تأهل المنتخب الإيطالي مساء الخميس بوارسو إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم بفوزه 2-1 على ألمانيا. وسيواجه المنتخب الأسباني حامل اللقب في النهائي، يوم الأحد بكييف. وسجل هدفي إيطاليا بالوتيلي في الدقيقتين 20 و36، فيما سجل أوزيل لألمانيا في الوقت بدل الضائع. وأنذرت انطلاقة المباراة القوية بأن المواجهة ستكون جميلة وهذا شيء طبيعي نظرا لشهرة المنتخبين قاريا وعالميا ونظرا لعدد الألقاب الذي حصلا عليه. وما إن مرت ثلاث دقائق حتى تقدم ماريو بالوتيلي قلب هجوم “السكوادرا أزورا” أمام مانويل نوير، الذي أبعد الخطر. ثم بادرت “المانشافت” بهجمة مضادة زرعت الهلع وسط الدفاع الإيطالي وأنقذ أنرديا بيرلو مرمى فريقه في آخر لحظة (د. 5). لعب هجومي متكافئ وسط تناوب على التحكم في الكرة ودخلت إيطاليا مسلحة بوسط هجومها القوي المؤلف من ثنائي يوفنتوس بيرلو وكلاوديو ماركيزيو ولاعب روما دانيلي دي روسي وريكاردو مونتوليفو، من ميلان وأمه ألمانية. ومسلحة كذلك بتاريخ مواجهاتها أمام ألمانيا في بطولتي كأس العالم وكأس أوروبا، حيث فازت بثلاث مباريات وتعادلت في ثلاثة. ومسلحة ببراعة جانلويجي بوفون حارسها وأحد أبطال العالم 2006 ببرلين، وبخط دفاع متكون من ثلاثي يوفنتوس ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزاغلي وجورجي كييليني، إضافة إلى فديريكو بالتساريتي لاعب باليرمو. أما خط الهجوم – أنتونيو كاسانو وماريو بالوتيلي- فلم يلمع قبل مساء الخميس. وتناوب المنتخبان على التحكم في الكرة بفضل خطي وسطهما المكثف والمتألق. ولم يتمكن الألمان بعد مرور 10 دقائق من منع بيرلو من تسيير أمور “السكوادرا”، ما أثار قلق المدرب يواكيم لوف. وكان الأخير أشاد بدور بيرلو وفضله الكبير في تأهل الإيطاليين إلى نصف النهائي على حساب انكلترا، وقال إنه سيفرض عليه رقابة شديدة. لوف أعد لمواجهة إيطاليا تشكيلة اعتادها الجمهور الرياضي يقودها ثنائي ريال مدريد مسعود أوزيل وسامي خضيرة، مدعومين من باستيان شفاينشتايغر وزميله في بايرن ميونيخ توني كروس، ومن ماريو غوميز هداف البطولة ولوكاس بودولسكي في الهجوم. “السكوادرا” الإيطالية لم تكن مرشحة للعب الأدوار الأولى وإثر اقتحام خضيرة دفاع إيطاليا اعتقد بوفون أن الكرة هزت شباكه إلا أن أحد مدافعيه أخرجها إلى ركنية (د. 11) قبل أن يحاصر الألمان معسكر زملاء بارزاغلي مدة ثلاث دقائق اختتمت بتسديدة من شفاينشتايغر تصدى لها حارس يوفنتوس. واستمرت الهيمنة الألمانية على اللعب مرغما إيطاليا على التراجع. ولم تكن “السكوادرا” مرشحة للعب الأدوار الأولى في كأس 2012، عكس منافستها ألمانيا. فالأولى أصابها التذمر منذ خروجها في الدور الأول بكأس العالم 2010 فيما الثانية بلغت مرحلة النضج بعد بلوغها نهائي البطولة القارية في 2008 ونصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا. وكانت إيطاليا اجتازت الدور الأول إثر فوزها 2-0 في آخر مباراة لها ضمن منافسات المجموعة الثالثة، فيما “المانشافت” لم تفلت منها نقطة منذ انطلاق الدورة. الدقيقة 20: بداية استعراض بالوتيلي ومع مرور الوقت، عادت إيطاليا في المباراة وخلقت فرصتين سانحتين، الأولى من مونتوليفو (د. 16) والثانية من كاسانو (د. 18) الذي وجه تسديدة قوية صوب مرمى نوير. ولم يبتعد الخطر عن مرمى ألمانيا وتمكن بالوتيلي من تسجيل هدف جميل برأسية محكمة بعد تلقيه كرة من كاسانو (د. 20). فوقف الجميع يترقب ردة فعل ألمانيا، التي سارعت إلى الهجوم لإبعاد الشك والسعي من أجل ترجيح الكفة. إلا أن تسديد غوميز الرأسية مرت بعيدا عن الإطار (د. 23)، فيما ضربة أوزيل سكنت في أحضان بوفون (د. 26) وكرة كروس لم يحسب لها حساب (د. 29). أما إيطاليا فلم ترجع إلى الخلف وواصلت أداءها الهجومي بهدف دفع خصمها إلى ارتكاب الأخطاء. وإثر هجمة مضادة كاد مونتوليفو أن يعمق جراح ألمانيا عندما كان وجها لوجه مع نوير ولكنه تماطل وسحبت منه الكرة (د. 33). وفي اللقطة الموالية سدد خضيرة كرة قوية جدا تسدى لها بوفون بأعجوبة (د. 35). فقرر بالوتيلي حسم الأمور وتألق بتسديده كرة دقيقة سكنت مباشرة في مرمى نوير (د. 36). فتساءل كثيرون هل بإمكان ألمانيا قلب الأمور لفائدتها؟ لكن ألمانيا لن تعود… لم يتردد لوف من إعلان نيته، فقد أقحم ميروسلاف كلوزه وريوس مع انطلاق الشوط الثاني في مكان غوميز وبودولسكي. وبدأت المانشافت شن المحاولات كادت أن تسفر واحدة منها عن هدف ولكن فليب لام لم يوفق (د. 48). وحفز الألمان بعضهم بعضا إلا أنهم عرضوا أنفسهم للمحاولات المرتدة الخطرة، لاسيما أن برانديلي تفطن لسيطرة “المانشافت” فأشرك أليساندرو ديامنتي مهاجم بولونيا في مكان كاسانو (د. 57) ثم دييغو موتا لاعب باريس سان جيرمان مكان مونتوليفو (د. 63). ودقيقة بعد دخول ديامنتي، اختتم بالوتيلي هجوما لمنتخبه بتسديدة خرجت عن الإطار. ومن جهتهم، حصل رفاق أوزيل على ركلة حرة أحسن ريوس تسديدها لكن بوفون أخرجها إلى ركنية. واقترب ديامنتي من “قتل” المباراة في الدقيقة 66 لكنه تسرع وضرب خارج المرمى. وسعيا لمواصلة لعبه الهجومي، أقحم برانديلي دي نتالي في مكان بالوتيلي (د. 68) قبل أن يشرك لوف بدوره توماس مولر محل المدافع بواتنغ. وخلق الإيطاليون فرصا أخرى أبرزها تلك التي أهدرها ماركيزيو في الدقيقة 74 عندما وجد نفسه أمام نوير وضرب خارج الإطار. وكذلك دي نتالي أضاع هدف محققا أمام نوير (د. 80). أما ألمانيا فقد حاولت الاقتراب من مرمى بوفون ولكن الأخير أوقف كل مبادرات مهاجمي “المانشافت”. وسجلت ألمانيا هدف الشرف عن طريق أوزيل بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.