أكد عميد كلية التربية في جامعة المؤسس الدكتور سعيد الأفندي أن رسالة الفنون التشكيلية رسالة سامية وهي لغة تخاطب عالمي ولا أدل من ذلك إلا معرض الدكتور الطيب الحضيري الذي لا يعترف بالمسافات ولا القارات، فالحضور ليلة الافتتاح هو الشاهد على أن الفن للجميع بعدم اعترافه بوطن أو مكان وزمان، وتجول الأفندي داخل صالة داما ارات بعد ان أطلق المعرض مبديا إعجابه بأعمال الفنان الحضيري التي وصفها الافندي بأنها تحف فنيه وجمالية لا بد ان تحترم وأن تقدم للساحة التشكيلية بقالب نموذجي حتى تضيف بصمة فنية للفنون التشكيلية في الوطن العربي. وقال الافندي ل«عكاظ»: إن من أرقى الفنون هو ما يرتبط بالتوجه الى البيئة والموروث الشعبي المتمثل في عدة مظاهر معمارية وفنية تطبيقية وحكايا وأساطير وعادات وتقاليد، وقد زاوج الحضيري في أعماله السابقة بين معطيات هذا التراث والمعطيات التشكيلية الحديثة، ليحقق أثرا فنيا تشكيليا عربيا معاصرا وما تحوله في معرضه «انتظار» الى رسم البورتريهات إلا امتداد طبيعي لأسلوبه السابق في محافظته على تراثه وبيئته فتجد الأشكال المطروحة في المعرض لم تختلف كثيرا عن بيئتنا العربية في تلك التفاصيل الجميلة للمرأة الشرقية المتجذرة والمتأصلة بأصالة الحضارة والتاريخ. وطالب الدكتور الافندي جميع الفنانين بالالتزام بالهوية الاسلامية في طرحهم التشكيلي والوقوف أمام تلك التحديات للبحث عن القومية الثقافية المعاصرة وليسهم الجميع في النهوض بالمقومات التراثية الفنية الأصيلة للأمة العربية المسلمة. فيما أبدى الدكتور علي الكلثمي الشهري رئيس قسم تقنيات التعليم في جامعة الملك عبدالعزيز سعادته بحضوره المعرض وقال «إن الأعمال المعروضة للزميل الدكتور الطيب هي نتاج طبيعي لتجربة طويلة وخبرة في مجال الفن التشكيلي وإن ألوانه المفعمة بالحيوية والنشاط برهنت على أن اللون هو الأقرب للنفس البشرية وهو من يشكلها سيكلوجيا». وقدم الطيب الحضري في معرضه انتظار مجموعة اعمال وبورتريهات نالت استحسان محبي ومتذوقي الفنون البصرية في جدة بألوان أكثر دفئاً وجمالاً وبورتريهات للمرأة الشرقية بكامل تفاصيلها المليئة بتجاعيد الزمان وذكريات المكان الذي أصبح بدوره هاجسا لكل امرأة شرقية تحمل هم الأمة، لقد تناول الحضيري تلك التفاصيل باحترافيته المعهودة تاركا الحكم للمتلقي عن كينونة ما يبوح به ليقارع كبار الفنانين وينجح في بث روح الحيرة والاستغراب للمتلقي بما يقصده من طرح فكري ثقافي وقد يكون المتلقي لأعمال الحضيري هو من يحكم على قيمة العمل الفني، نجح الحضيري في إسقاط بورتريهات المرأة الشرقية بكافة اشكالها ورمزها وبألوان تأثيرية، مقدما تجربة لونية ثرية وجديدة مرتبطة بالموروث الشعبي بتقنية فنون الأوجه، الذي بات هاجسا للعديد من التشكيليين كونه توجه له تاريخ وإرث فني لكبار الفنانين العالميين. الدكتور الحضيري حاصل على شهادة الدكتوراه في تنمية المهارات التشكيلية للطلاب ويعمل حاليا أستاذا مساعدا بقسم التقنيات في جامعة المؤسس وأقام العديد من المعارض التشكيلية داخل وخارج المملكة، وله عدة مقتنيات فنية وحصل على العديد من الجوائز في السودان وفي المملكة وبعض الدول العربية، ويملك ثقافة عالية في مجال الفنون أهلته الى أن يقدم عدة ندوات ومحاضرات في الفنون التشكيلية العالمية والعربية.