بقيت أبواب الصدارة الواسعة مُشرعة.. وبقي بركان جميل متنقلاً بلا حسم.. وكل الكبار جالسون على كراسي هزازة.. بل على شفير هاوية القمة بعد أن قضّت الهزائم مضاجع الجميع، وآخر هزيمة لحقت بالهلال على أرضه أمام الاتحاد (صفر/2) ليستعيد العميد الزعامة، وهذا يؤكد مفصلية النزاعات على قسمة وحدود صدارة جميل، التي باتت عواصفها متغيرة ومتوقعة بحريرها وطعناتها.. فلا يمر اسبوع إلا وترافقه خروقات تنال من فرق القمة.. ولا أحد للآن لديه القدرة وسلم أولوية ليجنح خارج السرب، وهذه أبرز عناوين مباريات الجولة السابعة. ̧ مستوى فريق النصر المنظم والمتطور شاهده الجميع بعد فوزه على الفيصلي في حرمة (2/1) وما زال مدرب النصر الكرواتي زوران ماميتش ينهج بهدوء سياسة خطوة خطوة وبعد كل مباراة يطالب اللاعبين بنسيان امس ورفع شعار (ماذا علينا فعله غداً؟) وفريق الفيصلي كل الذي بناه في مطلع الدوري من نهوض وأبراج كان فوق رمال هشة، فعاد يتساقط مع دخول فصل الخريف وتساقط أوراقه. ̧ ويبدو أن فريق الاهلي قادم بعزيمة واصرار على اللحاق بركب الصدارة، وهو قادر على تسوية أوضاعه مع مدربه جروس وشكل بهجومه الضارب بقيادة نجمه عمر السومة سلاحاً ضاغطاً وتوجه السومة بأربعة أهداف في مرمى فريق الخليج، الذي واصل عروضه المتقلبة واقترابه من الهواة مع أطراف القاع.. وللآن لم نر إلا أفقا مسدودا ومآلات حراك مفتوح على المجهول وعليه البحث عن النجاة. ̧ وما زال فريق الشباب من أفضل فرق الدوري توازناً وتنظيماً واستقراراً وها هو يرتقي بكل شجاعة إلى المركز الرابع، وسيحاول توسيع وجوده نحو القمة.. بالمقابل لم يكن فريق الفتح بمنأى عن التحديات والمخاطر التي تُطوقه منذ بداية الدوري وخسارته امس الاول أمام الشباب (صفر/2) وإخفاقه في تحقيق أي فوز حتى الآن، وهو ما زال يقبع في القاع والكل يعرف أن مدربه فتحي الجبال ورث تركة ثقيلة بعد موافقته على قيادة الفريق في وقت صعب.. لكنه يحتاج إلى الصبر والوقت لإعادة الصحوة والتوازن وطي صفحة الاضطراب. ̧ وفريق الباطن لعب بتكتيك دفاعي مشتت ومخنوق لحصد التعادل خارج أرضه بدلاً من الخسارة.. لكنه انكشف وتحول إلى تشظٍ وفوضى ووقع في فخ فريق الوحدة الذي امطره بخمسة أهداف كسرت ظهره، وفشل الباطن حتى في الانسحاب التكتيكي الممنهج لتقليص المجزرة، التي مني بها (1/5) لكن فريق الوحدة لم يمهله فكتم على أنفاسه وأجبره على الاستسلام أمام الضربات الموجعة ليقفز فرسان مكة إلى المركز الثامن. ̧ لم يخرج القادسية للآن من العناية الفائقة.. ولا يوجد أي تغيير أو تقدم مما دفع إدارة النادي إلى قبول استقالة المدرب حمد الدوسري.. ولا يُعقل أن يبقى الاسبوع السابع فريق القادسية في القاع دون فوز.. بالمقابل لمسنا تطوراً مقنعاً في اداء ومستوى فريق التعاون الذي فاز (1/صفر) وهذا يشي بعودة قوية لمسرح العمليات بعد أن فرض التحدي والسيادة والارتقاء. ̧ وأعتقد أن فريق الرائد متجه للتموضع في قمة الوسط وترك دخان وحرائق القاع، الذي لازمه عدة سنوات بالمقابل صدمنا بالتبدّل العميق والمتقلب الذي خيم على فريق الاتفاق بعد أن كان أحد أضلاع الزعامة ولا أدري كيف اهتز ميزان القوى واختلطت الاوراق.. وانعدم وجود المناعة والبدائل لمعالجة هذه الاختراقات، اضافة لهبوط روح اللاعبين واستحقوا الخسارة (صفر/2) أمام الرائد وبادرت إدارة الاتفاق بإقالة المدرب جميل القاسم. ̧ وخسارة الهلال على أرضه أمام الاتحاد (صفر/2) لا يشي بأن الزعيم تمسك جيداً بشرفة الصدارة، بل أصاب مدربه الجديد دياز بصدمة مبكرة.. وكسر ميزان قوى الصدارة يشير إلى صعوبة ارساء صدارة دائمة حالياً.. لكن البركان الاتحادي لا يتجه نحو الخمود لأن العميد يمد هذا البركان بمقومات الاستمرار.. خاصة بعد نجاح وسط ودفاع العميد في الشوط الثاني في ايقاع هجوم الهلال بين فكي كماشة مُحكمة... وإلى اللقاء.