من حق عضو مجلس الشورى أن يؤيد أو يرفض أي توصية، فهو هناك من أجل أن يفعل ذلك. لكن من حقنا كمواطنين أن نفهم لماذا يصوت الأعضاء ضد ما نراه مصلحة مجتمعية.؟! لربما تكون لديهم وجهة نظر أنضج وأكثر دقة من وجهات نظرنا وبالتالي نعذرهم ونتعلم منهم ونصفق لآرائهم. المملكة ورؤيتها 2030 تحض على ممارسة الرياضة وجعلها من المنعطفات السعودية المهمة في اتجاه خلق صحة أفضل وتحقيق وفر مالي لميزانية الدولة، التي يبتلع جزءا منها تطبب البدناء ومشكلاتهم الصحية، التي لها أول وليس لها آخر. ومع ذلك حين أوصى ثلاثة أعضاء في المجلس (لطيفة الشعلان، ولينا المعينا، وعطا السبيتي) بإنشاء كليات رياضية للبنات سقطت التوصية بفارق ثلاثة أصوات، بعد أن عارضها 57 صوتا، بينما شهدت، كما نقلت بعض الأخبار، خطوات مارثونية لتمريرها. وهنا لا يمكن أن تستوعب عقولنا البسيطة لماذا أصلا يعارض كل هؤلاء توصية مجتمعية عادية جدا، وما الداعي إلى بذل «الخطوات المارثونية» لتحظى بتصويت الغالبية.؟! الدولة ونحن نريد أن تكون نساؤنا وبناتنا رياضيات يعلمن ويتعلمن الرياضة التي هي حق طبيعي وبديهي لكل إنسان يريد أن يتمتع بصحة جيدة وحياة خالية من صعوبات ونتائج الأمراض. كما أننا، كمجتمع، ننطلق الآن، رجالا ونساء، إلى آفاق مستقبلية جديدة لا مكان فيها للتحفظات والآراء الشخصية البحتة، ولا يصح فيها أن تحرم السعوديات من مجالات تعليم وعمل تكتظ بالأجنبيات اللاتي يسيطرن على السوق وعلى مجالات التدريب الرياضية النسائية. لا أريد أن أقول إن هناك حالة انفصام لدى بعض أعضاء مجلس الشورى عن الرؤية وأهدافها، كما قال أحد أعضاء المجلس، بل سأقول إن هناك حالة مقاومة للتجديد من البعض. وإن هناك من لا يصدق أن المرأة في المملكة «تدبر راسها» إذا لم يؤيدها أعضاء مجلس الشورى، فهي ستدرس التربية البدنية في كليات أجنبية وستعود لتعلم في المملكة. وهكذا ببساطة يخرج سمننا من دقيقنا.!!