أصبح واضحًا أمام أنظار العالم بأسره هذا الدعم العسكري الهائل ماليًا وعسكريًا الذي تغدقه إيران على الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية لاختطاف الشرعية في اليمن، فالنظام الإيراني يدعم تلك القوى الانقلابية بالأسلحة المتطورة وارسال المستشارين العسكريين الإيرانيين والأفغان واللبنانيين لاشعال الحرب في اليمن وللحيلولة دون اطفاء فتائلها المشتعلة. ويزعم النظام الإيراني أنه بتلك المساعدات يحاول تغيير ميزان القوى في المنطقة واعادة احياء حضارته الفارسية البائدة، وهو زعم غير منطقي وغير عقلاني، فمحاولة القفز على السلطة الشرعية اليمنية ودعم الانقلابيين لا يمكن تبريره بتلك الدعاوى الفارغة التي لا أصل لها، وإنما هي شعارات يرفعها النظام لتبرير عدوانه الآثم على اليمن، ولتبرير دعمه المطلق للانقلابيين. زيادة حجم المساعدات الإيرانية من خلال التدريب والتسليح والدعم المالي تزامنت مع ادعاء النظام الإيراني أن اليمن هي المنطقة التي تدور فيها المعارك الايرانية الحقيقية بالوكالة لتجديد ميزان القوى في الشرق الأوسط، وتلك دعاوى واهية يريد بها النظام الإيراني تمرير اعتداءاته الغاشمة على الشرعية اليمنية بدعمه المطلق للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية الإرهابية. ويبدو واضحًا للعيان أن خطة إيران الرئيسية تكمن في تمكين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية لتعزيز قبضتها في المنطقة وتعزيز نفوذها الذي تريد له أن يمتد إلى سائر دول المنطقة، ومن الواضح أن النظام الإيراني يخطط لانشاء ميليشيا في اليمن على غرار ميليشيا حزب الله في لبنان، وهي محاولة باتت مكشوفة تماما من خلال ما يقوم به من تدريبات للانقلابيين في المعسكرات الإيرانية. إيران اليوم تهرب الأسلحة للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية عبر قوارب صغيرة يصعب رصدها أحيانا، وثمة وسائل مختلفة تهرب بها إيران الأسلحة للانقلابيين في اليمن، وازاء ذلك جاءت الدعوة للأمم المتحدة لتقوم بأدوار رقابية على ما يدور في الموانئ اليمنية لاسيما ميناء الحديدة حيث تمارس إيران من خلاله تهريب المزيد من الأسلحة والمخدرات للانقلابيين. ولاشك أن النظام الإيراني يرسم لقيام مخطط طائفي تنفذه الميليشيات الحوثية من شأنه تغييرهوية الشعب اليمني بما يخدم أحلام إيران في استعادة امبراطوريتها المقبورة، واستخدام المخطط لزعزعة أمن وسلامة المنطقة واستغلال سواحلها كمنصات قرصنة وارهاب تستهدف بها الملاحة الدولية من جانب، وتستهدف بها تهريب المزيد من السلاح لتنفيذ ذلك المخطط الطائفي الإرهابي.