استاذنا الفاضل الأديب الكبير عبدالله بن أحمد الشباط. رجل نذر عمره وقلمه وأدبه لخدمة وطنه ومواطنيه، خاصة أصحاب القلم من كتاب وشعراء ومؤرخين وأدباء. هذا الرجل الهمام قدم لوطنه أكثر من خمسة عشر مؤلفا جادا ومفيدا وممتعا بالإضافة الى ما في خزانته من مخطوطات نرجو أن ترى النور في القريب العاجل. ويكفيه فخرا وخلودا في ذاكرة هذه المنطقة أنه أخرج مثل هذه الكتب الرائعة ك(صفحات من تاريخ الأحساء، أدباء من الخليج، الأحساء أدبها وادباؤها المعاصرون، شاعر الخليج.. صفحات مجهولة عن أدب خالد الفرج، الخبر، آفاق خليجية، أدباء وأديبات من الخليج العربي، هجر واحة الشعر والنخيل،...) هذا الأديب الفحل الذي رصد حركة الأدب والثقافة في الخليج العربي وفي هذه المنطقة على وجه الخصوص، أصدر له النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية كتابا جديدا يحمل رقم (40) تحت عنوان: (النهضة الأدبية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية) كتاب أحسبه وثائقيا.. ومرجعا تاريخيا لأدب هذه المنطقة وإن كانت صفحاته لا تبلغ المائة والخمسين.. إلا أنه نواة لعمل ضخم. لقد رصد الأستاذ الشباط في هذا المؤلف قنوات الثقافة في المنطقة منذ عهد بعيد. وكان هو شخصيا شاهد عيان على هذه القنوات.. فعد منها المكتبات وخاصة مكتبات الأسر في القطيفوالأحساء. كمكتبات الخنيزي وابن فارس والجشي وآل عبدالقادر وآل ملا وآل مبارك.. ثم الصحافة كقناة للمعرفة فتحدث عن صحافة ذلك الزمان منذ 1365ه ثم تحدث عن تليفزيون أرامكو الذي بدأ بثه منذ عام 1377ه إلى عام 1391ه. وعرج على جمعية الثقافة والفنون بفرعيها في الدماموالاحساء وما تقوم به من نشاطات ثقافية ملموسة وبعد ذلك تطرق للأندية الرياضية والنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية. وأخيرا ختم هذه القنوات الثقافية بأحدية الشيخ أحمد آل مبارك. @ وليت أستاذنا الفاضل لم يهمل بقية المجالس الأدبية في الأحساء كمجلس الموسى والنعيم والعفالق.. فإن في كل ليلة من ليالي الأسبوع مجلسا أدبيا وربما أكثر.. أتمنى أن يقوم بمهمة الكتابة عن هذه المجالس والتعريف بها شاب من روادها.. أتمنى ذلك ولقد طوف الأستاذ الشباط على عالم الصحافة في المنطقة.. وما أجدره بالحديث عنها لأنها من بناته، أو هو من أبنائها.. فتحدث عن تاريخ قافلة الزيت، والظهران، والفجر الجديد، والإشعاع، ومجلة هجر وجريدة الخليج العربي. وغيرها. وتعرض الأستاذ بشيء من الاقتضاب إلى شعراء الاحساء المعاصرين والأدب المعاصر في القطيفوالاحساء. @ الكتاب سفر جيد في عالم المنطقة الأدبي وهو كما قلت نواة لعمل جاد.. قد يستفيد منه الباحثون.. وقد يستفز بعض الشباب الغيورين ويمتطون صهوة هذا العمل التوثيقي ويخرجون لنا بشيء يخلد ويخلدهم. انني لا أملك في خاتمة هذا المقال المختصر إلا أن أدعو لأستاذنا الكريم عبدالله الشباط بالصحة والعافية وطول العمر لننهل من علمه الذي ما فتىء يتحفنا به بين الفينة و الأخرى. حفظ الله استاذنا ورعاه.