ما يلوح في الأفق، استنادا إلى ما يدور من مواجهات بين قوات الجيش اليمني والمقاومة وبين الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح؛ أن الخسائر فادحة بين صفوف المتمردين الذين يحاولون بما تبقى لديهم من صواريخ سكود أن يثبتوا لليمنيين أنهم قادرون على استمرارية المواجهة ضد قوات التحالف وضد الشرعية اليمنية، وهو إثبات آخذ في التزعزع بمضي الوقت. في سبيل هذا الإثبات المهترئ، فإن الميليشيات المتمردة على السلطة اليمنية أطلقت فجر أمس الأول صاروخا وجه إلى مدينة خميس مشيط في جنوب المملكة، وكالعادة فإن الدفاع الجوي بقوات التحالف اعترضت الصاروخ وأسقطته، كما هي العادة في كل الصواريخ الموجهة لأراضي المملكة، والتي تسقط تباعا دون أن تحقق أغراضها العدوانية، فقد ثبت فشل تلك الصواريخ في إصابة المدن السعودية. تلك الصواريخ يطلقها المتمردون من صنعاء إلى مدن الجنوب، في محاولة يائسة لاستعراض قوة متآكلة آيلة للسقوط الوشيك، وهو سقوط لا ينذر به فشل تلك الصواريخ في تحقيق أهدافها فحسب، ولكنه سقوط تؤكده الهزائم المتلاحقة التي تتعرض لها الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح على أيدي قوات الجيش والمقاومة، فكل تحركات تلك الميليشيات والقوات لم تحقق شيئا على أرض الواقع. ويبدو واضحا للعيان أن المتمردين يحاولون إثبات وجودهم على أرض المعارك الدائرة في اليمن باطلاقهم لتلك الصواريخ والمضي في محاصرة بعض المدن، واطلاق النار عشوائيا على الأهالي العزل من السلاح وهم قابعون في بيوتهم، وهي محاولات فاشلة سوف تتهاوى بمضي الوقت، ولعل أكبر دليل على ذلك يتمثل في الهزائم المستمرة التي يتكبدها الحوثيون وقوات صالح في كل الأجزاء الواقعة تحت سيطرتهم. لقد فشلت كل المحاولات السلمية لإنهاء النزاع الدائر في اليمن، فالميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح ما زالت ترفض الاعتراف بالشرعية، وما زالت تصر على استمرارية القتال، واذا ما وقع مندوبوها على أي تعهد مع من يمثل الشرعية اليمنية في أي اجتماع فإنهم سرعان ما ينقضونه، فهم يراوغون في كل اجتماع تحت رعاية الأممالمتحدة؛ لتمرير شروطهم المرفوضة، ليس من قبل الشرعية اليمنية فحسب، بل من كافة الدول الشقيقة والصديقة لليمن. إن استمرارية الحرب في اليمن، التي لا يريد المتمردون وضع نهاية لها، رغم شعورهم بهزائمهم المتلاحقة؛ منح الإرهابيين فرصة للتدخل في اليمن، ويشكل هذا التدخل خطرا لا يهدد اليمن وحدها ولكن يهدد دول المنطقة بأسرها. وإزاء ذلك، فإن قوات التحالف من خلال دكها لمعاقل المتمردين تقطع الطريق أمام من يساعدهم على استمرارية إطالة أمد الحرب في اليمن. ومختلف القرارات الأممية الصادرة بشأن اليمن ما زالت تؤيد عودة الشرعية اليمنية، ومعظم دول العالم الشقيقة والصديقة لليمن ما زالت تبارك وتؤيد قوات التحالف في اتخاذ كل التدابير التي تصب في روافد عودة الشرعية ودحر المتمردين ومن يقف وراءهم من الإرهابيين، الذين وجدوا أن الحرب الدائرة في اليمن تمنحهم فرصة التدخل لنشر إرهابهم وفتنهم وحركاتهم الطائفية بين صفوف اليمنيين. وسيبقى النصر حليفا لقوات التحالف ولقوات الشرعية اليمنية.