أهدر منتخب المانيا ركلات جزاء في عشر دقائق أكثر مما أضاع في ست مواجهات سابقات حسمت بركلات الترجيح على مدار 40 عاما، لكنه نجح مع ذلك في شق طريقه نحو الانتصار وانهاء عقدة دامت 54 عاما أمام ايطاليا ليتأهل إلى قبل نهائي بطولة اوروبا لكرة القدم 2016. وأضاعت المانيا محاولتين فقط من قبل في ركلات الترجيح إذ كلفها إهدار اولي هونيس لركلته في 1976 لقب بطولة اوروبا، كما أخفق اولي شتيلكه في تنفيذ محاولته في الانتصار على فرنسا في قبل نهائي كأس العالم 1982. وأضاع منتخب المانيا ثلاث ركلات لكنه فاز 6-5 بعدما أهدرت ايطاليا أربع محاولات في ركلات ترجيح ماراثونية من 18 ركلة شهدت إخفاقات مفزعة من اللاعبين بعد انتهاء المباراة 1-1 عقب وقت إضافي. ومنح مسعود أوزيل التقدم لالمانيا في الدقيقة 65 قبل أن يسجل ليوناردو بونوتشي هدف التعادل من ركلة جزاء ليفرض اللجوء إلى وقت إضافي. وعندما فشل الفريقان في التسجيل خلال الوقت المضاف كانت التوقعات في صالح المانيا بشكل كبير. ومنذ أهدر هونيس ركلته أصبح المنتخب الالماني متخصصا في ركلات الترجيح وحتى السبت الماضي كان قد فاز أربع مرات في أربع مواجهات وصلت لركلات ترجيح في كأس العالم، كما تغلب على انجلترا في ركلات الترجيح الوحيدة الأخرى له في بطولة اوروبا بقبل نهائي 1996. وعلى النقيض خسرت ايطاليا خمس من ثماني مواجهات وصلت لركلات الترجيح بينها فوز وهزيمة في نهائي كأس العالم. لكن بدلا من التفوق المعتاد تعين على مشجعي المانيا في بوردو لمرة واحدة تجربة الجانب الآخر من العملة في مجموعة فوضوية من المحاولات. وقال الحارس مانويل نوير «لا يمكن فقط الافتراض بأنه إذا كانت هناك ركلات ترجيح فإن المانيا ستتأهل». وأضاف «لم أشاهد مطلقا ركلات ترجيح بهذه الطريقة. لم أكن أدري حتى عددها. أعتقد أنهم ظلوا يسددون فقط في منتصف المرمى. لحسن الحظ نجحت في إيقاف واحدة». الجنون يبدأ ومع اختيار القائد باستيان شفاينشتايجر على نحو لا يمكن تفسيره للمرمى الواقع أمام الجماهير الايطالية لتنفيذ ركلات الترجيح أرسل لورينزو انسيني الحارس نوير إلى الجهة الخاطئة في ركلة الترجيح الأولى وحافظ توني كروس على هدوئه ليتعادل، ثم بدأ الجنون. واشترك البديل سيموني زازا في الثواني الأخيرة من أجل قدرته على تنفيذ ركلات الترجيح لكنه ركض بشكل غريب بدا أنه أربكه نفسه ثم سدد فوق العارضة في أول لمسة له للكرة في المباراة. ثم أصبح توماس مولر -الذي لم يسجل مطلقا في أي بطولة لاوروبا لكنه أحرز عشرة أهداف في كأس العالم- أول لاعب الماني يهدر ركلة ترجيح في 34 عاما عندما أنقذ الحارس جيانلويجي بوفون محاولته. ولم يعط اندريا بارزالي مدافع ايطاليا أي فرصة لنوير ثم تقدم أوزيل ليسدد في القائم لتبدو المانيا في طريقها للخروج بسبب أمر هي الأكثر براعة فيه. وأهدر أوزيل أيضا ركلة جزاء في دور الستة عشر أمام سلوفاكيا. وكان جراتسيانو بيليه مهاجم ايطاليا مفعما بالثقة وأشار لنوير إلى أنه يخطط لتسديد الكرة من فوقه قبل أن يطيح بها خارج المرمى على نحو مروع. نوير يقوم بواجبه وارتقى البديل الالماني يوليان دراكسلر، الذي ترك مكانه في التشكيلة الأساسية من أجل إشراك مدافع إضافي لمستوى الحدث وسدد ركلته بنجاح. ثم قام نوير بواجبه وأنقذ ثاني ركلة لبونوتشي في الليلة وهو ما كان معناه أن اللاعبين اللذين سجلا في المباراة أخفقا في ركلات الترجيح. وتقدم القائد شفاينشتايجر وهو مستعد ليكون البطل لكن محاولته ذهبت فوق العارضة. واستقرت الأمور بعد انتهاء الركلات الخمس الأولى فسجل كل فريق ثلاث مرات تضمنت بعض التعويض لمدافع المانيا جيروم بواتنج، الذي احتسبت ضده ركلة جزاء في الوقت الأصلي بسبب لمسة يد غريبة. وأوقف نوير بعد ذلك محاولة ماتيو دارميان الضعيفة ليمنح فريقه أخيرا فرصة الفوز بالمباراة. وتقدم الظهير الشاب يوناس هيكتور للتنفيذ وسدد كرة سيئة لكن هذه المرة مرت من أسفل جسد الحارس جيانلويجي بوفون إلى الشباك لتفوز المانيا لأول مرة في بطولة كبيرة على ايطاليا بعد ثماني محاولات فاشلة.