من المصادفات العجيبة أن تكون كوباأمريكا متزامنة مع بطولة أوروبا وإن كانت الكوبا قد انطلقت قبلها ولكن سيكون المتابع المحايد مستمتعا بوجبات كروية دسمة بين زبدة المنتخبات في العالم! في كوباأمريكا تسلط الأضواء على البرازيلوالأرجنتين لأن التاريخ يقول ذلك ولكن الفرق الاخرى لم تصبح تهاب هذين الفريقين ومسألة تأهلهما من دور المجموعات واردة جدا ولكنهما معرضان للخروج في أي دور إقصائي بعد ذلك وميزة المباريات في تلك الدورة أنها تكون مليئة بالأهداف وغالبا يغيب عنها الأسلوب التحفظي الدفاعي والذي يقتل المتعة ولكنه يحقق النتائج المرجوة! سباعية حققتها البرازيل أمام هاييتي وبرغم حلاوتها الا أنها تذكر مشجعي البرازيل بنكبة كأس العالم وسباعية ألمانيا وفي رأيي أن البطولة ستكون بين الأرجنتين، البرازيل، كولمبيا، المكسيك أما البقية فقد يحققون المفاجآت ولكن ليس كأس البطولة! في فرنسا ستنطلق يورو 2016 والتي تصنف كالبطولة رقم 2 بعد كأس العالم وقد يعتبرها البعض البطولة رقم 1 وفيها يلعب كل كبار العالم بطولة من طراز عال ويصعب التكهن بمن سيكون فارسا لها ويبدو أن البلد المنظم قد يملك أسهما قوية ولكن في بطولة من هذا النوع فكل شيء جائز وقد تذهب لمن لا يملك أيا من الترشيحات فالكل يتذكر الدنمارك واليونان وكيف حققا بطولتين لم يكن لأحد أن يجرؤ أن يضعهما في قائمة الترشيح! الكرة الأوروبية قد لا تكون ممتعة ككرة أمريكا اللاتينية ولكنها هي الأفضل في العالم وتشاهد من خلالها تطبيق الخطط عالية المستوى وتناسق الفرق كمجموعة وإبداعات بعض اللاعبين الفردية فهي باختصار كرة القدم كما يجب أن تلعب بعيدا عن العك والملل! توقيت لعب مباريات البطولتين غير متداخل وفي إمكان من يحب أن يتابع كرة القدم مشاهدة جميع المباريات بفوارق زمنية مقبولة فأوروبا تلعب مبارياتها في العصر وبعد العشاء وكوباأمريكا تلعب بعد منتصف الليل ومن يعشق كرة القدم سيحرص على المشاهدة والمتابعة! أجمل ما في متابعة تلكما البطولتين أنك تتابعهما بعيدا عن أي تشنج وانفعال بصرف النظر عن كون فريقك المفضل بطلا أم بعيدا عن البطولة فهي كرة راقية جاذبة تبحر بك بعيدا عن التعصب والطقطقة وتنسيك ديون أنديتنا التي تقصم الظهر بداية بالإتي ومن ثم البقية ستأتي! الأرجنتين لاتينيًا والبرتغال أوروبيًا ستكون عليهما العين (ميسي ورونالدو) ومن ينثر الفرح في نفوس جماهير بلاده سيكون بطلا قوميا وأسطورة يشار إليه بالبنان فتحقيق البطولات مع منتخب الوطن هو المطلوب والإنجاز الحقيقي واحنا أمام الشاشات وننتظر!