أكد الفنان التشكيلي السعودي عثمان محمد الخراشي أن الاهتمام بالبحث في جماليات التراث يزيدها توثيقا عبر القرون ويفتح بابا للمبتدئ لرسم الموروث الشعبي أو التراثي في أشكال رموزها وتكويناتها؛ لتظل حاضرة في ذاكرة الفنان ووجدانه. وقال: «من وجهة نظري الشخصية كفنان تشكيلي سعودي أرى أن الفنون الحديثة والمعاصره تزداد غنى بتوظيف الموروث الشعبي أو التراثي، بل إنها تعزز من قيمة الأعمال الفنية التي تتناول التراث بصيغ جمالية مختلفة كتوثيق للأجيال القادمة». وعن الخطاب البصري الذي يقدمه للمتلقي يقول: «في مقدمة الخطاب البصري أحرص على إبراز العناصر التشكيلية التي تعزز مفهومي نحو الاهتمام بالموروث الشعبي والتراثي وأهمية توظيفه في العمل الفني محملا برؤى فكرية وجمالية تخدم العمل، أما ردة الفعل لدى المتلقي فأرى أنها تتمحور من خلال تساؤلات شكلية واستفهامات فكرية للوجه». ولا تشكل مسألة اقتناء الاعمال الفنية اي هاجس للفنان عثمان الخراشي، حيث قال: «ربما يعطي الاقتناء حافزا لدى الفنان للإنتاج وتطوير تجاربه الفنية باستمرار، إضافة لتعزيز ثقته بمنجزه الفني ليكون ذلك تشجيعا له، لا سيما وأنها تعد أيضا دلالة على تميزه في أعماله التشكيلية لدى المقتنين والمهتمين بالفنون البصرية، كما لا ننكر أنها قد تمثل هاجسا لبعض الفنانين، وهذه المسألة تختلف من فنان لآخر، لذلك لا نستطيع تعميمها كهاجس يؤرق الفنان». وعن الحراك التشكيلي الآن يقول الخراشي: «هناك الكثير من الاعمال الفنية والتي اثارت اهتمامي كالموروث الشعبي لكل منطقة في مملكتنا الحبيبة، وهو ما يؤكد على أن الفن التشكيلي السعودي في تطور مستمر، وكفنان تشكيلي أطالب بالمزيد من الدعم للفنانين سواء من الجهات الحكومية أو مؤسسات القطاع الخاص وتشجيع المواهب واحتضانها لتنمية مواهبها وترك الأثر الايجابي، وهذا لن يتحقق إلا بتضافر كل الجهود للارتقاء بمسيرة الفن التشكيلي السعودي المعاصر». يذكر أن الفنان التشكيلي عثمان الخراشي من مواليد أشيقر عام 1963م، حاصل على دبلوم من معهد التربية الفنية عام 1982م، وهو عضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وشارك في معظم معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض والمنطقة الشرقية، وأقام معرضه الشخصي الأول عام 1991م في نادي رمحين باشقير. وله العديد من المشاركات الدولية المتميزة كمشاركته في معرض «الرياض بين الأمس واليوم» عام 1406ه في ألمانيا الغربية والكويت عام 1413ه، ومن أهم مشاركاته المحلية معرض «الجنادرية الثالث والرابع»، والمعرض «الجماعي الخامس لفناني المملكة» عام 1416ه (جائزة الإبداع) ومعرض «مسابقة السفير الثانية» عام 2007م، كما حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير ودروع التكريم، وله مقتنيات لدى العديد من الشخصيات ورجال الأعمال بالمملكة. الموروث الشعبي في لوحاته