دأب النظام الايراني على زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، فالأعمال الارهابية التي دارت رحاها في عدة أقطارعربية وخليجية اكتشف- بعد التحقيق مع مرتكبيها- أن ايران تقف وراء تلك الجرائم سواء بمد التنظيمات الاجرامية بالمال والسلاح أو مدهم بالتدريبات العسكرية التي تتم في ايران استعدادا وتهيئة لزج عناصر تلك التنظيمات في أعمال ارهابية ذات أهداف تخريبية وتدميرية. وأصابع النظام الايراني الملوثة بدماء الأبرياء واضحة تمام الوضوح في اليمن حيث تسعى الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية للاجهاز على الشرعية اليمنية المجمع عليها بمحض ارادة وحرية أبناء اليمن. وأفاعيل ايران الاجرامية في اليمن لا تخفى على كل مراقب يتعقب ما يدور في هذا القطر العربي. وقد اشتهر النظام الايراني بتهريب الأسلحة للانقلابيين في اليمن للمساعدة على تخريب هذا البلد العربي العزيز وزجه في معمعة حرب تريد إيران اطالتها واستمرارها. وامتدت تلك الأصابع الى لبنان لتعزيز عميل إيران في المنطقة، حزب الله الارهابي، لينفذ سلسلة من العمليات الارهابية ويمهد لقيام حلم طهران القديم بعودة الامبراطورية الفارسية المزعومة وطوباويات غيبيات مهرطقة. ويتلقى الحزب من أجل ذلك يتلقى الدعم بالمال والعتاد والعناصر من طهران لتحقيق الأحلام التوسعية في المنطقة، ولا يخفى أن هذا الحزب أضحى كالخاتم في أصابع حكام طهران يأتمر بأمرهم وينفذ مخططاتهم الارهابية في المنطقة. وها هي تلك الأصابع المجرمة تعيث فسادا وخرابا في العراقوسوريا بتدخلها السافر هناك وغيرهما من الأقطارالعربية، وقد أسفر هذا التدخل عن اطالة أمد الأزمتين والحيلولة دون حلحلتهما بالطرق السلمية، والحرب الضروس الدائرة في القطرين سببها الرئيسي التدخل الايراني؛ إذ يسعى حكام طهران لاشعال المنطقة بأسرها من خلال إثارة الحروب والفتن والأزمات في سورياوالعراق. ولعل ذاكرة أبناء الخليج العربي في المملكة والكويت والبحرين تختزن سلسلة من الأعمال الارهابية الوحشية التي حدثت في هذه البلدان بتخطيط من النظام الايراني وتدبيره. وقد اعترف المجرمون الذين ارتكبوا تلك الأعمال بأنهم مدفوعون من قبل النظام الايراني بالمال والسلاح لتنفيذ الأعمال التخريبية والتدميرية بهدف زعزعة أمن هذه البلدان واستقرارها كما هو الحال مع سائر دول المنطقة. وقد أصبح العالم بأسره يدرك تمام الادراك أن النظام الايراني لا يزال مصرا على زعزعة أمن الدول العربية والخليجية وزعزعة استقرارها ونشر الأفكار الطائفية وأساليب التطرف للابقاء على تلك الدول مزرعة للفتن والدسائس الإيرانية، وهذه حقيقة لا يمكن أن تنكر، وهي واضحة تماما كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار، ولا يخفى أن إيران أصبحت الآن المحرك الرئيس للاضطرابات والدماء وتناسل الميليشيات في المنطقة.