ما زالت مشكلة الاختناقات المرورية تشكل عائقا وهاجسا كبيرا أمام المواطنين طوال اليوم، فالاختناقات المرورية والزحام الكبير الذي تشهده هذه الشوارع ليل نهار دليل جلي على أن المشاريع التي نفذت من قبل تلك الجهات المعنية لا تزال تراوح مكانها من حيث الفائدة والجودة، فهي وإن حققت رضا الجهات القائمة عليها لكنها لم تحقق رضا المواطنين إلى الآن، ورغم التطلعات الكبيرة التي كان يأملها المواطنون في إيجاد حلول جذرية وواضحة للخلاص من تكدس السيارات أمام الإشارات والأنفاق والكباري تستمر الجهات المسئولة في إيجاد حل سريع لهذه المشاكل وحلها بأسرع وقت لكي ينعم المواطن والمقيم بالراحة التامة في ارتيادهم لمختلف الشوارع الرئيسة والفرعية، «اليوم» بدورها رصدت ردة فعل المواطنين على هذه المشكلة وما يواجهونه من صعوبات أثناء قيادتهم لسياراتهم طوال اليوم فجاءت ردود الفعل كالتالي: حركة شبه متوقفة المواطن حسن عواجي أحد ساكني مدينة الخبر قال: «أصبحنا في مشكلة كبيرة من ناحية الخروج من المنزل والتوجه إلى أعمالنا أو عند الذهاب إلى اي مكان فالحركة المرورية في أكثر شوارع الخبروالدمام شبه متوقفة فعند الوقوف مثلا عند الإشارات المرورية تلاحظ أن الشارع أصبح مسرحا للصراعات في أسبقية تعدي حاجز هذه الإشارة التي أصبحت هم الكثير من المواطنين بل وتلاحظ أننا نهرب من المرور ببعض الشوارع بالرغم من أنها الأقرب لمنازلنا للزحام المروري الهائل عندها كإشارة شارع مكة تقاطع 20 والتي لم تلق الأمانة أي اهتمام لها، وقس على مثل ذلك الكثير من الإشارات والأنفاق في الدمام وخاصة في أوقات الذروة، أعتقد أن المشاريع التي تقوم بها الأمانة هي مشاريع تفتقد الكثير من الدراسات والاستراتيجيات التي كان من المفترض أنها تحل لنا هذه المشكلة التي نعانيها نحن كمواطنين كل يوم». علينا الاستفادة من الدول الأخرى في طريقة تنفيذها لمشاريع الطرق والأنفاق والجسور، لماذا عندما نذهب إلى احدى الدول الخليجية نلاحظ انسيابية تامة في سير السيارات ولماذا كل هذه الاختناقات والزحام المروري عندنا، لا أشك أبدا أن الجواب واضح ضغوط نفسية المواطن أحمد صالح أحد ساكني حاضرة الدمام تحدث هو الآخر وأبدى أسفه الشديد على الاختناقات المرورية في شوارع المنطقة وقال: «هناك آلية غير مقننة وغير نافعة في حل مشكلة الاختناقات المرورية فالكل من الجهات المعنية ترمي بالمسؤولية على الجهة الأخرى ونحن المواطنين نتحمل الضغوط والمشاكل النفسية والاجتماعية من مرورنا بهذه الشوارع التي تفتقر لأي تقدم حضاري ملموس، فعلى سبيل المثال عند الانتهاء من مشروع طريق الملك فهد كنا نأمل أن نتخلص من مشكلة الازدحام المروري ووقعنا في أسوأ منه فنفق طريق الملك فهد جاء بمسارين فقط فعندما يقع حادث بسيط ترى طابورا من السيارات خلف بعضها لعدة أميال ويزيد (الطين بلة) وصول سيارة المرور أو نجم من نفس الطريق مع الازدحام الواقع فيه، وهانحن يوميا على نفس الحال أينما نذهب إلى الدمام أو الخبر ازدحام واختناقات مرورية بالجملة. المواطن جاسم اليامي جاء بحل من وجهة نظره لهذه المشاكل والاختناقات اليومية في الشوارع فقال: «أعتقد أن من أكبر أخطاء تطوير شوارع الدماموالخبر أنها تقتصر على مد الانفاق والجسور دون مراعاة حجم النفق أو الجسر من ناحية المسارات فلماذا لم يؤخذ في الاعتبار أن تكون هناك على الأقل ثلاثة مسارات بحيث تكون الحركة المرورية سهلة وانسيابية بشكل مريح، بالإضافة الى انه لابد من إعادة النظر في تفعيل أنظمة الإشارات الالكترونية كالمستخدمة في حاضرة الجبيل وذلك لفك الاختناق المروري عند بعض الإشارات التي يصل التكدس عند بعضها إلى الإشارة التي خلفها، أجزم بأن هناك عدة حلول لظاهرة الازدحام والاختناق المروري ولكن يجب على (الأمانة) أن لا تستعجل بإنشاء وإرساء المشاريع دون دراسة واعية ومقننة لتخدم الناس بالشكل الصحيح، وأن لا تغفل جانب النظر في الأعوام القادمة من زيادة في تعداد السكان وأعداد السيارات». الاستفادة من الآخرين وشارك عبدالعزيز عاشور من جهته فقال: «علينا الاستفادة من الدول الأخرى في طريقة تنفيذها للمشاريع وخاصة مشاريع الطرق والأنفاق والجسور، لماذا عندما نذهب إلى احدى الدول الخليجية نلاحظ انسيابية تامة في سير الناس في الشوارع ولماذا كل هذه الاختناقات والزحام المروري عندنا، لا أشك أبدا أن الجواب واضح وأن عمق التخطيط والإستراتيجية المنفذة في تلك الدول هي في الواقع جاءت بجهود جبارة وحثيثة للتغلب على كل ما يعكر صفو تنقل وسير مواطنيها في الشوارع والميادين العامة لها، فعلى الأمانة العامة للمنطقة وبالتعاون مع إدارة المرور أن تضعا حلولا عاجلة وأن تضعا نصب اعينها راحة المقيم قبل المواطن لان ذلك سينعكس على بلدنا في نهاية الأمر من مدى تقدمنا وتطورنا حضاريا. من جهة أخرى وفي اتصال معه أشار المقدم علي الزهراني المتحدث الرسمي لإدارة مرور المنطقة الشرقية أن مفهوم الاختناقات المرورية هو في الأصل عدم قدرة السيارات على الحركة بشكل مطلق في أي طريق أو شارع وهذا لا يتواجد بشكل واضح ومزعج في شوارع الدماموالخبروالجبيل وباقي المناطق الأخرى لكثرة المشاريع التي نفذت والتي حدت ولو نسبيا من هذه الإشكالية، وأضاف أن موجة الزحام المنتشرة في شوارع المنطقة في الآونة الأخيرة يعد أمرا طبيعيا لمرورنا بفترة الإجازة الصيفية وكثرة زوار المنطقة من المصطافين في هذه الفترة، وأكد أنه لا يوجد هناك أية اختناقات مرورية بالشكل الذي يعيق الحركة نهائيا في الشوارع خاصة إذا كنا نعلم أن الاختناقات المرورية هي التي تصل لمدة زمنية طويلة قد تصل إلى ساعتين أو أكثر وهذا غير موجود ولله الحمد من خلال متابعتنا لسير الحركة المرورية عبر كاميرات المراقبة، ويشير الزهراني الى أن الجهود قائمة على قدم وساق في المنطقة من تطوير للخطط والإستراتيجيات على جعل الحركة تسير بشكل انسيابي وسهل في مختلف الشوارع الرئيسة والفرعية، وأوضح أن رجال المرور يقومون بواجبهم على أكمل وجه في فض الزحام المروري في بعض الشوارع وذلك من خلال الدوريات المنتشرة في مختلف الطرق بالإضافة إلى الانتشار الميداني لرجال المرور بشكل واسع في الأسواق والمحلات التجارية وأماكن الترفيه والتي دوما ما تشهد اكتظاظا كبيرا من السيارات. وأكد الزهراني في آخر حديثه أن هناك خطة عمل في شهر رمضان المبارك لهذا العام تقوم على إعدادها إدارة المرور وستكون ناجحة بإذن الله في حال تعاون المواطنين والمقيمين مع رجال المرور. مشاريع الأمانة الناجحة ساهمت في حل مشاكل الاختناقات المرورية المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية بالإنابة حسين بن علي البلوشي تحدث حول هذه المعضلة قائلا: «لقد ساهمت مشاريع تطوير التقاطعات التي تنفذها أمانة المنطقة الشرقية في حل العديد من الاختناقات المرورية التي تشهدها حاضرة الدماموالخبر مؤخرا, حيث باتت الطرق أكثر انسيابية من السابق وذلك نتاج متابعة وإشراف من قبل أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي، فقد وضعت أمانة المنطقة خطة لتطوير 25 تقاطعا في كل من حاضرتي الدماموالخبر اشتملت على إنشاء جسور وأنفاق، واستطاعت الانتهاء من تنفيذ 13 تقاطع تقريبا، وسيتم خلال الفترة القادمة بإذن الله البدء بتنفيذ ثلاثة تقاطعات جديدة بالخبروالدمام لتحد من الاختناقات المرورية والزحام المروري بشكل أسرع، وأشار البلوشي الى أن مشاريع الجسور والأنفاق التي تم انشاؤها تتميز بأنها مزودة بكافة عناصر ومتطلبات الربط بين أجزائها ومكوناتها بما يكفل تحقيق أعلى مستوى من السيولة المرورية والكفاءة في الاستيعاب إلى جانب مراعاة متطلبات السلامة المرورية، وأكد أن أمانة الشرقية تواصل تنفيذ مشروع تحسين وتطوير التقاطعات بشكل مستمر ففي مدينة الدمام استطاعت أن تحول طريق الملك فهد إلى طريق شرياني يربط مطار الملك فهد غربا ويخترق وسط مدينة الدمام وصولا إلى مدينة الخبر وهذا ساعد بشكل كبير في جعل الحركة المرورية في هذه المنطقة أكثر مرونة عما قبل، كما ساهمت خطة الأمانة في إيجاد طريق شرياني سريع يربط جنوبالدمام بشمالها عبر تحويل طريق الأمير نايف إلى طريق سريع يحتوي على عدد من الجسور، وفي مدينة الخبر افتتحت الأمانة مؤخرا طريق الملك عبدالله بالخبر مع تقاطع طريق الملك عبدالعزيز بتكلفة 257 مليون ريال, حيث يشمل المشروع نفقا على امتداد طريق الملك عبدالله بطول 935 مترا ب 3 مسارات لكل اتجاه, و3 مسارات لطريق الخدمة, كما شمل المشروع جسرا أعلى النفق على امتداد طريق الملك عبدالعزيز بطول 700 متر بمسارين لكل اتجاه، كما سيتم البدء بتنفيذ مشروع نفق طريق الأمير محمد بن فهد مع تقاطع شارع الإمام علي بن أبي طالب بالدمام بتكلفة 127 مليون ريال ومدة تنفيذ تبلغ 24 شهر, ويشمل المشروع على نفق بطول 950 مترا وعرض 24.6م ويحتوي على ثلاثة مسارات لكل اتجاه وطريق خدمة جانبي بثلاثة مسارات.. وأشار البلوشي الى أن الأمانة تسير بشكل دقيق وواضح في وضع الحلول المناسبة لحل كل مشاكل الاختناقات المرورية في الشوارع الرئيسة والفرعية لمختلف مدن المنطقة وأن الأمانة لا تستغني عن تعاون المواطنين في تسهيل سير الحركة والالتزام بالتعليمات المرورية قدر الإمكان.