شغف أهالي الأحساء بجمع تراث الواحة بشكل خاص والوطن بشكل عام والمحافظة عليه، وهي قصة لم تنته فصولها بعد، حيث تنتقل من جيل إلى جيل، الجميع يسعى ويواصل نهج ما خطه الأجداد والآباء لتأصيل هذا الإرث العظيم، وهذا ما يسير عليه المواطن جعفر أحمد الخواهر من بلدة المنصورة الذي يعمل لخدمة الموروث الشعبي، وهو أحد اصحاب المتاحف الخاصة، حيث تمكن من جمع 4 آلاف قطعة أثرية متنوعة خلال 20 عاما من البحث والشراء، وأسهم في حفظ الموروث الشعبي بمختلف ألوانه. لم يتوقف الخواهر عند هذا الحد، بل شغف قلبه وتولعه بالتراث، دفعه لإنشاء متحفه الخاص الذي يقع على المسار السياحي بالواحة ويقف شامخا بين بلدتي المنصورة والدالوة وسط طبيعة الواحة الخلابة، حيث سيكون عند اكتماله صورة من صور المشهد السياحي والثقافي الذي يوثق مراحل حياة الأحساء، والبناء بمساحة 900 متر مربع، تشمل الدور الأرضي، والأول، وتم تصميمه على طراز المدرسة الأميرية، واستخدام زخرفة البيت الأحسائي القديم، في تمازج مع الهندسة الأحسائية القديمة، واستخدام مواد اصيلة من بيوتات الاحساء القديمة، من بينها الدنجل، والدرايش الخشبية، والأبواب التراثية، والبواري وغيرها، تم جلبها من مختلف مدن المحافظة وبلداتها، وسيحتضن المتحف أركانا خاصة للمهن القديمة، اضافة إلى المجلس الأحسائي، والقهوة الشعبية، وقد روعي في التصميم الجانب الجمالي من خلال الأقواس بأشكالها وزخرفتها ومقاساتها في العمارة الأحسائية القديمة، كما تم استنساخ البوابة الرئيسة للمتحف لتحاكي بوابة قديمة لا تزال قائمة في بلدة الجرن. مدير فرع هيئة السياحة خلال زيارته المتحف وأشاد صاحب المتحف باهتمام فرع هيئة السياحة بالمحافظة ومتابعة مراحل الإنشاء تم تتويجها بزيارة ميدانية من قبل مدير الفرع خالد بن أحمد بوفريدة وفريق العمل. وأكد الخواهر أن هذا المجهود، الذي يبذله في جانب التراث، نابع عن هواية حقيقية دفعته إلى بذل ما يقارب 3 ملايين ريال كقيمة للمقتنيات ولتأسيس هذا المتحف، الذي سيتم افتتاحه خلال شهرين. وعن محتويات المتحف ومقتنياته التراثية، أكد الخواهر أن غالبية مقتناياته التراثية اشتراها من الأسواق التراثية من داخل المملكة ودول الخليج العربي، إلى جانب بعض الإهداءات من الأقارب والأصدقاء، أو من الميراث العائلي، حيث جدي لوالدي -رحمه الله- كان مولعا بالتراث وورثت منه مقتنياته المهنية، حيث كان يعمل خياطا في شركة أرامكو السعودية، مشيرا إلى أنه يمتلك قطعا تراثية يعود تاريخها إلى سنوات طويلة، ووثائق ومخطوطات نادرة، كمخطوطة صحيح البخاري، ومجموعة من السيوف النادرة التي تصل عمرها أكثر من 400 عام، إلى جانب أدوات المهن والحرف الأحسائية القديمة، والخوصيات بجميع أنواعها، وما يميز المتحف وجود ثلاث نسخ من القرآن الكريم عمرها 300 عام، إلى جانب وجود آلات التصوير القديمة، ومجموعة من كاميرات التصوير، والراديوهات، والأقفال الحديدية والنحاسية، ومقتنيات المجلس الأحسائي القديم، والدلال الحساوية، والفوانيس، والكتب والمجلات الثقافية، والمناظير، والعلب المعدنية، والملابس التراثية، والساعات، والأواني، والخزانات، و8 سيارات ذات موديلات قديمة والكثير، وقال حَظِي متحفي بزيارات خاصة من وزيرة السياحة المكسيكية، والقنصل الأمريكي، والقنصل الفرنسي، والقنصل البرتغالي، وشخصيات سعودية وخليجية، وطلاب المدارس.