مع اقتراب انتهاء مرحلة الذهاب من دوري جميل اشتد الثأر والتحدي.. واتجهت بوصلة فرق الصدارة للانتقام لأن (الانتقام مستقبل كل غرام) فدوري جميل كان ولا يزال بركانا ثائرا لا يرحم أحداً سواء الراقصون حول القمة أو الخائفون على أطراف الهاوية المفتوحة.. فمناجم الفشل والخيبة صارت أشبه بمقابر جائعة للمقصرين والمهملين. * واعتقد أن الفوز على الفرق الصغيرة للآن وتخطي أخطارها أفضل بكثير من مواجهتها في المراحل الاخيرة من الدوري الحاسم والدقيق والحساس في حسابات النقطة الواحدة.. وفعلاً فاز الاهلي والهلال والتعاون والفتح على الرائد وهجر والوحدة ونجران وهذا متوقع.. لكن ما يدعو للاستغراب خسارة الشباب الرابعة على التوالي أخيراً أمام الفيصلي وقبلها من الوحدة والاتحاد والهلال.. ولا ننسى صحوة النصر واسقاطه الاتحاد بثلاثية نظيفة.. وهذه قراءة مختصرة قي ثنايا الجولة (12) من دوري جميل. * ظهر فريق التعاون أمام الوحدة (سكر سادة) وواصل تفوقه وبدأ هدير الطموح في شرايين لاعبيه يتمدد للتلاعب في الجغرافيا وخَطفِ كأس جميل إلى القصيم كما فعل فتح الاحساء قبل ثلاث سنوات.. وفوزه على الوحدة (4/2) رفعه إلى الثالث والسكري أمتعنا بلوحات فنية جماعية جمالية وهيبته فرضت على فريق الوحدة ضغوطا نفسية لكنه تحرر منها بعد هدف الهدية المبكر ونجح في الاستحواذ بشجاعة وتقدم على التعاون مرتين لكنه انهار قبل النهاية وخسر. * لم نلمس من فريق الخليج المستوى المدوي الذي اتحفنا به خلال مبارياته الاخيرة.. لكن جاءت مباراته مع فريق القادسية متواضعة بل محبطة ونتيجتها سلبية.. وإذا كان الدانة يعتقد أنه يتكئ على رصيد وافر.. ومركز مقبول فهو واهم فالدوري لا يزال طويلاً وعليه عدم التفريط في النقاط أما فريق القادسية فقدم جهداً معجوناً بالروح والعزيمة.. لكنه لا يزال يحتاج لتقنية أكثر في الجماعية والتكتيك. * وجاء سيناريو لقاء نجران والفتح متقلباً وغامضاً في الشوط الاول بعد أن تقدم نجران بهدف مبكر أربك حسابات الفتح لكنه استعاد توازنه وانهى الشوط بالتعادل (1/1) وفاجأ الفتح الجميع بانتفاضة قوية في المراحل الاخيرة وقبض على مفاصل المباراة وحسمها باضافة هدفين جميلين عززا تفوقه ومركزه السابع فيما لا يزال حال فريق نجران صعباً وعليه ايجاد حلول خارج غرفة العناية الفائقة. * استمتعنا بأداء الاهلي المتصدر بتكامله وتجانسه.. ودفع بكل أسلحته الفتاكة وخطوطه النارية المزعزعة وعاد هدافه عمر السوما وأسهم في فوز الملكي على الرائد بثلاثية أحرزها السوما جميعها.. فيما لا تزال رهانات الرائد هشة.. لأنه لا يزال يسبح عكس التيار ويُطوقه الخطر.. ولا بد من توظيف وحشد كل الجهود والطاقات لعودة رائد التحدي إلى المسار الصحيح والتخلي عن المركز (11). * استعاد الهلال توازنه.. وأطلق موجة جارفة من الآمال وألحق خسارة قاسية بفريق هجر بالاحساء (1/5) لعب نجوم الهلال بأريحية وحماس شديد وانتزع الفوز بسهولة وجدارة.. وزاد من قلق وخوف هجر من مأساة شاقة من نوع (تراجيديا إغريقية) حيث بقي في القاع نائماً في عتمات الكهوف للآن وحيداً دون فوز! شيخ أندية الاحساء يحتاج لإعادة ترميم كامل ولديه فرصة ذهبية للنجاة بعد فترة الانتقالات الشتوية وبعد بدء جولة الاياب.. وتجدر الاشارة الى أن أهداف الهلال الأربعة سجلها مدافعون وهدفا واحدا سجله الميدا (جبر خاطر) من ركلة جزاء. * سجل فريق النصر العرض والفوز الاقوى له في الدوري حتى الآن وهزم فريق الاتحاد (0/3) توجّه بأداء بالغ الشجاعة بعد أن طلق الأنواء التي طوقته.. والعواصف التي انهكته.. واستعاد هيبته وجبروته.. بمباراة قلت فيها الفرص الخطيرة للفريقين بسبب التحفظ وعدم المغامرة لكن العالمي استجمع كل قِواه في آخر ربع ساعة وسجل ثلاثة أهداف رائعة، وهذا ذكرني بمقولة مدرب المنتخب الالماني في السبعينات هيلمت شون (لا بد من تجرع الهزيمة.. من أجل الصحوة والفوز)، بالمقابل قدم لاعبو الاتحاد جهداً سخياً لكنهم تراخوا في المراحل الاخيرة وهبطوا للرابع. * كانت وجهة فريق الشباب في بداية الدوري نحو القمة.. والسفر إلى المستقبل لكن الهزائم الأربع المتوالية التي خيّمت على الليث غيّرت طريقه نحو المجهول.. وأدخلته في مزيد من التعقيدات خاصة بعد خسارته الرابعة والاخيرة على أرضه أمام فريق الفيصلي ليهبط إلى المركز التاسع ولا بد من الاشادة بهذا الفريق العصامي الذي استعاد رباطة جأشه.. وحسّن من مستواه ومركزه إلى الثامن وبات الفريق (الفخ) لكل الفرق! وأخيراً اعتقد أن المفاجآت هي على الطريق الطويلة لمرحلة الاياب عندها فليتنافس المتنافسون.. وهذه المواجهات المقبلة كفيلة بتغيير الحسابات.. وقلب الاولويات خاصة وأن المنخرطين في دوري جميل تختلف أهدافهم وقدراتهم ومصائرهم.. وإلى اللقاء.