خطف عناصر «داعش» حوالى ألفي مدني أثناء انسحابهم باتجاه حدود تركيا من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج السورية، بعدما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية بدعم من التحالف الدولي، إثر معارك استمرت أكثر من شهرين، من طردهم منها، في وقت دارت معارك عنيفة جنوب حلب نتيجة هجوم شنته فصائل معارضة وإسلامية لقطع خط إمداد القوات النظامية إلى المدينة. وقال الناطق باسم «مجلس منبج العسكري» المنضوي في «قوات سورية الديموقراطية» شرفان درويش لوكالة «فرانس برس»: «خطف عناصر داعش حوالى ألفي مدني، بينهم نساء وأطفال من حي السرب في شمال منبج» في ريف حلب الشمالي. وأشار إلى أنهم «استخدموا المدنيين دروعاً بشرية خلال انسحابهم إلى مدينة جرابلس (على الحدود التركية)، ما منعنا من استهدافهم». وكانت منبج تشكل إلى جانب جرابلس والباب أبرز معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب على حدود تركيا. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عملية خطف المدنيين الذين تم «نقلهم على متن نحو 500 سيارة باتجاه جرابلس». وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» في السادس من الشهر الجاري من السيطرة بشكل شبه كامل على منبج، إثر هجوم بدأته في 31 أيار (مايو) بدعم جوي من التحالف الدولي لطرد الإرهابيين من المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط إمداد رئيسي للتنظيم بين معقله في الرقة (شمال) والحدود التركية. وتحصن «داعش» في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني وسط منبج، قبل انسحابهم تدرجاً في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية. وأوضح درويش أن المدنيين المخطوفين هم «من سكان حي السرب، فيما خطف آخرون من المربع الأمني وأحياء أخرى». ووثق «المرصد السوري» منذ إطلاق «قوات سورية الديموقراطية» معركة تحرير منبج، مقتل «437 مدنياً، بينهم 105 أطفال». وقتل 203 منهم جراء ضربات طائرات التحالف الدولي في المدينة وريفها، والآخرون جراء المعارك والقصف. كذلك قتل 299 عنصراً من «قوات سورية الديموقراطية» مقابل 1019 عنصراً على الأقل من «داعش». إلى ذلك، قال «المرصد» أمس: «قصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي حيان وحريتان ومنطقة آسيا بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة، فيما تأكد مقتل 7 منهم على الأقل ومعلومات مؤكدة عن 3 آخرين، ومعلومات عن قتل مواطنين كثر في بلدة حيان، بينهم مواطنات وأطفال، كما سقط جرحى، وارتفع إلى 8 على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية مناطق في بلدتي أورم الكبرى ودارة عزة بريف حلب الغربي، ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى والمفقودين وبعض الجرحى في حالات خطرة». وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن «كتائب الثوار قطعت مساء الخميس طريق خناصر جنوب حلب، (طريق إمداد القوات النظامية الوحيد إلى مدينة حلب)، عقب سيطرتها على مواقع حكومية في محمية الغزلان قرب طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، وباتوا في مواقع مشرفة على الطريق وتمكنهم من شلّ حركة القوات النظامية عليه». لكن موقع «روسيا اليوم» أفاد بأن عناصر المعارضة لم يسيطروا على طريق خناصر- حلب، مؤكداً «استمرار حركة السير عليه دخولاً وخروجاً من المدينة». وأشار إلى أن الجيش النظامي استعاد «محمية الغزلان القريبة من خناصر، بعد دخول المسلحين إليها ليلاً».