تجربة فريدة من نوعها يعايشها أهالي الأحساء في مجال المتاحف التراثية الخاصة، حيث يمتزج 13 متحفا خاصا مرخصا، مع الأحساء المبدعة، ومن المتوقع أن تستقطب الحركة السياحية بما تملكه من كنوز وموروث تاريخي، حيث تلعب المتاحف الخاصة اليوم دورا كبيرا في دعم الحراك السياحي ضمن المنظومة السياحية بالواحة. ولم تتوقف تلك المتاحف عند نقطة البداية والمحافظة على مقتنياتها، بل اتجهت نحو التطوير والتجديد، ومثال ذلك متحف دار التراث ببلدة المنصورة الذي تم تجديد بنائه مؤخرا ليحاكي العمارة الأحسائية القديمة، ويشعر المتجول بين جنباته بأنه ينتقل مع تراث ومهن الأحساء والمملكة عبر الزمن، ويعايش الحضارات من خلال 5 آلاف قطعة تراثية متنوعة يتم عرضها ضمن 15 ركنا تفاعليا للمهن والحرف القديمة. ويؤكد مالك المتحف المرشد السياحي جعفر الخواهر، أن قصة العشق بينه وبين الآثار بدأت منذ الصغر، عند ما انطلق في رحلة البحث عن كل ما هو قديم وأثري ويتقفى أماكنها ليقتنيها، حتى حقق حلم طفولته، وافتتح متحفه الشخصي، منوها بأن إعادة افتتاح المتحف بعد تطويره هي فصل من قصة تطوير تراث الواحة والمحافظة عليه، مشددا على أنه يسعى من خلال المتحف، لنشر ثقافة التراث بين أجيال الواحة واحتضان المتحف للفعاليات الوطنية التراثية وغيرها من المناسبات، وبيَّن أن المتحف وما يضمه من تراث متنوع تمكن من جمع قطعه على مدار سنوات طويلة، شاهدة على تراث الآباء والأجداد في الأحساء وعلى مستوى المملكة، مضيفا: إن مبنى دار التراث تم تصميمه على الطريقة الهندسية القديمة، التي تميزت بها المحافظة في الزمن الماضي، حيث تم انشاؤه على شكل البيت الأحسائي القديم بكل تفاصيله، واستخدام مواد البناء من البيئة المحلية القديمة، مثل الجص والشندل وجذوع النخيل والمرابيع، واستخدام الأقواس والزخارف الجصية المعروفة، التي اشتهرت بها العمارة التي استخدمها الأهالي، منوها بدور والده صاحب البذرة الأولى لتأسيس المتحف. متحف دار التراث يحاكي الهندسة الأحسائية القديمة وأشار مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد بوفريدة، إلى أن الأحساء واحة غناء ليست بنخيلها فقط، بل بتراثها الأصيل وتاريخها العريق الذي يمتد إلى أكثر من 5 آلاف عام، حيث تعاقبت على اراضيها حضارات متعددة وهي تضم اليوم كنوزا تراثية وثروة وطنية ثقافية تتمثل في نحو 13 متحفا خاصا مرخصا من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتولي الهيئة عناية خاصة بالمتاحف، حيث يجري العمل على إنشاء متاحف إقليمية جديدة في الباحة وتبوك والدمام وحائل وعسير، كما أعلنت الهيئة مؤخراً عن طرح منافسة لإنشاء متحف إقليمي في الأحساء. مضيفا: إننا نشهد معا عودة متحف دار التراث إلى ميدان المتاحف الخاصة بحلة جديدة، استوحت تصاميمها من تراث الأحساء العمراني العريق، مبينا أهمية المتاحف الخاصة ودورها الكبير في الحفاظ على التراث الانساني، فهي خزينة الأمة الثقافية، وذاكرة الأجيال، وسجلها التاريخي الذي تفاخر به بين الأمم، منوها بانعقاد الملتقى الثالث لاصحاب المتاحف الخاصة، الذي عقد في الثامن عشر من مايو 2015، وكذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف بتوجيه من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ورعاية الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس التنمية السياحية بالمحافظة.