تمكنت فصائل الجيش السوري الحر وبدعم تركي أمس، من السيطرة على مدينة جرابلس إحدى معاقل تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي، ضمن عملية عسكرية بدأت فجراً باسم «درع الفرات»، حيث انتهت بانسحاب عناصر التنظيم من المدينة، بعد تكثيف الضربات الجوية والمدفعية على مواقعه، وتقدم الثوار باتجاه المدينة من عدة محاور. وأكدت مصادر تركية عدة أن مدينة جرابلس التي تتمتع بموقع استراتيجي مهم على الحدود السورية التركية، ستكون نقطة الانطلاق لفصائل الجيش الحر لتحرير ريفي حلب الشمالي والشرقي من قبضة تنظيم داعش، وبالتالي إجهاض مشروع قوات سوريا الديمقراطية (الأكراد) الرامي للسيطرة على كامل المنطقة بالريف الشرقي والشمالي لحلب ووصل مناطق سيطرتها في منبج وعين العرب شرقاً بعفرين غرباً، وهذا ما تعارضه بشكل كامل الحكومة التركية. وباشر الجيش التركي مدعوما من التحالف الدولي بقيادة أمريكية عملية فجر أمس بمشاركة طائرات حربية ومقاتلين من الفصائل السورية المعارضة ضد تنظيم داعش والأكراد في منطقة جرابلس السورية. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظهر أمس أنه «منذ الساعة الرابعة فجراً أطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) الإرهابيتين». وتوجد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، عمودها الفقري جنوب مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وأعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس خلال مؤتمر صحافي في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي ابن علي يلديريم أن واشنطن أبلغت الميليشيات الكردية عدم العبور إلى غرب الفرات حيث تقع بلدة جرابلس. وقال بايدن «قلنا بوضوح إن على هذه القوات أن تعبر مجدداً النهر» مشيراً إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد القسم الأكبر منها في حين أن أنقرة قلقة من تقدم أكراد سوريا وسيطرتهم على أراض قريبة من حدودها. وشدد بايدن على أن القوات الكردية «لن تلقى أي دعم من الولاياتالمتحدة إذا لم تحترم تعهداتها، نقطة على السطر». وتخشى أنقرة من توجه المقاتلين الأكراد إلى جرابلس بعد سيطرتهم على منبج الاستراتيجية الواقعة في شمال سوريا. وأعربت روسيا أمس عن «قلقها العميق» إزاء العملية التي نفذها الجيش التركي في سوريا مشيرة إلى أنها تخشى من احتمال تفاقم التوتر بين أنقرة والميليشيات الكردية. وقالت الخارجية الروسية في بيان «موسكو قلقة جداً لما يحدث عند الحدود التركية – السورية. إن احتمال تدهور الوضع بشكل إضافي في منطقة النزاع يشكل مصدراً للقلق». وعبّرت روسيا عن قلقها خصوصاً «لاحتمال سقوط ضحايا من السكان المدنيين وتفاقم الخلافات بين الأكراد والعرب». وأضافت الوزارة أن «الأزمة السورية لا يمكن أن تحل إلا على أساس القانون الدولي وعبر حوار بين الأطراف السورية بمشاركة كل المجموعات الإتنية والطائفية بما يشمل الأكراد». وسبق إعلان معركة جرابلس التي بدأت فجر أمس، تحركات سياسية تركية مع عدد من الدول المعنية بالشأن السوري أبرزها روسيا وإيران، كما زار تركيا عدد من الشخصيات الكردية والدبلوماسية العربية معلنة مباركة العملية العسكرية التي ستقودها تركيا ضد تنظيم الدولة لتأمين حدودها مع سوريا، وإبعاد قوات «قسد» عن المنطقة أيضاً.