نتيجة للنمو السكاني المطرد بالمملكة، ارتفعت معه وتيرة أعداد المركبات بشكل مهول في الأعوام الماضية، وهذا تسبب في اختناقات مرورية بالشوارع التي فاقت طاقتها الاستيعابية، لتزداد الأزمة المرورية اتساعا مع تضييق الخناق اليومي على الطرق. وتتفاقم هذه الأزمة يوما بعد آخر، وبخاصة في المدن الكبرى ومن ضمنها المنطقة الشرقية التي تعاني من أزمة مرورية خانقة، وسط تسارع وتيرة المشاريع التنموية التي «سكبت الزيت على النار» على الطرق المزدحمة أصلا. وتطرح صحيفة «اليوم» ضمن ملفها الشهري الثامن تحت عنوان «المرور يخنق الشرقية»، أبرز الحلول أمام الجهات المعنية لتدارك هذه الأزمة المرورية التي باتت ظاهرة تشكل هاجسا مقلقا للكثيرين، خاصة ممن يجدونها هماً يومياً يقف عائقا أمام بلوغهم غاياتهم في الأوقات المحددة لها. ويشارك في الملف الشهري، مختصون في السلامة المرورية وأكاديميون ومهندسون عبر تقارير وتحقيقات وحوارات ودراسات، وكذلك استطلاعات آراء السائقين، ليسهموا في تحديد المشكلة الرئيسية المسؤولة عن ظاهرة الزحام بالمنطقة الشرقية، وطرح الحلول العاجلة للاختناقات وسط تزايد أعداد المركبات أضعافاً مضاعفة عن طاقة الطرق في المدن، وكذلك عدم تدارك هذه المشكلة بإستراتيجيات عاجلة. وأشار ضيوف الملف الشهري، إلى ضعف مشاريع الطرق بالمنطقة وتأخرها وتعثرها، وأنها من أسباب استمرار المعاناة لبعض المحاور الرئيسية في المدن، التي لجأت إلى الأنفاق والجسور لحل الاختناقات المرورية. كما يتناول ملف الشهر، السلامة المرورية والمعوقات والحلول التي تساعد على فك الاختناقات المرورية والحلول العملية وثقافة السائق ومدى التزامه بالأنظمة والقيادة السليمة، والتشديد على أهمية مراقبة قائدي المركبات غير المؤهلين بشكل كبير للقيادة ونوعية المركبات المستخدمة في الطرقات. وقال مختصون: إن ارتفاع معدلات المركبات بالمنطقة الشرقية، فاق طاقة الطرق الرئيسية نتيجة الزيادة السكانية، وإن وزارة النقل وأمانة المنطقة الشرقية مطالبتان بدور كبير في إجراء دراسات مستفيضة للطرق وفك الاختناقات المرورية بالاتجاه إلى اعتماد إستراتيجيات وخطط طويلة الأمد وإيجاد حلول جذرية لمشكلة الاختناقات المرورية والاعتماد في التمدد العمراني السكاني على الشكل الأفقي والتقليل من البناء الرأسي وتوظيفها في مشروع تطوير مخطط النقل الشامل بتنفيذ نظام النقل الذكي. وشددوا خلال ندوة عقدتها صحيفة «اليوم» ضمن ملفها الشهري الثامن «المرور يخنق الشرقية» على أهمية دور الإعلام المروري في غرس التوعية المجتمعية ونشر ثقافة السلامة على نطاق واسع، وأن تعمل وزارتا الداخلية والتعليم على تضمين المناهج لمقررات عن الأمن والسلامة بالذات، كون الوعي المروري أصبح جزءا هاما من حياة الفرد الذي نطالبه دائما بالالتزام والانضباط والوعي. وبينوا أن تجارب أرامكو في السلامة المرورية ناجحة ورائدة، ولكن يصعب تطبيقها في جميع المدن والمحافظات، لاختلاف البيئة، فالسلوكيات يمكن تغييرها من خلال تعزيز الثقافة المرورية حتى اكتمال الحلول التي تضعها الجهات ذات الاختصاص، ولكن طاقة الطرق لا يمكن تغييرها، وتفوق أعداد المركبات أضعافا مضاعفة، طاقة الطرق في المدن، ويمكن الاستفادة منها في تغيير السلوكيات والتي عادة ما تبدأ من الاسرة والمدارس، إضافة إلى وسائل الاعلام المختلفة. قلة الوعي بدوره، قال المهندس حسن بن عبدالله الشهري- أمين مجلس قسم تقنية المحركات والمركبات، عضو هيئة التدريب بالكلية التقنية-: إن السلامة المرورية هي حلقة مرتبطة بعدة وزارات وجهات، إضافة إلى المواطن ومدى وعيه، مشيراً إلى أن هناك حلولا تبذل، ولكن قلة الوعي لدى المواطنين تفاقم من المشكلة. وعلى سبيل المثال؛ ساعات الذروة وعدم مراعاة المواطنين لتجاوزها واختيار الطرق المناسبة التي تحد من الازدحام المروري من أسباب الاختناقات المرورية، والوزارات تبذل الجهود، ووزارة النقل تبذل الحلول في الجسور والطرق والمرور، بتطبيق نظام ساهر وبعض الأنظمة التي تحد من الازدحام، ولكن الوعي والثقافة هما ما ينقصان المواطن والمقيم. وأضاف الشهري: إن المركبة عنصر من عناصر السلامة المرورية، وكثير من المركبات متهالكة وغير صالحة للقيادة والفحص الدوري هو المقياس لكفاءة المركبة، مشيراً إلى أن هناك دولا لا تطبق الفحص الدوري مثل أمريكا، وتعتمد على ثقافة قائد المركبة بمجرد ما يشعر أن المركبة تحتاج إلى صيانة، لا يتأخر في ذلك، والفحص في المملكة يمكن التحايل عليه بأبسط الطرق، من خلال الورش المجاورة للفحص، وتكون المركبة مؤهلة على الورق فقط، ولكنها غير صالحة للقيادة في الطرقات. وأضاف الشهري: إن ظاهرة «سائق تحت التدريب» التي انتشرت مؤخراً في أغلب شوارع المملكة، يفترض عدم وجودها لتسبّب قائديها في الحوادث، وتشديد الاختبارات والتدريب ومواكبة السرعات المحددة للطرق، وأن يكون هناك حد أدنى لا يمكن القيادة تحته، خصوصاً في الطرق السريعة، مطالباً بوجود أنظمة صارمة وثقافة وتوعية لقائدي المركبات. ولفت الشهري، إلى أن نظام ساهر يجب تطبيقه في داخل أحياء الشرقية وتوعية الشباب بالحفاظ على الممتلكات العامة حتى لا يتعرض للتلف من بعض ضعاف النفوس، وتقديم حوافز للملتزمين من قائدي المركبات لتكون السلامة المرورية هدفا للجميع، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين على أرض المملكة. السلامة المرورية إلى ذلك، قال صالح محمد سرحان- المدرب في التنمية البشرية-: إن البلديات وإدارات المرور ووزارة المواصلات والهلال الأحمر وجهات أخرى، تتحمل عبء السلامة المرورية والتي تتطلب تكاتف الجميع بتوفير وسائل نقل، وعدم الاعتماد على السيارات الخاصة، وكافة طبقات المجتمع تقود مركبات في الطرق مما يتسبب في كثافة مرورية عالية في الطرق مما يؤثر على السلامة المرورية بشكل كبير، مشيراً إلى أن تجربة الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، من التجارب الناجحة في السلامة المرورية، وتعتمد على الثقافة، وأنها مناطق عمل، وفيها الالتزام الكبير، إضافة إلى وجود إشارات ذكية تساعد على الحركة المرورية بشكل آلي، إضافة إلى توفر المواصلات الحديثة فيها. وأضاف سرحان: إنه مع الكثافة المرورية، أصبح وصول سيارات الهلال الأحمر لمواقع الحوادث صعبا جداً، خاصة وأن بعض السائقين يتعمّد إعاقة سيارات الهلال الأحمر أو اللحاق بها، وتكمن الاشكالية في سرعة إنقاذ المصاب من 4-6دقائق، وتحدث بعدها وفاة للدماغ. ونجد هنا أهمية كبرى في إلمام السائقين بمبادئ الإسعافات الأولية للسائقين ولرجال المرور، مشيراً إلى أن شرطة مكةالمكرمة بدأت في تدريب الأفراد في الإسعافات الأولية، وهم مدركون أهمية أن يكون لرجل الأمن دورات وإلمام بالإسعافات الاولية، كونه الأول في مباشرة الحادث، إضافة إلى استهداف المواطنين بتلقّي الدورات، مطالباً أن يكون قائدو المركبات الجدد حاصلين على دورة في الإسعافات الأولية والإنعاش الرئوي، والتي تُعد بسيطة، والتدريب فيها متاح حتى لصغار السن، ولا يحتاج أن يكون لديه خبرة طبية، لافتاً إلى أن وفاة 20شخصا يومياً في المملكة بسبب الحوادث و35شخصا يدخلون عالم الاعاقة، إضافة إلى أن استخدام الجوال والانشغال به أثناء القيادة سبب إضافي من أسباب الحوادث المرورية. مسكنات المشاريع وأشار سرحان إلى أن بعض المشاريع يُفترض أن تحل المشكلة، ولكن بعض الحلول فاقمت من المشكلة، خصوصاً أسفل الجسور، ويجب أن تتوافق المشاريع مع الكثافة المرورية، مع عمل حلول جذرية بحيث لا تكون مسكنات تؤجل المشاكل فقط، مطالباً بالتوعية في المناهج الدراسية والنشاط المدرسي والبدء من الجيل الصغير بتثقيفه وتوعيته ليكون جيلا واعيا بالسلامة المرورية، ومخاطبتهم بوسائل التواصل التي يرتادونها من مواقع تواصل اجتماعي وخلافه، إضافة إلى شراكة حقيقية بين رجال المرور والمدارس في التوعية. وطالب سرحان، بتطبيق نظام «ساهر» في كافة المدن، خصوصاً داخل الاحياء وبالقرب من المدارس، في ظل غياب رجل المرور في الاحياء، مشدداً على مبدأ الحوافز لقائدي المركبات بإعفائهم من رسوم معينة جراء التزامهم وعدم ارتكابهم للمخالفات لمدد معينة، وألا يقتصر دور ساهر فقط على المخالفات وفرض الغرامات، إضافة إلى أن يكون شاملا لكافة المخالفات المرورية، ولا يكون للسرعة وقطع الاشارة فقط، لدوره الحيوي في الحد من الكثير من الحوادث والاختناقات المرورية، إضافة إلى فرض قيود مشددة على العمالة بخصوص حيازة رخص قيادة وحصرها على مهن معينة فقط. وقال الأحمدي- مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية بوزارة التعليم-: إن تجارب أرامكو في السلامة المرورية ناجحة ورائدة، ولكن يصعب تطبيقها في كافة المدن والمحافظات، لاختلاف البيئة، فالسلوكيات يمكن تغييرها، ولكن طاقة الطرق لا يمكن التغيير فيها، وتظل أعداد المركبات أضعافا مضاعفة عن طاقة الطرق في المدن، ويمكن الاستفادة من التجارب الناجحة في تغيير السلوكيات والتي عادة ما تبدأ من الاسرة والمدارس، إضافة إلى وسائل الاعلام المختلفة لخلق جيل واع بالسلامة المرورية والتي تُعد مطلبا للجميع. جودة الطرق وأضاف الأحمدي أن أعداد المركبات المتواجدة تفوق طاقة الطرق، وهي واضحة بشكل كبير مما يؤثر على مستوى جودة الطرق في المملكة، ولكن يجب إيجاد الحلول العملية لحل مثل هذه الاشكاليات، والامانات في المدن والمحافظات مسئولة عما يحدث لسوء التخطيط والتهاون في تطبيق الانظمة واللوائح المنظمة لذلك. وعلى سبيل المثال: في الشوارع التجارية لا يوجد ارتداد كاف لخدمة تلك المحلات كمواقف، مما يتسبب في اختناقات مرورية، ووجود صف ثان من المركبات، والوقوف الخاطئ، إضافة إلى قائد المركبة المواطن فهو أناني بطبعة في الطريق ولا يسمح لغيره بممارسة حقه في الطريق. ولفت الأحمدي النظر إلى أن ضعف مشاريع الطرق وتأخرها، من أسباب استمرار المعاناة لبعض المحاور الرئيسية في المدن والتي لا يمكن حل الاختناقات المرورية فيها، إلا بالأنفاق والجسور، مدافعاً عن إدارات المرور في الاختناقات المرورية، كونها جهة تنظيمية ولا تتحمل أخطاء الامانات، مشدداً على أن المرور بإمكانه أن يساهم بشكل أكبر في وضع تنظيمات يُتحكم فيها من إدارات المرور بوضع كاميرات المراقبة في المواقع الحساسة والمزدحمة وتشغيلها آلياً من إدارة المرور لتطبيقها في العديد من الدول المتقدمة. وطالب الأحمدي، من الأمانات أن تدرس إقامة مدن سكنية خارج المدن الرئيسية مكتملة الخدمات، لتخفيف الضغط على المدينة مع عوامل جذب للمواطنين، إضافة إلى وجود وسائل نقل حديثة تخدم المدن الحديثة المجاورة وتربط المدن والمحافظات ببعضها، وفي حال اكتملت هذه الطرق والمشاريع يتم التخفيف عن المدن الرئيسية، ومن خلال المواصلات والتحول في البناء من البناء الرأسي في المباني متعددة الأدوار إلى البناء الافقي، مشيراً إلى أن الأمانات لجأت للتصريح لتلك المباني في ظل غلاء الاراضي وشحها، وأصبحت الأحياء غابة من السيارات لا يمكن التحرك فيها بسهولة، إضافة إلى أنها تُعيق آليات الدفاع المدني في حال حدوث حريق وخلافه، لافتاً إلى أن مجلس التنمية والاقتصاد الذي يرأسه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عضو مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، سيجد الحلول لمشكلة غلاء الاراضي والتوجه نحو البناء الافقي. وبيّن الأحمدي، أن تجربة النقل المدرسي بدأت بالقرى، واوجدت بعض الحلول لبعض الاشكاليات، وتم تنفيذها في القرى والمحافظات الصغيرة، وخطة الوزارة تشمل جميع الطلاب والطالبات في نظام حافل، وهو ضمن مشروع تطوير التعليم والذي سيساهم بشكل كبير في فك الاختناقات المرورية بنسبة تصل إلى40%، إضافة إلى اكتمال وسائل النقل والقطارات، ستحد بشكل كبير من الاختناقات المرورية، مشيراً إلى أن المنهج المدرسي والنشاط الطلابي تم تعزيزهما بالتوعية بالسلامة المرورية من خلال ورش عمل في المناطق التعليمية والالتقاء بالطلاب والطالبات في يوم كامل مع قيادات من الوزارة والجامعات لأخذ آرائهم ومقترحاتهم عن السلامة المرورية، والتي يُعمل عليها بشكل كبير حالياً لإعطاء مقترحات من الطلاب والطالبات، تساهم في زيادة الوعي بالسلامة المرورية، إضافة إلى أن مجلس منطقة مكةالمكرمة لديه لجنة التنمية التعليمية، حيث وضعت السلامة المرورية من ضمن المحاور المهمة ما بين المدارس وإدارات المرور ويتم الاهتمام فيها بالسلامة المرورية بشكل كبير. الفحص الدوري وشدّد الأحمدي، على أنه يجب التشديد على تطبيق الغرامات على المتساهلين في الفحص الدوري للمركبات، وألا يقتصر الفحص عند تجديد رخص القيادة وربطة بنظام المرور وتغريم المخالف عن السنوات التي لا يتم فيها فحص المركبة، إضافة إلى تطبيق الغرامات على سير المركبات الملوثة للبيئة والتالفة وحجزها فوراً، مطالباً بتطبيق نظام «ساهر» في الاحياء وبالقرب من المدارس لسلامة الافراد والاطفال من حوادث الدهس وعدم ممارسة سرعات جنونية وسط الاحياء والتقيد بالتزام السرعة المحددة ومضاعفة الغرامات في هذا الشأن، وسيكون حلاً لجميع المخالفات والامور الجنائية، مشيداً بوزارة الداخلية في مجال الحكومة الالكترونية وتفعيل التقنية الحديثة في أدواتها وتعاملاتها. من جهته. قال المهندس عبدالله بوقري- من الكلية التقنية-: إن موضوع السلامة المرورية موضوع كبير ومتشعب ومرتبط بعدة جهات، مطالباً بتكاتف المجتمع والجهات الحكومية المعنية للمساعدة في حل الكثير من المشاكل والاختناقات المرورية، لافتاً إلى أن تثقيف المواطنين باستخدام سيارة واحدة للأسرة بدلاً من عدة سيارات للعائلة الواحدة، سيساهم بشكل كبير في فك الاختناقات المرورية، والتي تساعد على سلاسة الحركة المرورية وتوفير الوقود المستهلك في حركة المركبات. وأضاف البوقري، إن مشاريع البنى التحتية في أغلب مدن ومحافظات المملكة ستسهم نوعا ما في تخفيف الاختناقات المرورية، إضافة إلى دخول القطارات ووسائل النقل العام الحديثة، سيكون لها دور كبير في ذلك. اختبارات مشددة وشدد البوقري، على وضع قيود صارمة على منح رخص القيادة خصوصاً للعمالة، وتطبيق الاختبارات المشددة ميدانياً في الطرق للحد من تسببهم في الحوادث المرورية، إضافة إلى متابعة المرور للورش المجاورة للفحص الدوري والتي يكون لها دور كبير في التحايل على اجتياز الفحص بطرق غير سليمة بتطبيق الغرامات على المخالفين، وترحيل المتلاعبين من أصحاب الورش المتلاعبة في حياة وارواح المواطنين. وطالب البوقري، بتأهيل رجال المرور في التعامل مع المركبات المتهالكة، حتى لو اجتازت الفحص الدوري، ومساعدة الآخرين بالتعامل مع الأعطال الطارئة، وأن يكون لدى رجل المرور مبادئ بسيطة في المركبات وعلومها الميكانيكية البسيطة. من جهته، أكد أحمد أبوحسان- المدرب والمستشار الإعلامي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني-، على أهمية دور الإعلام المروري في غرس التوعية المجتمعية ونشر ثقافة السلامة على نطاق واسع. وطالب الجهات الأمنية، العمل مع وزارة التعليم لتضمين المناهج مقررات عن الأمن والسلامة، وبالذات عن الوعي المروري الذي أصبح جزءا هاما من حياة الفرد الذي نطالبه دائما بالالتزام والانضباط والوعي. وطالب أبو حسان، بضرورة رفع مستوى الثقة بين المواطن والمرور بالنظر إلى الأدوات التي يستخدمها المرور لضبط الوعي، مستشهداً بالآلية العقيمة التي ينتهجها نظام «ساهر» الذي أصبح منتهزا لعملية الضبط، متواجداً كما نرى خلف براميل النفايات والأشجار في مشهد غريب متكرر، لا يمكن أن نشاهده في دول أخرى. ولم يغفل أبو حسان، أهمية «ساهر» في أماكن أصبح من الضروري الانتباه لها مستغرباً عدم زرع كاميرات «ساهر» عند المدارس، وفي أماكن التفحيط الذي أصبح محطة مؤلمة لقتل الشباب وتدمير الممتلكات. وفيما يخص رسائل التوعية المرورية، أكد على أهمية اتخاذ عقوبات مشددة على استخدام الجوال في السيارة من خلال التوعية الدائمة ونشر رسائل توعوية مستمرة عن خطورة بعض المخالفات، مطالباً بالتكاتف المجتمعي والعمل على تطبيق النظام داخل المملكة تماما كما نطبقه في الدول الأخرى. حقوق الطريق فيما أشار الناشط الاجتماعي، علي بن سالم الغامدي، إلى ضرورة تبنّي مشروع وطني في توعية المجتمع بالحقوق والواجبات تجاه الطريق والغير، لتجنب الكثير من الاختناقات المرورية التي شكلت عائقا كبيرا في تعطيل عجلة التنمية لساعات مهدرة في اليوم في الحركة المرورية، مطالباً رجال المرور بتطبيق أشد العقوبات على المخالفين، وعدم التساهل خصوصاً في المخالفات التي لا يرصدها نظام «ساهر» كالوقوف الخاطئ وعكس الاتجاه وغيرها من المخالفات. وأضاف الغامدي، إن المملكة بشكل عام مقبلة على نهضة في شتى المجالات ويجب أن تتواكب السلامة المرورية مع تلك النهضة التي تشهدها المملكة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- والذي يبذل الكثير من أجل راحة ورفاهية المواطن. وطالب الغامدي، بتسريع وتيرة العمل في المشاريع في كافة مناطق ومحافظات المملكة، والنقل المدرسي الذي يُعد حلا من الحلول الجذرية لفك الاختناقات المرورية، لافتاً إلى إدخال نظام «ساهر» في الاحياء بالقرب من المدارس والاحياء المكتظة بالسكان. وأشار الغامدي، إلى وجود توعية وتثقيف دائمين من كافة الجهات المعنية بالسلامة المرورية، والاستفادة من التجارب الرائدة سواء داخل المملكة من أرامكو وغيرها من الجهات ومن خارج المملكة، لافتاً إلى أن أغلب المواطنين الذين يسافرون للخارج يكونون ملتزمين بأنظمة المرور في البلدان التي يزورونها، بعكس التزامهم داخل الوطن، وهذا يؤكد قلة الوعي لدى الكثير منهم في المحافظة على النظام والالتزام باللوائح والقوانين. توصيات الندوة تطوير وتعجيل وسائل النقل العام الحديثة. الابتعاد عن الحلول الوقتية والاتجاه نحو الحلول الجذرية لفك الاختناقات. توفير النقل المدرسي لجميع المراحل التعليمية. تنمية القرى والمحافظات خارج المدن الرئيسية لوقف النزوح للمدن الرئيسية. التوعية الدائمة المناسبة لجميع الأعمار. تطبيق الإشارات الإلكترونية والمؤقتة. تغيير حد السرعة حسب أوقات الذروة وتكون مرنة وإلكترونية. التخفيف من استخدام عدة سيارات في المنزل الواحد. عدم امتلاك العمالة للسيارات إلا في مهن معينة. التشديد على الاشتراطات في المركبات وتحديد عمر أدنى للمركبة. تكثيف الحملات الأمنية على المخالفين. تكثيف نظام «ساهر» لمراقبة كل المخالفات المرورية وليس السرعة أو قطع الإشارة فقط. تغيير معايير أنظمة البلديات في مواقف السيارات ووضع ارتدادات للمحال التجارية. تنفيذ سريع للأنفاق والجسور ومشاريع البنى التحتية. رفع الرسوم على المواقف والشوارع المكتظة لتوجيه المواطنين والمقيمين لوسائل النقل الأخرى. تخصيص مواقع لسيارات الأجرة وعدم التجوال في المدن وتفعيل الاتصال بهم. ضيوف الندوة خلال حديث مع الزميل عبدالعزيز العمري ضيوف الندوة طالبوا بتسريع وتيرة العمل في مشاريع الشرقية يحث المختصون والمهندسون والأكاديميون ضيوف ندوة «اليوم»، على طرح حلول إستراتيجية عاجلة لفك الاختناقات