تضطلع قمة الدول الإسلامية التي بدأت أعمالها في العاصمة الأندونيسية يوم أمس بالبحث في عدة موضوعات وفي مقدمتها السلام في فلسطين، ولكن يجب أن تكون القمة فرصة لتقرير موقف صلب من أجل دعم الشعب الفلسطيني في وجه قوى الاحتلال الغاشم، وأيضاً ضرورة توحيد الصفوف لجمع كلمة المسلمين ومواجهة التحديات الأخرى التي تجابه الأمة، ولا تقل خطورة عن عدوان إسرائيل، وفي مقدمة تلك التحديات خطر الإرهاب وصانعيه ومموليه وموظفيه، بل إنه أيضاً يمثل عقبة كأداء معيقة للأمة عن التفرغ لمواجهة الأخطار الخارجية. ولابد لقادة الأمة الإسلامية من البحث عن الخطوات الكفيلة بمواجهة ظاهرة الإرهاب الخطيرة التي يصنعها نظام إيران في جميع البلدان الإسلامية تقريباً، ويزرع الفتن والحروب وينشر أمراض الطائفية والفرقة في صفوف المسلمين في كل مكان. ويجب أن تقف الأمة الإسلامية صلبة في مواجهة مخططات نظام طهران ومؤامراته، ومنعه من توهين الأمة وإشغالها عن قضاياها الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. يقف حكام طهران اليوم وراء سلسلة من العمليات الارهابية في الدول العربية والإسلامية، فهم يعاضدون الحوثيين في حربهم الجائرة ضد الشرعية اليمنية بمحاولتهم اختطافها بقوة السلاح، وهم يدمرون العلاقات الحميمة بين لبنان وسائر الدول العربية والخليجية من خلال دعمهم المطلق لما يسمى ب"حزب الله" اللبناني الذي نصب أعضاؤه أنفسهم للدفاع عن المشروع الفارسي التخريبي التوسعي في المنطقة. ويحاولون اخضاع الشعب السوري الثائر لهيمنتهم، ودمروا المدن السورية وأعملوا القتل والتعذيب والتشريد في أوساط السوريين من أجل فرض مشروعهم التدميري. كما أن خلايا إيران التخريبية تترك بصماتها في معظم البلدان الإسلامية من نيجيريا إلى باكستان واندونيسيا. اضافة الى ذلك فان كل الحركات الارهابية الشنيعة التي مازالت تمور في كثير من دول المنطقة مثل العراق وسوريا وليبيا والبحرين يقف وراءها حكام طهران في محاولة يائسة لضعضعة الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، وهم بذلك انما ينشرون الجريمة بأفظع صورها من خلال دعمهم للحركات الارهابية في كثير من الدول بغية تصدير أفكارهم المنحرفة والمضللة في كل مكان. الأمة الاسلامية اليوم مدعوة للوقوف بحزم وعزم لمجابهة الخطر الايراني الذي مازال حكامه يتمسحون بمبادئ العقيدة الاسلامية السمحة وهي منهم بريئة، فالتجاوزات الايرانية التعسفية لنشر الارهاب في كل مكان لاعلاقة لها اطلاقا بمبادئ الاسلام السمحة القائمة على الاعتدال والتوازن وتحكيم العقل في كل أمر وشأن، فحكام طهران من خلال تصرفاتهم الاجرامية يناقضون تلك المبادئ والمثل. ويجب أن تتحد الأمة الإسلامية لإفشال المشروع الإيراني الخطير الذي لا يمكن تعريفه إلا أنه مشروع إسناد ومكمل للمشروع الصهيوني في تدمير قوى الأمة الحية ونشر الفتن في ربوعها لتعجز عن مواجهة التحديات وتصبح لقمة سائغة للمخطط الصهيو إيراني الذي تحيكه إسرائيل وتنفذه طهران فعلياً على الأرض وبدماء المسلمين وثروات الأمة وأرواح أبنائها.