خرج المشجع البسيط من منزله، متوشحا بعلم بلاده، قاصدا ملعب «الجوهرة المشعة»، وصل إلى ردهات التحفة المعمارية، وأفطر مع الصائمين وصلى صلاة المغرب مع جموع المصلين، ثم أخذ مكانه في المدرجات فاستمتع وأمتع المتابعين، واحتفل مع نجوم الأخضر بالفوز وصدارة المجموعة بعد أن قام بدوره على أكمل وجه، ثم عاد إلى أسرته والبهجة ترتسم على محياه.. كل ذلك حدث يوم «الثلاثاء 11 أكتوبر 2016»، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يوم أمس الأول «الأحد 30 أكتوبر» لم يخطر ببال ذلك المشجع أن يد الغدر والخيانة والخسة التي اعتادت على إراقة الدماء المحرمة وإزهاق الأرواح المعصومة قد وضعته تحت مجهرها، وأصبح هدفا لها، حتى جاء البيان.. ذلك البيان الذي كشفت من خلاله وزارة الداخلية عن احباط محاولة تفجير استهدفت ستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة أثناء مباراة المنتخب السعودي وشقيقه الإماراتي ضمن تصفيات الدور الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم التي حضرها 60102 متفرج. وأشارت الداخلية في بيانها إلى أن التهديد تم التخطيط له باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في المواقف التابعة للملعب، وفي هذا الجانب قال اللواء بسام عطية من وزارة الداخلية «إن مساحة التخريب والدمار التي كان يستهدفها الإرهابيون في ملعب «الجوهرة» تصل نحو 800 ألف متر مربع، بعدما حاولوا استخدام 400 كيلو جرام من المتفجرات لتشريك سيارة متوسطة الحجم للإضرار بالمنشأة الرياضية. ولأن بلاد الحرمين الشريفين حباها الله وحفظها بحفظه، تعتبر رائدة في مكافحة الإرهاب، فقد تعاملت قواتنا الأمنية وبتوجيهات حكومتنا الرشيدة مع الموقف بيقظة وحنكة وحذر دون أن يشعر به أحد، ونجحت بفضل من الله في وأد الجريمة البشعة التي تستهدف أمن واستقرار هذا البلد الطاهر الذي تفده كل عام أفئدة أكثر من خمسة ملايين مسلم ما بين حاج ومعتمر وزائر. وقد استنكر الشعب السعودي بأسره والرياضي على وجه الخصوص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المخطط الإرهابي الآثم الذي استهدف ملعب «الجوهرة» وأكدوا أن مثل هذه العمليات الإجرامية لن تزيدهم إلا قوة وتماسكا، مشيدين في الوقت ذاته بالضربات الاستباقية التي تقوم بها القوات الأمنية لدحر الإرهاب الغاشم، وكفاءة رجل الأمن السعودي الذي لا يألوا جهدا في سبيل حماية مقدرات هذا الوطن المعطاء وتوفير سبل الراحة لمواطنيه. وأصدر قطبا جدة الاتحاد والأهلي اللذان يخوضان مبارياتهما المحلية والخارجية على ملعب «الجوهرة» بيانين قدما من خلالهما خالص الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده وإلى رجال الأمن البواسل بمناسبة احباط العملية الإرهابية الغادرة التي كان أتباع الفئة الضالة يعتزمون القيام بها.