كتب المؤرخ والباحث محمد عبدالرزاق القشعمي عن الشباط في جريدة الجزيرة بتاريخ 30 /05 /2005 قائلا: عبدالله الشباط عند ما كان شابا يافعا شهد الكل له بالنبوغ لما كان يتمتع به من نشاط وحيوية لازمته حتى في شيخوخته، فقد كان طالبا في معهد الأحساء العلمي عام 1376ه الموافق 1956م فتجده وهو طالب يشارك أستاذه مدير المعهد الاستاذ الأديب عبدالله بن خميس في إصدار مجلة (هجر) التي أصدرها المعهد، وتولى ابن خميس رئاسة تحريرها، بينما تولى الشباط سكرتاريتها، وهو ما زال طالبا بالمعهد وصدر عددها اليتيم بثوب جميل وعدد كبير من المقالات الادبية والمقطوعات الشعرية وغيرها، وطبعت في مطابع المصري ببيروت. ولم يلبث أن أخذه الحماس فأصدر بعد أشهر مجلة تحمل اسم (الخليج العربي) صدر منها خمسة أو ستة أعداد وتوقفت لتصدر بعد ذلك كجريدة بعد أن شاركه مدير مرور المنطقة الشرقية وقتها محمد أحمد فقي كرئيس للتحرير مقابل أن يتحمل التكاليف المالية وأن يصبح الشباط صاحب الامتياز. نجد الحماس يبلغ ذروته وهو يشارك في مؤتمر الأدباء العرب الذي عقد بالكويت عام 1378ه إلى جانب الأدباء والصحفيين المشهورين مثل الأساتذة أحمد السباعي، وكان يمثل الندوة والبواردي بعيد أن قضى عقوبة تحديد إقامته بشقراء على إثر إيقاف مجلته (الإشعاع) ومعهم في ذلك المؤتمر أحمد زكي يماني. ونجد الشباط يكتب وينشر في جريدته ما يدور في أروقة المؤتمر وما يتمخض عنه من قرارات وتوصيات، ويكتب أحياناَ باسم مستعار هو (الهجري) وليكتشف بعد أن زودت شركة كهرباء الخبر الجريدة بمشروع ميزانيتها، أن الميزانية المرسلة وهمية غير الميزانية الحقيقية. فينشر الميزانيتين لتثور ثائرة المسؤولين وليناصبوه العداء وليضعوا العراقيل أمامه حتى لا يطبع جريدة الخليج في المنطقة لينتقل بها بعد ذلك من المطابع السعودية بالدمام والتي أسسها المرحوم خالد الفرج قبيل وفاته 1374ه، الى مطابع الرياض حيث الشيخ حمد الجاسر ويتابع طباعتها بحماس الطالب وقتها معالي الدكتور حمود البدر أمين عام مجلس الشورى سابقا ثم تنتقل إلى مطابع الأصفهاني بجدة حيث الألوان والطموح لصدورها مرتين في الاسبوع. ولو عدنا إلى كتاب الأستاذ عبدالرحمن العبيد (الأدب في الخليج العربي) الصادر من دمشق عام 1377ه نجده يقول عن الشباط: أديب من أدباء الأحساء لمع اسمه اخيرا، يحمل روحا أدبية وفكرا متوقدا، له نشاط ملحوظ في (المعهد العلمي) الذي أتم فيه قسطا من دراسته، وقد كان من أشهر رواد ناديه الادبي، برزت خصائصه الأدبية في سن مبكرة، فظهر اسمه في الصحف الوطنية كأديب لامع، وكان له شوق خاص بالصحافة فأتم دراسته في احدى المؤسسات الصحفية المصرية حتى نال دبلومها وأسس مجلته (الخليج العربي) التي كان لي شرف الفكرة الأولى في تأسيسها بالاشتراك معه، وقد اتفقنا على أن أقوم بسكرتارية تحريرها، إلا أن ظروفي الوظيفية الخاصة حالت دون ذلك، وللأستاذ عبدالله دراسات ادبية مخطوطة أشهرها: (أبحاث أدبية) و(مع أدباء الخليج) وكتابا (من أجل العروبة) (وفي خدمة المجتمع)، وسيتولى نشرها من ضمن سلسلة كتاب (التراث الهجري) الذي تقوم بنشره مجلة (الخليج العربي). الاستاذ الشباط ما زال يعطي ويبدع وينتج فله مقال اسبوعي بجريدة اليوم، وصدر له الكثير من الكتب وله دار نشر عامرة في الخبر، وأذكر أن علاقتي به قد بدأت منذ خمسة وعشرين عاما عندما زرته في الخبر لأدعوه للكتابة ضمن (سلسلة هذه بلادنا) عام 1402ه، عندما كنت أعمل بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، الشؤون الثقافية، وفعلا تجاوب معي وألف كتابا لطيفا عن (مدينة الخبر) ضمن المجموعة الأولى من السلسلة الذي صدر عام 1404ه، كما ألقى محاضرة ثقافية بنادي القادسية عن المدينة (الخبر) قبل طباعة الكتاب. قبل سبعة أعوام وفي مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض كرم الاستاذ الشباط بمناسبة اليوم العالمي للمسنين وكرم إلى جانبه كل من الأعلام عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري وحمد محمد الجاسر وعبدالله بن محمد بن خميس وحسين بن علي عرب وعبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان، وذلك مساء الخميس 11 /4/ 1419ه. وقد ترجم للمحتفى به في مجلة (الملتقى الاجتماعي) التي يصدرها مركز الأمير سلمان الاجتماعي في العدد السابع عشر الصادر في جمادى الأولى، جمادى الآخرة 1419ه، ويسرني أن أستشهد به لشموله جوانب مهمة في حياته وبالذات مؤلفاته. ولد عام 1335ه في المبرزبالأحساء. أكمل دراسته الثانوية بالمعهد العلمي بالاحساء. عمل بالتدريس مدة ثلاث سنوات، عام 1374ه رشح لوظيفة سكرتير المجلس البلدي بالدمام، عام 1382ه رشح لوظيفة مساعد رئيس بلدية الخبر، عام 1384ه لرئاسة بلدية المنطقة المحايدة إلى عام 1388ه. من مؤلفاته أبو العتاهية دراسة 1405ه، أدباء في الخليج 1406ه، أحاديث بلدتي القديمة 1408ه، الفقيه الشاعر عبدالله بن علي آل عبدالقادر 1410ه، دراسات خليجية شاعر الخليج: صفحات مجهولة من أدب خالد الفرج 1408ه، صفحات من تاريخ الأحساء 1409ه، حمدونة قصص 1408ه، الخبر: عروس الشرقية 1408ه، الأحساء: أدبها وأدباؤها المعاصرون 1412ه، أصدر جريدة الخليج العربي بالخبر عام 1375ه، وتوقفت مع نهاية عام 1381ه، كتب في أكثر الصحف والمجلات المحلية والخليجية وهو متعاون مع جريدة اليوم وجريدة الرياض حاليا ومع الإذاعة، عضو بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. د.خالد الحليبي تشبثه بالأحساء ويقول الكاتب الدكتور خالد سعود الحليبي عن الراحل في إحدى مقالاته عام 2005: خرج من الأحساء كثير، ينشدون حياة أكثر حياة، يحدوهم الطموح لما هو أفضل، لمع أمام عيونهم بريق التمدن، وخلبت ألبابهم أضواء المصانع، وأمواج المياه الدافئة، رأوا في المدن الوليدة مجالا أوسع لمواهبهم.. لرغباتهم.. لتطورهم، فأقاموا فيها، مولين ظهورهم ل(هجر وربع القوت)، ولكن بعضهم بقي مشبوب العاطفة نحو مسقط رأسه، مسكونا بعشقها المجنون.. بين هؤلاء هذا الرجل الذي علقت بقلبه طفلة شرقية اسمها الأحساء.. لم تستطع أحاسيسه أن تهب غيرها الدفء نفسه الذي تهبه لها.. إذا حاضَرَ فالأحساء، وإذا ألَّف فالأحساء، وإذا رقّم مقالة فالأحساء، وإذا بحث فالأحساء، وإذا تنهد فالأحساء وإذا افتقدته من بيته الصغير في الخبر.. فهو في بيته الكبير.. الأحساء.. كل هذا الوفاء.. ألا يستحق الوفاء.. ولا يزال الشباط ذلك الكاتب النشط، في المقالة والبحث التاريخي الأدبي، يحمل ذاكرة الصحافة في المنطقة الشرقية منذ بداياتها، مؤسسا ومشاركا ومحررا، ولا يمكن أن يتجاوز أي كاتب أو باحث تاريخ الشرقية المعاصر دون أن يتذوق من ثمرات هذه النخلة الباسقة، ويشير إلى مكارمها، وعطائها. خليل الفزيع رحيل الشباط وبحرقة وألم قال خليل الفزيع: برحيل الأستاذ عبدالله أحمد الشباط فقد الوطن واحدا من مثقفيه البارزين، وأعلامه المرموقين الذين أبلوا بلاء حسنا في المجال الإعلامي، فهو أحد المؤسسين للصحافة السعودية عند ما أصدر في وقت مبكر مجلة الخليج العربي في مدينة المبرز التي تحولت إلى جريدة واصل إصدارها من مدينة الخبر حتى توقفت ضمن صحف الأفراد التي انتهى عهدها بصدور نظام المؤسسات الصحفية عام 1383ه لتدخل الصحافة السعودية في ظل هذا النظام عهدا جديدا اتسم باستمرار الصدور دون توقف منذ ذلك التاريخ، لكن الشباط بعد توقف دام عدة سنوات انشغل خلالها بالعمل الحكومي عاد للكتابة الصحفية في جريدة اليوم، وصحف عديدة أخرى، كما واصل إصدار الكتب الثقافية حتى بلغت أكثر من عشرين كتابا، وثق فيها ملامح من تاريخ هذه المنطقة، واعتنى بالترجمة لأعلامها من أدباء وشعراء ومثقفين، ثم امتد اهتمامه إلى أعلام من الخليج العربي وتاريخه الثقافي. وأضاف الفزيع: التقينا في مناسبات عديدة اكتشفت خلالها ان عبدالله احمد الشباط ينطوي على نفس ابية وخلق كريم، وفكر حصيف، وتكررت اللقاءات، وتوثقت العلاقات كما هو شأن من تجمعهم هموم مشتركة، ناضل عبر عدد من الصحف الخليجية بقلم نزيه لا يخشى في الحق لومة لائم. كما واصل جهوده الموفقة في التعريف بالحركة الثقافية في الخليج العربي، واهم ملامحها وابرز اعلامها من خلال المحاضرات والندوات في الاندية الادبية.. الى جانب نشاطه في مجال الإعداد الإذاعي للبرامج الثقافية، اضافة الى مؤلفاته العديدة. جامعا بين جلد الباحث وصبره، وحماسة الناقد وجديته، وحساسية المبدع وتفاعله، فظهر له عدد من الكتب القيمة بلغت في مجموعها عشرين كتابا ثقافيا متنوعا، تشكل اضافة حقيقية ليس للمكتبة العربية فقط، بل وللثقافة العربية بصورة عامة في ذلك الزمن الصعب كان من عشاق الريادة والطموح.