مصلحة البلدين وبالأخص المملكة حيث توجد فرص كبيرة ومجالات رائعة لزيادة الصادرات السعودية لروسيا الاتحادية. في البداية اوضح عبدالرحمن العطيشان رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية ان آفاق العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا كما نعرف ان روسيا اول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية وبالتالي فإن العلاقة قديمة جداً ففي عام 1930م تم تحويل القنصلية السوفيتية في جدة الى سفارة وعرف التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا وتطورا ملموسا على جميع الأصعدة وبخاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري، ولكن حتى الآن دون مستوى الطموحات ونطمح كرجال اعمال الى رفع وتيرة التبادل التجاري وفق اسس بحيث يكون هناك ضمانات لأموال رجال الاعمال السعوديين وكذلك الخليجيين كون الاقتصاد الروسي اقتصاد قوي ومتين، حيث تتميز روسيا بين دول العالم بمكانتها الاقتصادية، والحاجة ملحة الى عقد شراكات سعودية خليجية لرفع التبادل التجاري بين البلدين. من جانبه، أكد المهندس مازن بترجي نائب رئيس غرفة جدة على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا في جميع القطاعات وتنميتها بما يخدم مصالح البلدين، مؤكداً دعم قيادة البلدين من خلال الزيارات المتبادلة والعمل على إقامة شراكة وتعاون تجاري واقتصادي يحقق المصلحة المشتركة، مشيراً إلى ملائمة الظروف للمضي قدماً في تطوير الشراكة التجارية السعودية الروسية وإلى وجود فرص للتصدير من روسيا في مجال الشاحنات والمعدات الزراعية وأجهزة الاتصال والصناعات الصيدلانية والقمح. وأبان المهندس بترجي ان المملكة ترحب باستثمار الروس في المملكة، وان هناك فرصا واعدة في جميع المجالات، ونحن نقول لرجال الاعمال الروس إننا مستعدون لأن نقيم معهم شراكات استراتيجية في هذا المجال الخاص بالصناعة المعرفية كون مركزها الاستراتيجي في دول المنطقة مهم ومحوري. من جانب آخر اوضح المهندس فؤاد بوقري عضو مجلس الاعمال السعودي الروسي في مجلس الغرف السعودية ان الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- لموسكو في سبتمبر عام 2003م عندما كان وليا للعهد والتي شهدت مزيدا من دعم العلاقات التي تربط بين المملكة وروسيا حيث التقى خلال الزيارة فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جو يسوده التفاهم والتعاون، حيث اسفرت الزيارة عن التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين في قطاع النفط والغاز، ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني، وعدد من الاتفاقيات الأخرى كون المملكة وروسيا يعدان من اكبر الدول المصدرة للنفط، ويتعاون البلدان في هذا المجال من أجل الحفاظ على أسعار متوازنة وعادلة لهذا المنتج الحيوي. وكشف المهندس بوقري ان روسيا تعد من الأسواق المهمة في ضوء التنوع والنمو الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي، وما يتوفر فيه من فرص في قطاعات واعدة استثمارياً تناسب الشركات الروسية التي تتمتع بخبرات وامكانات متميزة في عدة مجالات. وبين المهندس بوقري ان العلاقات السعودية الروسية شهدت تصاعداً وباتت تسير من حسن إلى أحسن، ومن قوة إلى قوة وعلى الرغم من التطور الجيد في العلاقات إلا أن هناك الكثير من الفرص التي لا تزال تحتاج إلى المزيد من الجهد والعمل الدؤوب من قبل الطرفين للوصول إلى طموحات قادة بلدينا ورؤيتهما الاستراتيجية المنبثقة من إيمانهما بوجود الكثير من القوى والعناصر المشتركة التي من شأنها أن تدفع بالعلاقات إلى أعلى المستويات لتشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية والشباب والرياضة والتعليم والثقافة وبما يحقق الخير والرفاهية للبلدين وللأمة الإسلامية والروسية. وأشار الدكتور بوقري الى ان روسيا تحتل مساحة شاسعة وتزخر بالكثير من الفرص والمشاريع على صعيد الاستثمار المباشر واستثمارات الحوافظ والاستثمارات المجازفة، فضلاً عن مشاريع البنية الأساسية الضخمة، وتسعى إلى زيادة حجم الاستثمار في قطاع المنتجات المبتكرة، والقطاع الزراعي والمشاريع الصناعية، وهي ميادين ذات أولوية بالنسبة للمملكة أيضًا وتلقى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الداعية للاستثمار في المشاريع الزراعية الخارجية لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة مشاركة واسعة في روسيا، وأعتقد أن بعضًا من هذه الاستثمارات يمكن أن تأخذ طريقها إلى روسيا. من جانبه اوضح عبدالعزيز بن فهمد الكريدس المتخصص في العلاقات الاقتصادية الروسية السعودية أن من الضرورة إيجاد نقاط تواصل بين رجال الاعمال الروس ورجال الاعمال السعوديين، والهدف منها النهضة الاقتصادية ذات البصمة الدولية. وتشجيع التجارة بين البلدين لوجود إمكانيات كبيرة للتعاون بين البلدين، وخاصة في القطاع الزراعي. وبين أن هناك عرضا وطلبا كبيرا سواء كان زراعيا أو صناعيا بين روسيا الاتحادية والمملكة. وأشار الكريدس الى ان روسيا الاتحادية من الدول المستهدفة لبرنامج الملك عبدالله للاستثمار الخارجي، وأصبح هناك -خلال الآونة- الاخيرة تبادل في الزيارات بين وفود تجارية بين البلدين مشيرا في الوقت نفسه الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين حالياً مليار ريال فيما التأكيدات تشير الى ارتفاع التبادل الى 10 مليارات ريال حتى عام 2025م. إلى ذلك أكد علي يوزدينوف أحد رجال أعمال روسيا الاتحادية خلال اتصال هاتفي اجري معه امس من مقر اقامته في موسكو أن الاتصالات بين البلدين نشيطة منذ القدم، وسيتم تحويل هذه الاتصالات لشيء ملموس مثل عقد الاتفاقيات وإقامة علاقات الشراكات الاستراتيجية مع نظرائنا في المملكة العربية السعودية، مبينا أن هناك مجالات واعدة للتعاون بين البلدين وفرصا ممتازة في مجال الزراعة وفي الصناعات كصناعة الاخشاب والصيدلة والتقنية المعلومات. وقال إن روسيا تسعى إلى تعزيز التعامل الاستثماري مع السعودية ونشير بارتياح إلى رغبة المستثمرين السعوديين في تفعيل التعامل في هذا المجال مع روسيا، حيث نستفيد من التجربة السعودية في مجال إدارة الفنادق وتطبيق مشاريع فندقية في المدن الروسية ذات الجذب السياحي وهذا مهم جدا، إذ نلاحظ تزايد أعداد السياح السعوديين إلى روسيا سنويا. من جانب آخر اوضح المهندس ابراهيم بترجي رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة، أن العلاقات التاريخية الاقتصادية بين المملكة وروسيا تعد قديمة جداً ويأمل القطاع الخاص بكافة اقتصادياتها توسعة قاعدة الاستثمار وذلك لخدمة اقتصاد البلدين. وبين المهندس بترجي ان روسيا الاتحادية دولة كبيرة لديها إمكانات هائلة في كل القطاعات الزراعية والصناعة والطاقة والبترول والسكك الحديدية، كما أن المملكة العربية السعودية لديها قطاعات مهمة كالقطاع الصناعي والزراعي وقطاع البترول والبتروكيماويات، التي تعد قطاعات مهمة للبلدين. وأشار المهندس بترجي الى أن المملكة رائدة في مجال التجارة وتبادلاتها والتي تسعى على الدوام لتحقيق المكانة الاقتصادية على المستوى الاقليمي والعالمي والتجارب كثيرة منذ عقود، وهذا ما تحقق وانعكست مرآته على كثير من الدول المستثمرة مثل فعالية التعريف بأقاليم وشركات روسيا الاتحادية. هذا وتستضيف مدينة سان بطرسبرغ الروسية اليوم الأربعاء منتدى الأعمال السعودي الروسي الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار بمشاركة عدد من الجهات الحكومية في المملكة وكبار رجال الاعمال ورؤساء شركات يمثلون مختلف القطاعات الاستثمارية في المملكة. وسيقوم أعضاء الوفد السعودي وممثلو الجهات الحكومية برئاسة معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان بعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات ثنائية مع نظرائهم من الجانب الروسي، واستعراض أهم الفرص الاستثمارية وسبل تنمية العلاقات والتعاون في المجال الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين وزيادة حجم التبادل التجاري بما يتناسب مع امكاناتهما الاقتصادية ويعكس تنامي العلاقات بينهما. وتعد روسيا من الأسواق المهمة في ضوء التنوع والنمو الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي، وما يتوفر فيه من فرص في قطاعات واعدة استثمارياً تناسب الشركات الروسية التي تتمتع بخبرات وامكانات متميزة في عدة مجالات. من جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة جيه إس إف سي سيستيما الروسية فلاديمير إيفتوشينكوف: إن مثل هذا الوفد الزائر هو محل ترحيب كبير في بلاده، مبينا أنه في الوضع الراهن في العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والمملكة ومع الإرادة القوية فإنه يمكن أن يحقق تعاون متميز وأكثر نشاطاً في كل مجال من مجالات الأعمال. وقال إن روسيا تمتلك فرصة رائعة لإقامة علاقات جديدة مع الجانب السعودي في قطاعات الزراعة والأخشاب والتقنيات العالية، والهندسة، والمنتجات الصيدلانية والنفط والغاز، والاتصالات، وغيرها من المجالات، خاصة في ظل ما تشهده العلاقات من تنامي ملحوظ، والوقت قد حان لتتحول تلك العلاقات لمشاريع استثمارية وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق طموحاتنا والتعرف على إمكاناتنا. وكانت غرفة جدة قد أنهت خلال الاسبوع الماضي فعالية التعريف بأقاليم وشركات روسيا الاتحادية في المملكة وقد قدمت نماذج لمنتجات صناعية وزراعية روسية فتحت الباب لكثير من رجال الاعمال في عقد صفقات وشراكات عديدة في كافة المجالات مما يحقق تطلعاتهم وأهدافهم التي تنهض باقتصاد المملكة، وأقيمت فعالية التعريف بأقاليم وشركات روسيا الاتحادية في المملكة في ظل الدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين والذي تم تحقيقه في المجالات الاقتصادية على المستوى الاقليمي والعالمي. الزيارة اسفرت عن التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين في قطاع النفط والغاز صورة أرشيفية لأحد معامل النفط الروسية