جاءت عواصف الجولة الحادية عشرة من دوري جميل متحركة ومتقلبة، وكان الأهم والابرز فيها خسارة الهلال المتصدر على أرضه أمام فريق الاهلي الوصيف (1/2)، وانتزاع الصدارة من الزعيم رغم تساويهما في النقاط (24) لكل فريق، في كلاسيكو ملتهب، ولم يتوقع أحد تدافع انهيارات بعض الكبار بمثل هذه السرعة، وهذا يؤكد ما سبق وقلته مراراً: (قمة دوري جميل ستبقى غامضة ومعقدة ومتحركة.. ولن يكون فيها متصدر ثابت أو منفرد.. ولا أحد يتوقع ضمان مقعده.. (لأن المعركة مفتوحة وطويلة وشاقة).. لذا جدير أن نطلق لقب (العبوس وتحديات الصادر والوارد) على مباريات هذا الاسبوع، وهذه قراءة سريعة لأبرز عناوين مباريات الجولة ال(11): الاهلي ضرب الهلال على أرضه بقسوة، وألحق به خسارة مريرة ومؤلمة.. وانتزع منه صدارة دوري جميل، وسجل الراقي رقماً قياسياً ونوعياً في (44) مباراة متتالية دون خسارة.. ورغم غياب هدافه عمر السومة.. لعب الملكي باستراتيجية راسخة ومنظمة وتفوق لاعبوه في تحركاتهم وروحهم وأدوارهم وفرضوا هوية لعب جديدة، ونجح دفاعه في نصب متاريس وسدود أعاقت طريق الزعيم وعطلت مفاعيله.. بالمقابل اختار الهلال نهجاً خاطئاً في التشكيل والتبديل والتكتيك، ولم يوظف ثقله وهيبته لاقناع جماهيره بأنه الافضل والاقوى.. وظهرت انعكاسات الاخطاء المؤثرة بالدفع بسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري كأساسيين في مباراة كاملة، وإشراك ناصر الشمراني الذي انتهت صلاحيته ولم يعد يجدي، وكان عالة على فريقه.. وبدا وجه مدربه اليوناني دونيس مزيجاً من التجهم والغضب.. لكن التباكي لن يفيد الهلال لأنه لم يخسر الدوري.. والفرصة طويلة ومتاحة للتعويض. وأطل فريق القادسية في أول أسبوع من الدوري بفوز على الفيصلي.. وسجل فوزه الثاني في الاسبوع الحادي عشر ببالغ الصعوبة في الوقت الاضافي على الفتح.. ونأمل أن يواصل ما بدأه وأكمله بعد فك عقدة النحس.. وأن يعود بخطوات واثقة بعد ابتعاده عن حافة الهاوية.. أما الفتح فقد نشط في الشوط الاول وسجل التون هدفه.. وهدأ في الشوط الثاني وقل جهده وخرج بخسارة مؤلمة. ولحق الشباب بالنصر وتقلصت حظوظه هو الآخر في المزاحمة على الزعامة، بعد سقوطه أمام الوحدة.. ولأن الارقام لا تعرف الكذب، فقد تساوى الشباب والنصر ولكل منهما (15)نقطة من أصل (30)، ونتيجة عشر مباريات.. الليث قدم أمام الوحدة عرضاً مخزياً واستحق الخسارة وهوى إلى المركز السابع، فيما لعب الوحدة بروح قتالية عالية وحماس ملفت وواصل الانتفاضة وقفز إلى المركز العاشر مودعاً خنادق الخطر. وواصل فريق النصر فشله في فك اللغز المجهول الذي فرض عليه الغرق والتخبط وعدم الاستقرار.. وثمة ظاهرة لم يعد جائزاً إنكار وجودها أو التقليل من أهمية دلالاتها أن العالمي تقلصت حظوظه في المزاحمة على الزعامة، بعد أن اتسع الفارق بينه وبين القمة أكثر من عشر نقاط.. فالنصر سجل التعادل السادس أمام فريق الخليج 1/1، وأكد الدانة من مباراة إلى اخرى قوته وتماسكه.. ولعب بنمطية متقنة وواصل عروضه المبدعة ونتائجه المبهرة وحجز المقعد الخامس بجدارة. واكتسح الاتحاد ضيفه هجر وألحق به هزيمة بخمسة أهداف نظيفة.. ورفع راية العودة إلى العز والانتصارات والمزاحمة على الزعامة.. بعد أن قفز إلى المركز الثالث.. ولمسنا قوة وجبروت العميد في التمدد على كافة المحاور وانفراد نجمه الفنزويلي ريفاس بصدارة الهدافين ب(12) هدفاً، وعزز رصيده (بهاتريك) في مرمى فريق هجر الذي لا يزال يتقلص ويتقوقع ويتعثر.. فشيخ أندية الاحساء المكبل والمفكك دون فوز للآن.. وبلا اداء مُرض.. والذي يقبع في قاع الترتيب ويحتاج لحبل انقاذ بالسرعة القصوى. وخسارة نجران أمام الفيصلي كفيلة بتعميق الهوة وزيادة الخوف بعد الخسارة الثامنة، فصار فريق نجران ظاهرة تجلب الهم وباتت استباحته مشهداً مألوفاً يمزق نسيج هذا الفريق المكافح.. بالمقابل خطف الفيصلي الفوز بركلة جزاء وتمسك بأسنانه بالهدف اليتيم ورفع رصيده ل(13 نقطة). وجاء دربي القصيم متوقعاً استناداً إلى مسارات المباراة والمستوى الفني للفريقين ومكانتهما في سلم الدوري، فالتعاون ألحق الخسارة بالرائد (2/0)، وبهذا المستوى هو الحصان الاسود وبشهادة الجميع، وها هو يزاحم على الصدارة رابعاً برصيد (18نقطة)، فيما لا يزال الرائد في وضع شائك.. ويسكن في ثنايا غير مطمئنة واستمراره في التخبط والاداء الهش والخرائط الملتبسة ينذر بالمخاطر.. وإلى اللقاء.