كبقية تدخلاتها السافرة في الشأن السوري والعراقي واللبناني والليبي والبحريني فان حكام طهران مصرون على تدخلاتهم السافرة في الشأن اليمني، وهو تدخل لا شك أنه أدى الى إطالة أمد الحرب الدائرة بين الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح وبين الشرعية اليمنية التي ارتضاها وانتنخبها الشعب اليمني الحر، وهي تدخلات مرفوضة ليس من قبل المجتمع الدولي وكافة الدول المحبة للعدل والسلام والحرية فحسب ولكنها مرفوضة أيضا من كافة أبناء الشعب اليمني. لقد أعلنت الشرعية اليمنية باستمرار عن رغبتها وحرصها على إحلال السلام في الأرض اليمنية وإنهاء حالة الحرب الضروس، غير أن إيران تصر على تأجيج حالة الحرب والصراع من خلال مساعداتها المختلفة بالسلاح والمال والمرتزقة للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، من أجل استمرار الحرب وعدم إنهائها رغم مباركة المجتمع الدولي لكل المحاولات التي بذلتها المملكة وبقية دول مجلس التعاون لإطفاء فتائل الحرب في اليمن. وهذا يعني أن الميليشيات الحوثية والمخلوع من خلال تلك المساعدات الإيرانية والتدخل السافر في الشأن اليمني لن تنهي حالة الصراع الحالي، وغير راغبة في الوقت ذاته باستئناف العملية السلمية المؤدية للمرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية، التي من شأنها وضع حد قاطع للنزاع الدائر على الأرض اليمنية وإعادة السلام والأمن لسائر المحافظات اليمنية التي لا تزال الحرب فيها مشتعلة ومتأججة. والمساعدات الإيرانية لها أشكال مختلفة كتهريب الصواريخ البالستية المصنوعة في إيران، حيث تستخدمها الميليشيات الحوثية لتوجيهها للحد الجنوبي بالمملكة، وتوجيهها أيضا لمنازل اليمنيين العزل من السلاح لادخال الوهم في عقول ابناء اليمن أنهم موجودون على ساحة القتال، وأنهم يحرزون انتصارات على الأرض في الوقت الذي يجابهون فيه بقتال شرس من قبل القوات الشرعية والقوات الشعبية المساندة والقوات العربية الحليفة. كما أن المساعدات الإيرانية للميليشات الحوثية والمخلوع تظهر من خلال إغداق حكام طهران على تلك الميليشيات بالأموال الطائلة من أجل الصرف على الحرب الدائرة في اليمن واستمرارها، فالنفقات التي يصرفها الانقلابيون هي أموال إيرانية لمواجهة الجيش الوطني والقوات الشعبية، رغم الهزائم الساحقة التي تمنى بها تلك الميليشيات من قبل القوات الشرعية والقوات الشعبية. ورغم ذلك فان الانتصارات تتحقق للجيش الوطني الذي يواصل سحقه للمتمردين في لحج وبقية المحافظات اليمنية لاسيما أن أبناء الشعب اليمني يساندون الشرعية اليمنية، وقد رفضت كافة القبائل في اليمن انخراط أبنائها وتجنيدهم ضمن قوات الميليشيات الحوثية والمخلوع، وهذا يعني فيما يعنيه اقتراب النهاية الوشيكة لاعتداءات الانقلابيين، فالنصر المبين والأكيد يلوح في الأفق للشرعية اليمنية والقوات الشعبية وقوات التحالف. وإزاء شعور الانقلابيين بهزائمهم المتلاحقة فانهم مازالوا يحاصرون بعض المدن اليمنية، ويكيلون القذائف والصواريخ لبيوت اليمنيين ويوجهون صواريخهم الطائشة للحد الجنوبي للمملكة، ومعظم تلك الصواريخ الموجهة للحد تسقط على الأرض قبل أن تحقق أهدافها، وقد أضاف الانقلابيون شكلا من أشكال عدوانهم على أبناء اليمن من خلال عمليات الاختطاف كما هو الحال مع اختطاف رئيس فرع نقابة المعلمين بأمانة العاصمة يوم أمس الأول. شعور تلك الميليشيات الحوثية والمخلوع بالهزائم المتكررة هي التي تدفعهم لطلب المعونة من حكام طهران، والتدخل الايراني السافر في الشأن اليمني لن ينقذ الانقلابيين من محاسبة الشعب لهم، ولن يمكنهم من تحقيق أي نصر على الأرض رغم أبواقهم الاعلامية الكاذبة بانتصارات جوفاء يحققونها في مختلف المحافظات، وهي انتصارات عارية من الصحة تؤكدها ساحة المعارك الدائرة في اليمن.