الفنان التشكيلي الكويتي أحمد جوهر أحد الفنانين، الذين اتخذوا من اللون لغة تعبير عن الحالات الإنسانية دون المباشرة في تفصيل الواقع، وهو حاصل على بكالوريوس تربية فنية وله العديد من المشاركات الفنية منذ 1990 في الكويت، بمعارض فردية والعديد من المعارض الجماعية العربية والدولية بكل من أوكرانيا، روسيا، قبرص، تونس، إيطاليا، إسبانيا، المغرب، كوريا الجنوبية، اليابان، مصر، ألمانيا، السعودية، البحرين، الامارات وقطر. في تعبيره الفني وأسلوبه يعكس جوهر انتماءه للطبيعة والحياة بفضاءاتها الرحبة وتتشكل اللوحة من رموز بصرية تتجلى في معانقاته اللونية للأحمر والأزرق والأصفر مع الأبعاد الضوئية الأبيض والأسود، وهو حضور كامل يعيده للجذور الأصيلة والغارقة في هويته فهو يتكئ على الجوهر ومن عمقه ينبثق شفافا وساطعا بعلاماته بعصف لوني يكاد يصرخ بالذات في مراقصتها للألوان والخطوط داخل المساحات، التي يفرضها بتقنية ديناميكية تحرك الملامح المكونة للوحة لتحدث حيوية توازن الثقل مع الخفة، ما يحيل على توليفة تناغم الحالات في تعبيراتها وتناقضاتها، التي تجمع القلق والسكينة والحضور والتخفي والسطوع بكل ثقة وجرأة تتناغم مع الإيقاع بألفة وانسجام رغم الصراع في المساحة بين الألوان، التي تعتبر ابتكارية في التنفيذ، مريحة للبصر ومثيرة للبصيرة في تواتر الأفكار التي تخلق تفاعلات ذهنية في التقبل والتمعن، الذي يجانس الذات مع المسطح في حيرة بصرية جمالية العلامات وعن هذا يحدثنا بقوله «أرسم لحظات وخواطر تلامس ذهني وتشرق من يومياتي وعلاقاتي مع الاخرين أحاسيسي تجاه موقف معين أجسدها في كتل لونية مجرّدة من تفاصيل المشهد الواقعي الذي كنت أمر فيه». الأشكال التي تكون اللوحة تعصف على السطح وكأنها من عمق حالة شعورية صاخبة لتستفز المتلقي للبحث عن جذورها وفكرتها ومنبتها متشبثا باللون وماسكا الخطوط في بحثه عن الحالة كأنه يغوص في ترحال نفسي يعيده إلى المشاعر المتفجرة ألوانا تتحاور في جدل بين النور والعتمة في تدفق المشاعر ما يسمح بالحركة في فضاء متخيل وفي توافق الحالات، التي تتشابه وتختلف لكنها تتفق في البحث الحيوي عن التعبير العميق للحالات.