تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لسيدة تحت عنوان «معنفة سكاكا»، تكشف تعرُّض إحدى السيدات لعنف جسدي، ظهرت آثاره واضحة في الصور وسط معلومات عن تعرُّضها لكسر بالأنف ورضوض بالجمجمة، والتهاب بالأذن وكدمات بجميع أجزاء الجسم، وتفاعل رواد مواقع التواصل معها. وبدورها، تفاعلت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مع القضية مشكورة، وأعلنت التوصل للحالة، متعهدةً باتخاذ الإجراءات النظامية بحق المعنّف. السؤال وما بعد التوصل للجاني، واتخاذ الاجراء والعقاب الرادع؟!! هذه القضية تؤرق الرأي العام، حيث تحولت لظاهرة، الإساءة الأسرية، أو الإساءة الزوجية بأنواعها، كالعنف الجسدي بكل أشكاله، والاعتداء الجنسي، والعاطفي السلبي الخفي كالإهمال العاطفي والاقتصادي مشكلة تحتاج لحل فوري. المعنِّف في قضية معنفة سكاكا سادي على ما أعتقد، وسيأخذ جزاءه ويعاقب ثم يخرج للمجتمع مرة أخرى ليعنِّف زوجة أخرى! آمل من الجهات المختصة بكل تخصصاتها أن تعمل بعمل الفريق الواحد لعلاج مثل هذه الحالات، فالعنف ليس فطريًا بل له أسباب، وهناك الكثير من النظريات حول أسباب مثل هذه الجرائم. نظريات نفسية للسمات الشخصيّة والخصائص العقليّة لمرتكب الجريمة، وكذلك النظريات الاجتماعية التي تنظر في العوامل الخارجية لبيئة مرتكب الجريمة؛ مثل كيان الأسرة، الضغوط، والتعلّم الاجتماعي. ونظريات أخرى تبين أن من الأسباب الدورات الظاهرة بين الأجيال في العنف المنزلي. فالأطفال الذين تعرضوا للعنف يمارسونه في الكبر على زوجاتهم أو أبنائهم، الأشخاص الذين عاشوا عنف والديهم تجاه بعضهم، أو تعرضوا هم أنفسهم للعنف قد يمارسونه في سلوكهم ضمن علاقاتهم التي يؤسسونها ككبار. التوعية الاجتماعية تعتبر من الأمور المساعدة في علاج العنف الأسري، فلا بد أن تعرف المرأة حقوقها، ليس ذلك تحريضًا.. عذرًا.. ولكن الحاجة تفرض التوعية، والدولة ترفض الظلم، ولا تقبل بإذلال أي كائن كان، فما بال الأم والأخت والبنت والزوجة، القوارير، وصية سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام. يجب ألا تتهاون المرأة في سلب حقوقها، لا بد من إيصال صوتها للمسئولين، وجميعهم ولله الحمد ثقات.. شكراً. كما أن نشر الوعي بحقوق المرأة، واحترامها، في المجتمع الذكوري أمر محتم. أطلب من وسائل الإعلام بأنواعها مع شكري، أن تقوم بدورها كاملًا، وأذكِّر مع الشكر المؤسسات التي تقوم بتأهيل المقدمين على الزواج زيادة تكثيف الجهود. كما آمل عرض حالات المعنِّفين من الأزواج للمصحات النفسية، هذا مع سن قوانين رادعة لكل من يمارس العنف الأسري.