ما زالت الاختناقات المرورية ورداءة تعبيد بعض الطرق تشكل هاجسا لسالكي هذه الطرق لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية ومرضية، حل المشكلة لا يقف عند حد معين سواء بانتشار الدوريات واستبدال التقاطعات بالدورانات أو اللافتات الإرشادية أو تواجد رجل المرور لتنظيم الحركة، إنما الحل يجب أن يأخذ أبعادا أخرى أكثر ايجابية وموضوعية تراعي الواقع الذي نعيشه والموارد المتوفرة حاليا والتي تلبي متطلبات المستقبل وما يجب أن تكون عليه المدن والمحافظات في المرحلة المقبلة، إذ يجب النظر إلى هذه المشكلة ومناقشة سبل حلولها في إطار عام من الموضوعية والجدية ويراعى فيها كافة الجوانب والمظاهر والسلوكيات التي ترتبط بها ارتباطا وثيقا. كل يوم ونحن نعاني من مشكلة الاختناقات المرورية وتكدس السيارات في الطرقات الرئيسية في المملكة التي تعتبر شريانا للحركة، فالاختناقات المرورية والزحام الكبير الذي تشهده هذه الطرقات الرئيسية والفرعية ليل نهار دليل يثبت لنا أن لدينا عشوائية في تنفيذ مشاريع التوسعة والانشاءات من قبل تلك الجهات المعنية التي تفتقد للجودة، ورغم التطلعات الكبيرة التي يأملها المواطنون في إيجاد حلول جذرية وواضحة للخلاص من تكدس السيارات أمام الإشارات والأنفاق والكباري إلا أن الحلول وقتية ولا تقضي على المشكلة؟! لا أُحمل جهة بعينها سوء إدارة الاختناقات المرورية، إنما أغلب الجهات المسئولة تتشارك في تحمل المسؤولية وعليها إيجاد حلول سريعة لتلك المشكلة التي أضحت تؤرقنا صباح مساء في طرقاتنا وأنفاقنا وفي مختلف الشوارع الرئيسة والفرعية في أنحاء المملكة؟!. الاختناقات المرورية والتحويلات والحفر والمطبات والترقيات هي سمة رئيسية، لا أعتقد أن المسؤولين في الجهات المعنية عن الطرق يمرون بنفس الشوارع التي نمر بها يوميا إلا إذا كانوا يستخدمون نظارات شمسية في الصباح والمساء، الذي يظهر لي أن لهم طرقات خاصة أو تفتح لهم الإشارات والأنفاق أو أنهم لا يغادرون مكاتبهم أبدا وخاصة في أوقات الذروة، بدأ العام الدراسي منذ أسبوعين وزادت الاختناقات والحوادث المرورية فما هي الجهات المعنية في فك الاختناقات المرورية؟! ولعلي أنقل معاناة مرتادي مطار الملك فهد الدولي من سوء الطريق الذي يربط بين الدمام والمطار، فالذاهب إلى المطار لأول مرة لا يصدق أنه ذاهب إلى مطار دولي أو أنه يسلك طريقا إلى ثالث مطارات المملكة من حيث الأهمية وكثافة الحركة الملاحية الجوية، وربما شك وهو في منتصف الطريق أنه يسير إلى مطار دولي، فالعابر إليه يشعر أنه مسافر إلى هجرة نائية مهملة، فالطريق سفلتته رديئة وحافل بالتشققات ويعاني من زحف الرمال التي تعرقل حركة السير وتشكل خطورة على حياة العابرين من وإلى المطار، وقد حصد هذا الطريق العديد من المصابين والأرواح رحمة الله عليهم، وفي الواقع ليس طريق المطار وحده فهناك طريق أبو حدرية وطريق الجبيل وطريق الخفجي وطريق الرياض السريع وطريق الأحساء كلها بنفس الأمر والخطورة على حياة سالكي تلك الطرق؟! ان ما يحصل في شوارعنا من عبث وفوضى وعشوائية ومسابقة بين السائقين عند الدوارات يجب على الجهات المعنية أن تعالجه وأن تؤدي عملها بكفاءة عالية لفك الاختناقات المرورية وتجويد سفلتة الطرق وتحسين الانارة، فالملاحظ أن كاميرات ساهر مثبتة بتقنيات عالية ومتابعة يومية لصيانتها وأرجو أن يكون لدى الجهات المعنية اهتمام بطرقنا كاهتمامهم بساهر؟! الطرق الرئيسية المستخدمة تعاني من ضيقها واحتياجها للصيانة المتكررة وانعدام التنسيق بين الجهات ذات العلاقة عند الحاجة لإغلاق الطرق للصيانة أو للتمديدات الكهربائية أو لتمديدات المياه والصرف الصحي، لذا على الجهات المختصة من وزارة النقل والمرور وأمانات المدن المبادرة من الآن بإعداد الدراسات الجدية اللازمة من اجل الخروج من هذه المشكلة بحلول جذرية، تراعي أفق وتطلعات المستقبل دون البحث في الحلول المسكنة التي سرعان ما تتبدد مع الوقت دون فائدة مرجوة منها، ثم يستعصى الحل مع تعاظم المشكلة في المستقبل؟!.