كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، عن اندلاع مواجهات غير مسبوقة في ريف جرابلس بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل من المعارضة، في حين دفعت تركيا بمزيد من الدبابات إلى سوريا، مع استقبال بغداد لوزير خارجية الأسد في مطار بغداد أمس بعد دخول تركيا شمال سوريا الأربعاء في عملية لطرد داعش من جرابلس، ومنع مقاتلي الفصائل الكردية المسلحة من السيطرة على المنطقة. في وقت جدد فيه مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا «ستافان دي ميستورا» طلبه بموافقة اطراف الصراع على هدنة ل48 ساعة، وأوضح في مؤتمر صحفي بجنيف أمس، أن المساعدات الإنسانية أسقطت جوا في دير الزور والقامشلي، في المقابل أشار «يان إيغلاند» منسق الشؤون الإنسانية إلى أن طريق الكاستيلو هو الأسرع لإدخال المساعدات إلى شرقي حلب، واضاف إن شاحنات المساعدات الإنسانية مستعدة للدخول إلى شرقي حلب، ونحن فقط بعد موافقة موسكو على الهدنة في انتظار موافقة الجانب الثاني من العاملين على الأرض في حلب. من جهتها قالت المعارضة السورية: إن تنظيم «داعش» شن هجوماً بالقنابل والأسلحة على معسكر تابع لها قرب الحدود الأردنية، وإنها قتلت ما لا يقل عن 30 من المهاجمين في حين سقط 3 قتلى على الأقل في صفوفها. وقال المتحدث باسم المعارضة سعيد سيف: إن انتحاريا يقود سيارة محملة بالمتفجرات حاول اقتحام المعسكر التابع للمعارضة في منطقة صحراوية قرب حدود سوريا مع الأردنوالعراق. دعم تركي إضافي لمساندة الجيش الحر عقب سيطرة الجيش الحر على المدينة الواقعة شمالي سوريا على الحدود التركية، بدعم من أنقرة وغطاء جوي منها والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، قال المرصد: إن ريف جرابلس يشهد أول اشتباك بين مقاتلي الفصائل المسيطرة على مدينة جرابلس وقوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى اشتباكات جرت بالأسلحة الخفيفة بين مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية في منبج من جهة، وفصائل المعارضة التي سيطرت على المدينة الحدودية. وذكر المرصد، الذي يعتمد في تقاريره على نشطاء ميدانيين، أن أسباب الاشتباكات بين الطرفين بين ريفي جرابلس ومنبج لا تزال «غامضة»، إلا أنه أشار إلى «اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن بدء الاستهداف». وكانت تركيا قد ساندت فصائل المعارضة في معركة جرابلس بقوات خاصة يرافقها 10 دبابات وغطاء جوي وقصف مدفعي، قبل أن تدفع الخميس بعشرين دبابة إضافية، وفقا لمسؤول تركي بقوله: أكثر من 20 دبابة تركية دخلت الأراضي السورية وسيتم ارسال المزيد إذا اقتضت الحاجة. على صعيد ثان، قال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم في سوريا الخميس: إن تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الأكراد انسحب عبر نهر الفرات للاستعداد لتحرير «الرقة» الخاضعة لسيطرة داعش. وصرح جو بادين باستعداد الأتراك للبقاء في سوريا لمحاربة داعش متى ما لزم الأمر. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تحركت إلى الغرب من نهر الفرات في إطار عملية مدعومة من الولاياتالمتحدة لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من الدولة الإسلامية. وطالبت تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالعودة للضفة الشرقية من النهر. وهو ما أكدته الخارجية التركية بقولها: إن جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس، بأن الوحدات الكردية بدأت في التراجع إلى شرق نهر الفرات. وأشارت إلى أن قتال تنظيم داعش في العراقوسوريا سيستمر في نفس الوقت. مع بروز تصريحات لوزير الدفاع فكري إشيق أن انسحاب الوحدات الكردية لم يتم بعد بشكل كامل، مشددا على أن حكومة بلاده تراقب العملية عن كثب. الألمان خارج أنجيرليك وعقوبات دولية للأسد من ناحية أخرى، قالت مجلة مجلة دير شبيجل الألمانية الخميس: إن الجيش الألماني يستعد لاحتمال سحب ست طائرات استطلاع طراز تورنيدو من قاعدة انجيرليك الجوية في تركيا، بسبب رفض أنقرة المستمر السماح لمشرعين ألمان بزيارة المنشأة. في وقت عارضت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين سحب قوات بلادها من القاعدة . على صعيد آخر، يجري في دمشق وضع اللمسات النهائية لخروج مسلحي داريا جنوبدمشق باتجاه الشمال. وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن مفاوضات تجري حاليا بين قوات الأسد والفصائل المسلحة في مدينة درايا جنوبدمشق، للتوصل الى اتفاق مصالحة يقضي بخروج المسلحين من المدينة بإشراف الأممالمتحدة باتجاه ريف ادلب شمال غرب سورية. وأكدت المصادر رفض مجموعتين مسلحتين الخروج، بينما وافقت باقي الفصائل. وكثفت قوات وميليشيات الأسد؛ هجومها بشكل عنيف منذ مطلع الاسبوع الجاري على مدينة داريا؛ التي يقدر سكانها بحوالي 8 آلاف. من جهتها خلص التحقيق الذي اجرته الأممالمتحدة، الأربعاء، الى تنفيذ جيش الأسد لهجومين كيميائيين على الأقل في سوريا بينما استخدم تنظيم داعش الإرهابي غاز الخردل. وأفاد المحققون في التقرير بأن مروحيات النظام العسكرية ألقت غاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، هما تلمنس في 21 ابريل 2014 وسرمين في 16 مارس 2015. واضاف التقرير ان التنظيم استخدم من جهته غاز الخردل في مارع بمحافظة حلب شمال سوريا في 21 اغسطس 2015. والتقرير المؤلف من 95 صفحة بما فيها ملاحق تقنية، هو ثمرة تحقيق استمر عاما وأحيل الاربعاء الى مجلس الأمن الدولي الذي سيناقشه في 30 اغسطس. ونظر المحققون في تسع هجمات يشتبه بأنها تضمنت اسلحة كيميائية بين عامي 2014 و2015. لكن في ست من هذه الهجمات التسع التي نسبها الغربيون الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد، لم يتمكن المحققون من جمع معلومات كافية حولها، او ان المعلومات التي حصلوا عليها كانت متناقضة. وهدد مجلس الامن بفرض عقوبات ما ان يتم تحديد المسؤولين عن تلك الهجمات بشكل قاطع. وطالب البيت الابيض فور اعلان نتائج التحقيق الاربعاء ب «محاسبة» المسؤولين، وهو ما ذهب إليه مندوبا بريطانيا وفرنسا. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي نيد برايس: «انه بات الآن مستحيلا انكار ان النظام السوري استخدم غاز الكلور مرارا كسلاح ضد شعبه». في وقت لا تزال فيه روسياوالصين قادرتين على استخدام حق النقض الفيتو لاعتراض اي خطوة في مجلس الامن، على غرار ما فعلتا مرارا منذ بداية النزاع السوري في مارس 2011. وتؤكد موسكو حتى الآن عدم وجود اي ادلة قاطعة تدين حليفها، متهمة في المقابل المعارضة المسلحة بشن هجمات كيميائية. في السياق، قالت وزارة الدفاع الصينية الخميس: إنها تقدم تدريبا طبيا لسوريا في أعقاب زيارة مسؤول عسكري صيني كبير لسوريا الأسبوع الماضي. وتعتمد الصين على المنطقة للحصول على إمدادات النفط غير أنها تميل لترك دبلوماسية الشرق الأوسط لغيرها من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وتحاول الصين الاضطلاع بدور أكبر يشمل إرسال مبعوثين للمساعدة في السعي للتوصل لحل دبلوماسي يوقف العنف في سوريا واستضافة شخصيات من النظام والمعارضة السورية. طفل من قرقميش وخلفه دبابات إضافية تدخل الأراضي السورية