تشهد محافظة حلب تصعيدا عسكريا بين اطراف عدة وعلى اكثر من جبهة ما يهدد الهدنة الهشة المعمول بها في سوريا ويشكل ضغطا على المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف بين المعارضة والحكومة. وكانت المفاوضات بدأت امس الاول الاربعاء بلقاء بين الموفد الدولي ستافان دي ميستورا ووفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يمثل اطيافا واسعة من المعارضة السورية، بينما التقي دي ميستورا الخميس وفدا من المعارضة القريبة من موسكو. قوات النظام تستانف هجومها بغطاء جوي روسي تهدف العمليات العسكرية الى قطع طريق الكاستيلو ومحاصرة الاحياء الشرقية بالكامل وميدانيا، استأنفت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي هجوما كانت بدأته قبل ايام ضد فصائل مقاتلة بينها اسلامية وجبهة النصرة، في مناطق واقعة شمال مدينة حلب، وتحديدا في محيط مخيم حندرات، وفق ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن. وتمكنت قوات النظام من «التقدم في مزارع الملاح ما يعني اقترابها من طريق الكاستيلو»، المنفذ الوحيد للاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. وفي واشنطن، اعرب مسؤول امريكي الخميس عن «قلق (الولاياتالمتحدة) البالغ» حيال معلومات عن هجوم يشنه النظام السوري «قرب حلب» بدعم روسي، الامر الذي قد يشكل انتهاكا لوقف اطلاق النار المعلن. وقال المصدر نفسه إن المسؤولين الامريكيين «اعربوا عن القلق البالغ» لجميع الدول الاعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا ومن بينها روسيا، ودعوا الكرملين الى الضغط على الرئيس السوري للالتزام بالمحادثات حول عملية الانتقال السياسي. كما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني عن قلقها بشأن المعلومات عن «هجوم جديد للنظام السوري قرب حلب وشرق دمشق». وبالاضافة الى هجوم قوات النظام، تدور في محافظة حلب اشتباكات بين اطراف مختلفة على جبهات عدة وبالقرب من الحدود التركية.