امتلأت المنازل بالألواح الإلكترونية فإما أن تكون أصلية الصناعة أو غير أصلية وتهافت الكبار قبل الصغار على اقتناء أحدث الألواح وأكثرها برامج وأخفها وزناً وأقواها اتصالاً بالانترنت، غير ذلك ما إن تفتح أحد هذه الألواح أو الهواتف حتى تجد برامج غير معدودة كلها تتعلق بالإعلام غير الهادف بالطبع وبرامج الاتصالات المجانية والتي لا تحتاج إلا إلى توثيق الهاتف والإيميل فقط، وكذلك الألعاب والتي يتفانى مصممو البرامج على تصميمها ومن ثم تنزل لهذه الأسواق «ببلاشfor free». ولكن ألم يتعجب الكل لماذا بعد كل هذا التعب بالبرمجة وغيرها تكون هذه البرامج ببلاش، ألم يسأل ولو قليلا لماذا منعت روسيا قوقل والفيس بوك من التواجد بالألواح الإلكترونية لديها؟ لماذا صممت الصين هاتفاً خلويا خاصاً بها ولا يوجد بداخله المتصفح قوقل أو الفيس بوك؟ أم أننا كالقطيع الذي رأى بقعة خضراء فتهافت عليها وهو لا يعلم أن كانت تحوي سماً قاتلاً، أو يختبئ بها حيوان شرس سينقض في لحظة الوصول، أو أنه لا نفع لها لأنها مجرد واجهة. وللأسف أقول لكم: نعم نحن هكذا، فهناك تهافت على الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية ولم نفكر للحظة حين القيام بإنزال هذه البرامج الاجتماعية بدون وعي وباستخدامها بدون تفكير وعقل مما جعل حياتنا مكشوفة تمام الكشف للجميع رغبة في شهرة زائفة أو مال وبريق لن يجيء عليه بخير أبدا بل سيكون محطا للأنظار والنقد ومن الممكن أن يكون محطاً للسخرية والاستهزاء، نعم فمن توجه لهذا الأمر دون التفكير بكل الأمور التي ستنشأ عنها من أكبرها الى أصغرها، يكون قد أقفل عقله عن أمور قد ترديه المهالك لاحقاً وكما قيل «كل شاه معلقة بعرقوبها». والغريب أنه حين تنصح عن هذه الأمور وتبين المساوئ منها وتبين ما هي العواقب التي قد تنشأ عنها تجد من صغار العقول ومحدودي التفكير عبارة «من أنا حتى لا يُلاحظ غيري» «هل توقف الفيس بوك والتويتر والسناب على فلانه الفلاني» «يا بنت الحلال والله ما دروا عنا». نعم قد لا يعلمون عنكم ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم عنكم. الناس أصبحت تعلم عنكم وعن حياتكم الكثير، المشاكل العائلية بدأت تنشأ من هذه البرامج وسوء الظن بما يُنقل منها، ناهيك عن أن النساء اصبحن يتنافسن في إظهار انفسهن متهاونات بالحجاب الشرعي ومتهاونات بكل أمر قد يكون حراماً أو غير جائز أو منهياً عنه. لا يمكن للمرء أن يقول أن نيتي غير مظهري، فالنية الأساسية هي علامة على الخارج ومن المستحيل أن يضمر الإنسان غير ما يظهر بخارجه إلا أن يكون «منافقاً» والعياذ بالله حتى من الأمور التي لابد على المرأة والرجل الالتزام بها. خلاصة القول في هذا الامر، يا من ينادي بأعلى صوته بإعمال الفكر والانتباه لكل أمر يُفرض ويطالبنا بالتحقق وأن لا نكون كمطية لكل من افتى وأشجب، هلا تقول لنفسك هذا الكلام وتقوم بإعمال فكرك أنت في هذه البرامج التي جعلت منك كتاباً يتصفحه البعيد والغريب قبل القريب والأجنبي قبل العربي حتى أصبحنا أضحوكة للعالم الخارجي.