منحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الترخيص لاثنين من المتاحف التراثية الشخصية الجديدة بالأحساء، وذلك لمدة 3 سنوات، بينما جددت لمتحفين آخرين، وفقا لنظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني. ويأتي هذا الترخيص بعد استكمال تلك المتاحف الشروط والمتطلبات اللازمة وتطبيق معايير التصنيف المعتمدة من الهيئة، والذي سيسهم في تحقيق نقلة نوعية لهذه المتاحف، في حين قام بتسليم شهادات الترخيص لأصحاب المتاحف الأربعة، مدير فرع الهيئة بالأحساء المكلف خالد بوفريدة. والمتاحف المرخصة هي: متحف الناصر في بلدة التهيمية التراثي لمالكه حيدر صادق الناصر، ومتحف دار التراث ببلدة المنصورة لمالكه جعفر أحمد الخواهر، وتجديد لمتحف حسين الخليفة بمدينة المبرز، وتجديد متحف ضيف الضيف في مدينة الهفوف في حين تبدو ظاهرة المتاحف الشخصية جلية في مدن الأحساء وبلداتها، وما تحتويه هذه المتاحف وما تضمه بين أجنحتها من موجودات متنوعة تمثل خزنة كبيرة لتراث الواحة في كل جوانبها، وتعتبر إطلالة حقيقية على الماضي وارتباط بالأرض، تذكر الأجيال بحياة الآباء والأجداد على مر العصور. ووصف الشاب أحمد العثمان، بأن المتاحف الشخصية في الأحساء بمثابة شرايين التواصل بين الماضي والحاضر وربط أجيال اليوم بحياة الأجداد والاطلاع عن كثب على التاريخ والماضي التليد، وقد تم اعتماد المتحف رسميا من قبل هيئة السياحة. منذ الطفولة أدرك حيدر صادق الناصر، قيمة القطع التراثية في منزله ببلدة التهيمية بالأحساء، فبدأ بالمحافظة عليها وهو طالب في الابتدائية منذ أن كان عمره 7 سنوات، بينما انطلقت هوايته من خلال جمع الطوابع والعملات النقدية، إلى أن تطورت الهواية فبدأ بجمع القطع القديمة التي توارثتها العائلة جيلا بعد جيل، ليتمكن خلال سنوات من البحث والتجميع والشراء أن يجمع 1800 قطعة تراثية متنوعة في متحفه الشخصي، الذي يحتضنه سفح الجبل ومجاورة مسجد أبو النعوش التاريخي الواقع على المسار السياحي المؤدي لجبل القارة. وتبرز بين مقتنيات المتحف مخطوطة من القرآن الكريم عمرها 150عاما، بخط المواطن التركي أحمد شكر زاده. في حين تم تسجيل المتحف رسميا من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من ضمن المتاحف التراثية الشخصية الجديدة بالأحساء والتي تم اعتمادها لمدة 3 سنوات، ويأتي هذا الترخيص بعد استكمال متحف الناصر الشروط والمتطلبات اللازمة وتطبيق معايير التصنيف المعتمدة من الهيئة. ويشير الناصر في حديثه ل«اليوم» إلى أنه حرص على إعطاء الجمهور فرصة الاطلاع على المتحف مفتوحا أمام المجتمع للتزود منه مجانا دون مقابل مادي على الرغم من أن كلفة المتحف وصلت إلى 300 ألف ريال إلى جانب الإيجار السنوي للموقع، موضحا أن هدفه من انشاء المتحف لم يكن ماديا، إنما هو تعريف للأجيال القادمة بالحياة الماضية، والتغيرات التي طرأت عليها، لكنه يلقى التشجيع من الأهل والأصدقاء، مبينا أنه تلقى وعدا من عمدة البلدة يوسف بوعامر الذي رافقنا في الجولة، بإهداء المتحف قطعة أثرية مهمة، وأشار العمدة إلى أن المتحف جاء بجهد شخصي ومبادرة تستحق الالتفات خصوصا أنه يقع في المسار السياحي وفي بلدة تشتهر بالتراث، وهو إضافة مهمة للمتاحف الشخصية التي تزخر بها محافظة الأحساء، والمتحف يحظى بإقبال كبير من الزوار. ويحتضن المتحف عدة اقسام، من بينها قسم الساعات والادوات الشخصية، وقسم العملات بمختلف أنواعها يرجع سك بعضها إلى عام 300ه، وقسم المناظير والأسلحة، بينما يتميز المتحف بالمجلس الاحسائي بمجموعة من الادوات القديمة التي كان يتضمنها مجلس الأجداد في الزمن الماضي الجميل، من بينها «دلال» القهوة الأحسائية التي تمت صناعتها يدويا قبل 90 عاما، كما توجد دلة تراثية مصنوعة عام 1944م في دمشق، ومن المقتنيات التي تتواجد في المجلس الوجار الذي كان يستخدم في تحميص القهوة العربية وطبخها، وكذلك جهاز تشغيل الاسطوانات إضافة إلى مجموعة من اجهزة الراديوهات والتلفزيونات القديمة، وأسلحة متنوعة مثل السيوف والخناجر والأسلحة النارية، والمقنع، والصمت، وبعض البنادق الهوائية القديمة التي تستخدم في الصيد. كما يوجد في المتحف قسم خاص بالتصوير الضوئي، حيث يوجد عدد من الكاميرات القديمة المتنوعة، وقسم الادوات الكهربائية مثل الأفياش التي كانت تستخدم قديما في المنازل وايضا العدد الكهربائية التي يستخدمها الكهربائي سابقا، وقسم الفلاحة الذي يحتوي على ادوات المهنة مثل المحش، والصخين التي يستعين بها الفلاح على حرث الأرض يدويا، والمنجل، والمنتجات الخوصية، والمهباش، اما قسم الادوات المنزلية فيتضمن ادوات المطبخ منها أجهزة يدوية مصنوعة من البيئة المحلية، مثل جهاز الرحى الذي يستخدم يدويا لطحن الحبوب والبقوليات، وجدور الطبخ الأحسائية المصنوعة محليا، إضافة إلى قسم المخطوطات الذي يزخر بالوثائق والمستندات التاريخية القديمة. بوفريدة مع أصحاب المتاحف بعد تسليمهم شهادات الترخيص