شيعت المنطقة الشرقية يوم الخميس 29 من شهر شعبان 1438ه أحد أبرز كتابها المبدعين هو أستاذنا المؤرخ الكبير عبدالله بن أحمد الشباط الذي ينتسب إلى بني خالد، وقد ولد في مدينة المبرز سنة 1355ه، وكان رحمه الله محبا وغيورا على وطنه وأمته. نشأ في كنف والده محباً للعلم مقبلاً على القراءة والاطلاع، أكمل دراسته الابتدائية والثانوية بالهفوف وبعد ذلك عمل مدرساً في أول مدرسة ابتدائية بالدمام عام 1370ه لمدة ثلاث سنوات ثم استقال ليعمل سكرتيراً للمجلس البلدي بالدمام عام 1374ه. حنينه إلى العلم دفعه مرة أخرى للدراسة فالتحق بالمعهد العلمي بالأحساء الذي كان مديره في ذلك الوقت الأستاذ الأديب عبدالله بن خميس، لكنه لم يكمل الدراسة بالمعهد لظروفه الخاصة. شغف بالإعلام، وأدرك ما له من رسالة مهمة، تكشف عن كثير من الأمور، وتجعل الناس على بينة من أمرهم، لذا أصدر جريدة الخليج العربي بالخبر عام 1376ه واستمرت تؤدي رسالتها حتى نهاية عام 1381ه، عين بعد ذلك مساعداً لرئيس بلدية الخبر التي كان رئيسها آنذاك الأستاذ عبدالرحمن الشعوان (رحمه الله)، بعد ذلك وفي عام 1384ه عين رئيساً لبلدية المحايدة حتى عام 1388ه، إلى أن استقال، وتفرغ لأعماله والمتمثلة بصورة خاصة في الكتابة، والنشر، والتأليف، فالكلمة مهنته، والقلم والقرطاس أدواته. ويعد الأستاذ عبدالله الشباط رحمه الله من أبرز الأدباء والكتاب على مستوى الخليج العربي، فأسلوبه في الكتابة راق جداً، يدل على براعته وإبداعه وهو بحق من أبرز رواد الصحافة في بلادنا، كتب في أكثر الصحف والمجلات المحلية، كتب مقالاته في جريدة اليوم، وجريدة الرياض، وقد قام بإعداد برنامج «أدباء من الخليج» لإذاعة الرياض، كما أسهم في إلقاء العديد من المحاضرات في كل من: نادي القصيم الأدبي، النادي الثقافي بمكة المكرمة، النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية. وفي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء والدمام ومن محاضراته الهامة والمؤثرة محاضرة بعنوان «تاريخ الصحافة بالمنطقة الشرقية» ألقاها في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية في 3/5/1416ه. له عدة مؤلفات منشورة منها: «أبو العتاهية: لمحات من حياة حافلة». «أحاديث بلدتي القديمة.. صفحات من تاريخ الأحساء». «أدباء من الخليج. الحلقة الأولى الفقيه الشاعر عبدالله بن علي آل عبدالقادر» (ط 1، 2). «شاعر الخليج: صفحات مجهولة من أدب خالد الفرج». «حمدونة.. مجموعة قصص قصيرة». «سلسلة هذه بلادنا». «آفاق خليجية». «ليلة أنس». «قصص من التاريخ». «أدباء وأديبات من الخليج العربي». (1،2). «الأحساء أدبها وأدباؤها المعاصرون». «وأدرك شهرزاد الصباح». «هجر واحة الشعر والنخيل». «النهضة الأدبية في المنطقة الشرقية». ترك الفقيد رحمه الله إرثا علميا كبيرا يعد مرجعا للكتاب والباحثين لينتفع بعلمه القاصي والداني لما قدمه من علم واسع ونافع وثقافة علمية وعملية عالية، رحم الله أستاذنا الصرح العلمي الكبير عبدالله الشباط.