على الرغم من الاهمية الكبيرة لمشروعات الانفاق والجسور في مدينة جدة، الا ان المشكلة المرورية لم تحل جذريا، وانما انتقل الزحام الى مناطق اخرى وهو ما يستدعي ضرورة تسريع الجهود من اجل التوسع في النقل العام بمختلف صوره واشكاله، ويرى البعض وجود تأخير ملموس في معالجة المشكلة المرورية بدعوى اجراء المزيد من الدراسات والبحوث على مدار سنوات طويلة، فيما يشير البعض الاخر الى ان غالبية الحلول المطروحة لا تعدو ان تكون مسكنات وان التخطيط المرورى ينبغي ان يكون لعشرات السنين المقبلة وليس آنيا لسنوات قليلة. رمضان كشف المعاناة يقول محمد الغامدي وعلى الزهرانى: على الرغم من اهمية مشروعات الجسور والانفاق التي شهدتها مدينة جدة والتي سهلت الحركة المرورية في بعض الشوارع بصورة ملموسة، الا انه مع ضغط الحركة وخاصة في الفترة المسائية في رمضان، ترحلت المشكلة الى اماكن اخرى ربما نتيجة عدم التخطيط الجديد ومراعاة سعة الشوارع ومعدلات السيارات، وقال: ادى مشروع جسر فلسطين مع السبعين الى سيولة في الحركة لكنه في الوقت نفسه فاقم من مشكلة الزحام عند شارع الاربعين والمتجه الى الستين عند فندق ماريوت بصورة ملحوظة حتى كاد الشارع يشهد تلبكا مروريا ملحوظا اغلب الوقت. وقال على العبدالله: ان تقاطع نفق الستين مع شارع ولي العهد ادى الى نقل الحركة والزحام سريعا قرب منطقة الشرفية ومدخل البلد حتى صار المرء ينتظر في الاشارة لفترة طويلة، وقال احمد بن فاضل الوهيبي إنه كان في السابق يتحاشى المرور من طريق الاندلس لفترة الانتظار الطويلة التي يقضيها حتى يتجاوز الاشارة الحمراء في تقاطع فلسطين مع شارع الاندلس، مشيرا الى أن تحرير الحركة في هذا التقاطع ساهم في إنهاء الزحام في ذلك الطريق وتمنى الوهيبي ان يكثف رجال المرور من تواجدهم في الاماكن التي تشهد زحاما شديدا مثل المطاعم والمحال التجارية وغيرها، وراى وجود غياب شبه تام لرجل المرور يتسبب في زحام واغلاق بعض الطرق بسبب الفوضى التي يعيشها الطريق في بعض الفترات. واشاراحمد الغامدي الى ان نفق الستين مع التحلية ساهم في تحرير الحركة في هذا الموقع ولكنه نقل مشكلة التكدس الى ميدان الدراجة بصورة ملموسة، النقل العام من جهته اعتبر أستاذ هندسة النقل بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حامد بن عمر البار التعديلات وتحرير بعض شوارع وميادين محافظة جدة وانشاء الجسور حلولا مؤقتة لفك الاختناقات المرورية التي تعيشها المحافظة، وقال: ان الحلول الدائمة والجذرية هي إيجاد نقل عام متطور يتم من خلاله جذب الاهالي والسكان لاستخدامه. وأضاف البار ان توفير وسائل نقل عامة مثل المترو والقطارات والتي تتحرك وفق جدول زمني محدد وثابت سيسهم بلا شك في الحد من الاختناقات المروية وسيكون حلا جذريا لهذه المشكلة خاصة عندما تتوفر في وسائل النقل العام كل المتطلبات التي يحتاج اليها الراكب من تكييف ونظافة ودقة في المواعيد. واضاف ان عملية تحرير الطرق من التقاطعات والاشارات المرورية اسهم في ايجاد حلول مؤقتة، مشيرا الى ان كثيرا من المواطنين المستخدمين للطرق التي اجري عليها التعديل لمسوا التحسن وسرعة التنقل في تلك الطرق بدلا من التوقف لفترات طويلة امام اشارات المرور غير ان هذه التعديلات قامت بنقل زحام الحركة من منطقة لأخرى. ودعا الجهات المعنية ألا تركن الى هذه التعديلات لانها مؤقتة ومع السنين القريبة سيزداد عدد المركبات والرحلات التي تنتقل عبر هذه الطرق وبالتالي نعود لنفس المشكلة. ولفت الى ان عمليات تحرير بعض الطرق من الإشارات والتقطاعات يجب ان تكون قد اجريت وفق دراسة فعلية تم من خلالها معرفة عدد المركبات التي تلتف من تلك الاشارات والمركبات التي تسلك الطريق مباشرة، مشيرا الى ان عدد المركبات التي تقوم بالالتفاف والدوران من تلك الاشارات اقل من المركبات التي تتجه مباشرة دون التفاف وبالتالي اغلاق الاشارة والدوران من التقاطعات ايجابياته اكثر من سلبياته. وعن تصاميم بعض الجسور وما يلاحظه سائقو المركبات من تضييق فتحات الدخول والانتقال من الطريق الرئيسي للخدمات مما يتسبب في تكدس للمركبات خلف فتحة الدخول اوضح الدكتور البار ان مكان المشروع وامكانية التوسع في مسافة فتحة الدخول للخدمات تحدد اليات التنفيذ، واعرب عن اسفه الشديد لوجود فتحات يمكن التعبير عنها بعنق الزجاج حيث تسمح بمرور مركبة واحدة فقط فيما تتكدس السيارات خلف بعضها محاولة الدخول باي طريق عبر تلك الفتحة الضيقة، واوضح ان التصاميم بحاجة الى اعادة نظر متى ما توفرت المساحة في توسيع الفتحة والسماح بدخول المركبات بطريقة اسرع. مخطط شامل ومن جهته كشف المهندس حسني كلكتاوي مستشار النقل المروري بأمانة محافظة جدة ان ادارته وقعت عقدا قيمته 13 مليون ريال مع احد مكاتب الاستشارات العالمية لاعداد دراسة وتوصيات شاملة للنقل الشامل بجدة، موضحا ان مدة العقد عامان تبقى منها عام ونحصل على الدراسة التي ستحدد اماكن المشاة والمواقف الخاصة بالمركبات، وتحدث المهندس الكلكتاوي عن الخطوات التي تم اتخاذها في تحرير عدد من التقاطات وقال انها من الحلول العاجلة التي يمكن القيام بها لحل المشكلة والتي ستؤدي الغرض لفترة زمنية يجب خلالها العمل على تنفيذ الحل الجذري من خلال وسائل النقل العام، وقال ان الحل الموقت سيؤدي غرضه ولكن مع مرور الوقت لن يفيد وبالتالي علينا البدء في تنظيم النقل العام والحركة المرورية، وهذا ما نعمل في امانة جدة على دراسته واعداده قريبا.