ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان فى بريطانيا، صباح أمس الإثنين، أن 145 شخصا قتلوا، الأحد، في غارات جوية وقصف لقوات النظام واشتباكات بشتى أنحاء سوريا. فيما قالت عضو اللجنة العليا للمفاوضات بسمة قضماني: إن الولاياتالمتحدة لا تتصدى لروسيا التي ترتكب «جرائم حرب» في سوريا، مشيرة إلى أن اسئناف محادثات السلام يبدو بعيدا. وقالت في مؤتمر صحفي وفقا ل«رويترز»: «ما نفتقده هنا هو رد فعل جاد على السلوك الروسي على الأرض، روسيا تقول شيئا وتفعل شيئا آخر». وتساند روسيا قوات الأسد من خلال شن ضربات جوية على عدة مناطق بسوريا بشكل شبه يومي، قائلة، إنها تستهدف «إرهابيين»،في حين تواجه اتهامات من قبل أطياف معارضة وعدد من الدول الحليفة لها بأنها تستهدف مناطق مدنية. وأشارت قضماني في المؤتمر الصحفي حول إمكانية عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف، إلى أن فرص عقد جولة جديدة من محادثات السلام تبدو بعيدة، مع مشاركة روسيا في الغارات الجوية بعد «الكذب على نحو مستمر» بشأن الخطوات التي تقول، إنها مستعدة للقيام بها من أجل السلام في سوريا. ويذكرأن الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أكد في وقت سابق، على خيار الحل السياسي في سوريا، لافتاً إلى أنه لم يتحدد حتى الآن موعد لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات جنيف. وتابعت قضماني بقولها: «ما نحتاجه هو تأكيد روسيا من جديد على اهتمامها بعملية سياسية. لا نرى ذلك. هذا هو المجال الذي نتوقع أن يرد فيه الأمريكيون بشكل أقوى لأن هناك جرائم حرب تُرتكب في نفس الوقت الذي يتواجد فيه كيري في موسكو ويناقش ترتيبا أمنيا، في الوقت الذي تشارك روسيا بشكل كامل في هذه العملية في حلب». وأشارت قضماني إلى أن «جهود استئناف جنيف»فشلت فشلا ذريعا»،وأضافت:»نود أن نعرف ما نوع الضمانات التي تستطيع الولاياتالمتحدة الاتفاق عليها مع روسيا، ما نريده هو ضمانات قوية بشأن إعادة وقف العمليات القتالية»، مطالبة الولاياتالمتحدة وحلفاءها باتخاذ خطوات للتصدي لروسيا. ويسيطر الخوف على سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا بعدما باتت قوات النظام تحاصر منطقتهم بشكل كامل، ويسعى كثيرون إلى إيجاد طريق للمغادرة، استباقا لسقوط المدينة أو تحسبا لحصار تجويعي طويل، بعدما قطع بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى تلك الأحياء التي يقطنها أكثر من مائتي ألف سوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط الكاستيلو في شمال حلب، كما تتعرض الأحياء الشرقية لغارات جوية منذ، صباح الأحد. وأشار المرصد السوري أن 30 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابى قتلوا جراء القصف والاشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية بشرق نهر الفرات، عقب هجوم نفذه التنظيم، بينما قتل 3 على الأقل من قوات سوريا الديمقراطية فى الاشتباكات ذاتها. وقضى 17 مقاتلا من الفصائل المقاتلة جراء إصابتهم فى قصف واشتباكات مع قوات النظام والمليشيات الموالية له على طريق الكاستيلو وفى محيطه وبأطراف الليرمون وبنى زيد والخالدية بمدينة حلب، كما قتل ما لا يقل عن 18 من قوات النظام إثر اشتباكات مباشرة مع تنظيم داعش وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة، واستهداف لمراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة. على جانب آخر، ذكر المرصد أن طائرات حربية شنت، صباح الأحد، ما لا يقل عن 6 غارات على مناطق فى حى الميسر بمدينة حلب، مما أدى لمقتل مواطن وسقوط جرحى، فى حين قصف الطيران الحربى مناطق فى بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، بينما سقطت قذيفتان أطلقتهما الفصائل المعارضة بعد منتصف الليل، على مناطق سيطرة قوات النظام فى حى الحمدانية بمدينة حلب، مما أدى لأضرار مادية. وتشهد»الهدنة» بسوريا، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي، انهيارا بسبب خروقات ظل يكررها النظام على الدوام. ويعيش بحسب الأممالمتحدة نحو 600 ألف شخص في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات نظام الأسد.