الجولات الست المتبقية آخر علاج للتموضع النهائي في سلم دوري جميل3، ويقال:(آخر العلاج الكي)، ولهذا ستلجأ غالبية الفرق لحشد كل طاقاتها وإمكاناتها واللجوء حتى إلى الضربات القاضية لعدم وجود فرص وبدائل وتعويضات وتسويات..وتحمل الصدارة الآن بصمات ثلاثة مغامرين بينهم فارق ضئيل نقطة أو نقطتان.. وهذه النقطة تدفقت وراءها أنهار من العرق والكدّ والتضحيات..وبحار من التنظير والتخطيط والاجتهادات..وصَرف المغامرون من أجل مقاعد القمة مئات الملايين . ¿ ومشهد الجولة 19 حفِل بمفاجآت حيث تلقى الهلال ضربة مؤلمة بتعادله مع القادسية سلبياً، وجاء التعادل بطعم الخسارة..وفقد الصدارة واعتلاها الأهلي بفوزه على الشباب بجدارة(1/3)..وستبقى الصدارة غامضة ومظلمة وستزداد تعقيداً وإيلاماً مع المواجهات المقبلة وستبرز ظواهر ومناورات ومفاجآت وأفخاخ لايعرفها أحد وسنشهد توزيع الطعنات والضمادات والضمانات والاغتيالات وكالعادة هذا ملخص لعناوين مباريات الجولة(19) . ¿ واصل فريق الهلال تعثره في جولة الإياب ومازال يتمسك بفوزين باهتين على الرائد والوحدة، فيما خسر أمام التعاون والاتحاد وتعادل مع الفتح وأخيراً القادسية وفقد الصدارة واعتلاها الاهلي.. وصدمة التعادل السلبي أمام القادسية ستزيد من معاناة الزعيم وستدفعه لمنعطفات أخطر.. والجميع لمس توتر وتفكك لاعبي الهلال وشاهد كيف يدمرون فريقهم بأيديهم وليس بيد عمرو..ولازال المدرب واللاعبون يزرعون عقبات ومآزق وخيمة ومؤلمة في طريق فريقهم المتخبط والمتوتر ولاشك أن فريق القادسية حقق نتيجة إيجابية رسم وخطط لها وفاز بالتعادل وزرع الضمانات لجماهير الخبر..وترك خيبة الأمل والضمادات للزعيم..وبرع بامتياز في الصمود والتوازن الدفاعي وأبطل مفعول اللغم الهلالي المفخخ.. ولابد من القول: إن مدرب الهلال دونيس لم يوفق لا بالتشكيل ولا بالتبديل، وفضل خيارات تكتيكية خاطئة وخائبة مما زاد من سوء أوضاع الهلال المتأزمة . ¿ واسترجع الأهلي عافيته..وضمد جراحه..وأعاد وجهه الحقيقي بعد تفوقه على فريق الشباب بالأداء المنظم..والتكتيك المُحكم واللياقة البدنية..ونجح بعودة رأسه المفقود عمر السوما وهزم الليث بجدارة(1/3) وألحق به أول خسارة في جولة الإياب بعد أن حقق الشباب خمسة انتصارات متتالية..واسترجع الملكي هيبته وجبروته وقدم نفسه كأحد أقوى أركان القمة المميزين..واعتلى قمة جميل ب(42نقطة)أما فريق الشباب فصمد في الشوط الأول وكان نداً قوياً لكن إصابة حارس المرمى العويس وخروجه أثر على فريقه في الشوط الثاني . ¿ ولم يفلح فريق النصر في الإفلات من مصيدة التعادل للمرة العاشرة والتي لم تعد تجدي..وربما تبقى أزمته عالقة دون حل..فالجروح كثيرة والمخاوف كبيرة..واللاعبون يشعرون بضيق الخيارات أمام الضغوط..ويبدو أن حامل اللقب خدع الفرق بعروضه الغامضة والملتبسة وإلا فماذا نفسر تعادل النصر أمام الفيصلي(2/2)مع أن الفيصلي أكمل المباراة بتسعة لاعبين(53)دقيقة بعد طرد سالم وكمارا..ورغم ذلك عجز النصر عن تحقيق الفوز..أما الفيصلي فقد أبلى بلاءً حسناً رغم النقص وتفوق على العالمي وأوقعه في الفخ وسقاه السم .! ¿ وجاءت خيارات وشعارات فريق الاتحاد الجديدة (قادمون لبطولة الدوري) حبرا على ورق بعد أن فرض عليه الفتح التعادل السلبي بجدة..ونجح بتكتيكه المتوازن جرّ العميد لفخ الخداع واستدراجه للاندفاع الأهوج والعشوائي وهذا التهور سيجره إلى إخفاقات ربما لا تتوقف إذا لم يتدارك هذا التخبط..أما الفتح فلعب باستراتيجية منضبطة في تحركات وأدوار اللاعبين..ونال هدفه..واستحق التعادل . ¿ يبدو أن فريق نجران سحرته شخصية جيمس بوند هذا الرجل الغامض يخفي نواياه ويفاجئ خصومه ويسدد ضربات قاضية وقاتلة، ولأن التعاون لم يخرج من أزمته فإنه خسر بالتعادل أمام نجران(1/1)وبالهدف القاتل في الدقيقة(94) واعتقد أن الحالة التعاونية تحتاج وبسرعة لضبط التوازن وتصحيح الخلل..أما نجران فأخذ من هزيمته للأهلي جرعة قوية وفتح فسحة كبيرة من الأمل أمامه للنجاة من الهبوط بعد أن ودع أطراف الهاوية . ¿ وشوط الخليج والرائد الأول لم يكن مريحاً للفريقين وجاء فاتراً وفقيراً فنياً..وهدف فوز الخليج حرك سواكن المباراة..وكسر طوق الرتابة..فاستعاد جبروته..وتفوق الدانة في الصمود والثبات والتنظيم وبهذا الفوز مدد نفوذه وطموحه إلى المركز السابع..أما مستوى الرائد المتقلب فأوقعنا في حيرة من مباراة إلى اخرى وبقي مهدداً بالانفجار وقلقاً في المركز الثاني عشر وحبل الاختناق يطوق عنقه أمام خيارات بالغة الصعوبة . ¿ وتنفس فريق الوحدة الصعداء بفوزه على فريق هجر وصعوده إلى المركز العاشر..وبدد الكثير من القلق المتراكم بتقديم عرض قوي وفاعل وصالح جماهيره بفوز ثمين..بالمقابل وصفنا هجر بأنه فريق هام قادم بقوة لكن آخر هزيمتين عادت لتنتزع عنه صفة القادم المرعب بسبب تواضع مستواه..وعودته لمأزقة ونكبته وخسارته أمام الفيصلي ثم أخيراً أمام الوحدة أبقته رفيقاً لرطوبة الكهوف وعفن القاع ... وإلى اللقاء .