أغلق نفق الثقبة وغرقت الخبر وما حولها في الزحمة منذ أسبوع وازدادت الحوادث في طرقات الشرقية، مرت سنوات ونحن نعاني من مشكلة الاختناقات المرورية وتكدس السيارات في الطرقات الرئيسية في الشرقية والمرور غائب وخاصة الطرق التي تعتبر شريانا للحركة المرورية (طريق الملك فهد بالدمام والمؤدي إلى المطار، وطريق الملك عبدالله في الخبر، طريق الخبر - الدمام السريع، طريق القشلة، طريق أبو حدرية السريع، طريق الدمامالجبيل). مازالت الاختناقات المرورية تشكل هاجسا لدى المواطن والمقيم لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية، وعلى الرغم من الدور الذي تضطلع به الدوريات ومهمتها في فض الاشتباك الدائر والزحام في الشوارع خاصة في فترتي الصباح والظهيرة، ولأن حل المشكلة لا يقف عند حد معين سواء بانتشار الدوريات واستبدال التقاطعات بالدوارات أو اللافتات الإرشادية، فان الحل يجب أن يأخذ أبعادا أخرى أكثر ايجابية وموضوعية تراعي الواقع الذي نعيشه والموارد المتوفرة حاليا والتي تلبي متطلبات المستقبل وما يجب أن تكون عليه المدن والمحافظات في المرحلة المقبلة، فلا يجوز أن نلقي باللوم على المرور والدوريات ونحملها المسؤولية كاملة عن هذه الاختناقات، وما تؤول إليه من حوادث مرورية أو سلوكيات غير حضارية، تاركين وراءنا أسبابا وعوامل أخرى جديرة بالاهتمام ، إذ يجب النظر إلى هذه المشكلة ومناقشة سبل حلولها في إطار عام من الموضوعية ويراعي فيها كافة الجوانب والمظاهر والسلوكيات التي ترتبط بها ارتباطا وثيقا. فإذا تطرقنا إلى جانب واحد من هذه الجوانب ألا وهو الطرق المستخدمة وسوء تعبيدها وضيقها واحتياجها للصيانة المتكررة وانعدام التنسيق بين الجهات ذات العلاقة عند الحاجة لاغلاق الطرق للصيانة أو للتمديدات الكهربائية أو لتمديدات المياه والصرف الصحي بالطرق الرئيسية، لذلك علينا المبادرة من الآن بإعداد الدراسات الجدية اللازمة من أجل الخروج من هذه المشكلة بحلول جذرية تراعي أفق وتطلعات المستقبل دون البحث في الحلول المسكنة التي سرعان ما تتبدد مع الوقت دون فائدة مرجوة منها ثم يستعصى الحل مع تعاظم المشكلة في المستقبل! المرور يتحمل جزءا من المسؤولية في الاختناقات المرورية والتحويلات والحفر والمطبات فلديه إدارة هندسية وإدارة للسلامة المرورية كان يجب عليها القيام بعملها ورفضها لعبث المقاولين في الطرقات، ولكن مرورنا العزيز في اجازة طوال الوقت ولم يواكب التطور الحاصل في عمل وزارة الداخلية فقد لاحظت أكثر من دورية للمرور تقف بجانب الإشارات المرورية وخاصة تلك القريبة من الأنفاق أو المجمعات التجارية ولا تقوم بواجبها في فك الاختناقات المرورية، «يعني رجل المرور يتفرج على الزحمة ولا يوجد حلولا لها إما بفتح الإشارة الضوئية يدوياً أو بالدوريات الراجلة أو على الأقل يبلغ عمليات المرور للعمل على فكك الاختناقات؟؟؟» الاختناقات المرورية والزحام الكبير الذي تشهده هذه الطرقات الرئيسية والفرعية ليل نهار دليل يثبت لنا أن لدينا عشوائية في تنفيذ مشاريع التوسعة من قبل تلك الجهات المعنية التي تفتقد للجودة، ورغم التطلعات الكبيرة التي كان يأملها المواطنون في إيجاد حلول جذرية وواضحة للخلاص من تكدس السيارات أمام الإشارات والأنفاق والكباري تستمر الجهات المسئولة في إيجاد حلول مؤقتة لهذه المشاكل، ما زاد حنق الناس على أمانة الشرقية والمرور وإدارة الطرق لعجزهم عن إيجاد حلول بأسرع وقت لكي ينعم المواطن والمقيم بالراحة التامة في ارتيادهم لمختلف الشوارع الرئيسة والفرعية بالمنطقة الشرقية ومحافظاتها؟ *كاتب